لنفترض أن شابة دخلت على زوج، وهي تجهل كل شيء عنه : ما مفاتيحه؟ ما الذي يرضيه؟ ما الذي يوصلنِي إلى قلبه؟! هذا سرّ، فمهما كنت تفهم، لا يمكن أن تأتي بمفتاح قلبه، لكن الذي خلقه هو الذي {لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ} فانكسِر عنده تعالى {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} فهو الوكيل الذي يُسَدّدَك أن تتصرف مع هؤلاء كما ينبغي فتُفتح قلوبهم لك. أليس هو الفَتَّاح الذي يَفتَح المَغاليق؟! فإذا كان هَمّك قلوب مَن حولك؛ فهو الفتاح الذي يفتح مغاليق القلوب! وإذا كان همَّك الرزق؛ فهو الفتاح الذي يفتح مغاليق الأرزاق ومغاليق الأسباب! وإذا كان همك العلم؛ فهو الفتاح الذي يفتح مغاليق الفِكِر! فتوكل على الحَيّ الذي لا يموت، وقُم بوظيفتك {فَاعْبُدُوهُ} ثم فوق هذا كله اعلم أن توكلك عليه يزيد مكانك عنده، فهو عبادة من العبادات، وسبب لكفارة ذنوبك، ورفع درجاتك، وذِكر الملائكة لك. فأنت الآن لن تستفيد في الدُّنيا فقط؛ بل ستسير في هذا الطريق فيما يُرضي الله عنك، فالله -عز وجل- لم يُكلّفك مالا تستطيع، بل فتح عليك أبواب الارتفاع عنده بصورة لا تتصورها، فحتى تَحصِيلك لِشؤون دُنياك أَصبح في ميزان حَسناتك ما دمت اتَّخذتَه وكيلا، فنتعبد الله باسمه الوكيل في كل ما أَهَمَّنا، وننشغل بالتعلق به أن يفتح لنا مغاليق القلوب.
مقتبس من درس اسم الله الوكيل
أناهيد السميري
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ورده الجوري
•
بارك الله فيك
الصفحة الأخيرة