قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)آل عمران:185
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)الرحمن: 26،27
(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص:88
خلال فترة قصيرة
توفيت ابنة عمي
وبعدها عمي
ثم ابن عمي
والآن أخو زوجي وتوفي معه بهذي اليومين عديل جارنا وصاحب زوجي وزوج إحدى القريبات
وأصبحنا يُقدم لنا العزاء تارةً ونقدم العزاء لغيرنا تارة أخرى
سبحان الله كثر الموت بشكل عجيب
وجود الموت بين الناس موعظة كبرى فما بالك بكثرته ؟؟؟
أصبحت أخبار الموت وقصصه أكثر بكثير من الأخبار السارة
كثُرت الأمراض , وحوادث السيارات , وموت الفجأة
تعددت الأسباب والموت واحد
أرفع سماعة الهاتف لأفجع بخبر موت قريب أو قريبة
يرن الجوال لأسمع خبر موت صديقة أو زميلة
أفتح قناة المجد لتقع عيني على الشريط ليتكرر أمامي خبر عن موت أو تعزية
أنتظر ساعة راحة بفارغ الصبر لأستمتع بتصفح النت
لكن ماإن أفتح منتداي المفضل حتى تصدمني أخبار الموت والأموات
موت ,,, موت ,,, موت
رائحة الموت منتشرة في كل مكان
الموت يلاحقنا في كل مكان
يصل إلينا في بطون الأدوية، وعلى رؤوس الجبال، فوق الهواء، وتحت الماء، فلا ينجو منه ملائكة السماء، ولا ملوك الأرض، ولا أحد من أنس أو جن أو حيوان
وجود الموت بين الناس موعظة كبرى فما بالك بكثرته ؟؟؟
ومع ذلك نحن غافلون
من يتهاون في صلاته مازال متهاوناً
ومن تسمع الأغاني مازالت تصر على سماعها وحفظها
ومن تغتاب وتؤذي الناس بلسانها مازالت مستمرة في غفلتها
ومن تتهاون في حجابها لم تغير حالها
وكأن الموت لغيرنا ولن يزورنا يوماً من الأيام !!!!!!
الموت الذي زار غيرنا وغيبهم ألن يزورنا ؟
ألم تتخيلي نفسك وقد فاجأكِ الموت ؟؟
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)
عند ذلك تغير لونكِ وغارت عيناكِ وخرس لسانك وذهب حسنك وجمالك
تقلبين بصرك فيمن حولك تطلبين منهم بصمت إنقاذك لكنهم عاجزون
والموت أقرب إليكِ منهم
يمر عليكِ شريط حياتك
كم من الأوقات ضيعتيها ؟؟!!
كم من الساعات التي قضيتيها في سماع الأغاني أو في مشاهدة المسلسلات ؟؟؟!!!!!!
كم إنسان ظلمتِ ؟؟
كم شخص اغتبتِ؟؟
كم ضعيف تجبرتِ عليه بقوتك ؟؟
وكم مسلمة آذيتيها بلسانك وتتبعتي عورتها وفضحتيها ؟؟
وكم وكم ذنب ومعصية إقترفت يداك في حق ربكِ وخلقه؟؟
يمر الشريط بسرعة ويعتصر قلبكِ الندم
تريدي يوماً واحداً زيادة في عمركِ
لتردي لكل شخص مظلمته
ولتقضي كل يومك في صلاة وعبادة واستغفار
ولوددتِ الزيادة في الإمهال لتستزيدي من كل خير وتستغفري من كل ذنب
لكن هيهات !!!
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)
لم ننتظر حتى يأتي الموت لنتمنى الرجوع ؟؟؟
دعونا نراجع أنفسنا الآن مادام لدينا متسع من الوقت للتوبة والاستغفار
متى تلين قلوبنا ونفيق من غفلتنا ؟؟؟
عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أربعة من الشقاء: جمود العين و قسوة القلب و طول الأمل و الحرص على الدنيا )).
دعونا نكثر من ذكر الموت والاستعداد له
لتحيا قلوبنا وتصحو من غفلتها
قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة)
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا
اللهم آمين ,,,,,
اللهم آمين ,,,,,
كلام لاغبار عليه
بوركتى غاليتى ويجعله من موازين حسناتك