سبحان الله وبحمده ادخلوا حياكم

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
تحية طيبة إخوتي الكرام و أسعد الله أوقاتكم جميعا :
أما بعد :
يشعر الكثيرون بالأسى و الهم و يتمنون لأنفسهم واقعا و حياة أفضل 
يتألمون من المصائب و المصاعب و لحظات اليأس و الفشل 
شاب درس و تعب و حصل على شهادة جامعية و لم يجد العمل المتناسب مع شهادته و أغلقت الأبواب في وجهه و بقي يراوح في المكان و لم يستطع أن يؤمن مالاً يكفيه كي يتزوج و يبني أسرة و يفتح بيتا
فتاة مؤمنة صابرة مهذبة تنتظر أن تفرح بزوج يحميها و يسعدها و تمضي السنوات و تبقى تنتظر و تكبر في العمر و صديقاتها حولها و ربما حتى أخواتها يتزوجن قبلها و هي ما تزال تنتظر النصيب
شاب كان مقبلا على كل طرق النجاح ... درس و وجد عملا و حقق كل أحلامه و فجأة يتعرض لحادث سير يجعله مقعداً و يغير كل مجرى حياته و تضيع كل إنجازاته و أحلامه
إلى كل إنسان فقد عزيزاً أو فقد مالا أو فقد حلما
لا تجزع و لا تعترض و تذكر تلك الآية في سورة الملك :
(( ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ))
ثق بأن ربك يعلم بك و يعلم بمصلحتك أكثر منك و هو الحكيم و هو اللطيف و هو الرحيم و هو الخبير
حكيم يختار لك الأفضل مهما كان في نظرك صعبا عليكربما يكون ما تراه محنة هو عند الله منحة فالابتلاء تكفير للسيئات و رفع للدرجات و رحمة مهما كان صعبا
فكم من ضال سائر في طريق الهلاك و الخسران رده الله إلى جادة الحق و الصواب بشدة يسوقها له كي يصحو و يتنبه 
قال تعالى :(( و لنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ))فعندما يعاقبك الله تعالى على ذنوبك في الدنيا فلأنه يحبك و يريد لك الخير و إذا أحب الله عبداً ابتلاه 
و عندما يؤخر الله تعالى عنك فضله و رزقه فاعلم بأن ذلك لحكمة لا يعلمها إلا هو و تأكد بأن هذا لمصلحتك 
فكم انتظرت أخوات فاضلات نصيبهن و تأخر لكنهن حصلن في النهاية بصبرهن و احتسابهن على خير زوج و أفضل نصيب
و لا تعترض لو كنت فقيرا فالله أعلم بمصلحتك و رزقك مكتوب و يناسبك 
يقول تعالى :(( و لو فتح الله لعباده الرزق لبغوا في الأرض و لكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير ))
و أختم بقصص رائعة نعرفها جميعا في سورة الكهف و توضح لنا كيف تكون المنحة في ثوب المحنة و الخير كله من الله مهما كان الابتلاء عظيماالقصة الأولى قصة السفينة التي خرقها فقد تبين أنها لمجموعة من المساكين الذين تعبوا وصنعوها كي يعملوا في النقل والملاحة البحرية وكان هناك ملك ظالم يأخذ السفن الجيدة من أصحابها ظلماً وعدواناً فخرقها الخضر ليعيبها فيجعل الملك الظالم يتركها لأصحابها وهنا قد يظن أصحاب السفينة أن خرق سفينتهم مصيبة لكن تلك المصيبة الصغيرة أهون بكثير من مصيبة أكبر لو أخذ الملك الظالم سفينتهم وتركهم بلا عمل فسبحان الله الحكيم فأحياناً تتعرض أخي لخسارة مادية طفيفة وتحزن و تتألم وتيأس مع أن تلك الخسارة كانت حماية لك من خسارة أشد وأكبر فقد تخسر صفقة تجارية مهمة وتظن بأنها خسارة كبيرة ويتبين لك في النهاية أن تلك الصفقة كانت فاشلة وقد تضيع كل نقودك معها 
القصة الثانية قصة الغلام الذي قتله الخضر مما أثار دهشة سيدنا موسى وتبين انه غلام شرير كافر وكان ابواه مؤمنين ووجوده سيكون لعنة عليهم وسيعذبهم بكفره وطغيانه ولهذا فموته سيكون رحمة لهم وهذا ملمح هام لكل من يجزع ويحزن بوفاة ولد له ولا يعرف بأن موت ذلك الولد كان خيراً له فقد يكبر ويصير كافراً أو ظالماً أو طاغياً وقد يكون موته تكفيراً عن سيئة ارتكبتها وفي الحالتين ثق بربك و بحكمة ربك وتدبيره فالله العليم الحكيم أعلم بمصلحتك منك 
أما القصة الثالثة فهي أن ذلك الجدار كان لغلامين يتيمين من أب صالح وكان تحت الجدار مال لهما لكن الله الحكيم أراد أن يكبر هذان الولدان كي يأخذا كنزهما وربما يعيشان حياة صعبة ريثما يكبران لكن ذلك لمصلحتهما فقد تعيش لحظات صعبة وتتعب وتبتلى لكن ما ينتظرك بعد ذلك الشقاء خير عظيم لكهذه القصص الثلاث تشرح لنا تماماً كيف تأتي المنحة أحياناً في ثوب محنة ويأتي الخير في ثوب البلاء ويأتي اليسر في ثوب العسر فلنتوكل على الله و لنحسن الظن به سبحانه فهو أعلم بحالنا منا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 

منقوووووول 
3
431

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ليه التعب ياقلبي
دعوتكم لي 
hnf
hnf
جزاك الله خير
زوجة صاحب السمو ~
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا


إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا



إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا



إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا