سبع خطب عن الصيام توفي ملقيها صائما ,, نداء لراجياات الجنة من باب الريان

ملتقى الإيمان

الخطبة الأولى

فضائل وخصائص رمضان

الحمد لله رب العالمين الملك القدوس الحي القيوم بديع السماوات والأرض
الذي خلق فسوى و قدر فهدى والذي أخرج المرعى

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى نصره الله على الكافرين صلوات الله وسلامه عليه وعلى من اتبعه إلى يوم الدين

وبعد يا عباد الله يقول الله تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
عباد الله اعلموا ان الصيام هو التعبد لله تعالى وذلك بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
وصيام رمضان هو أحد أركان الإسلام العظيمة وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام ))

واعلموا يا عباد الله أن الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم
وأعلموا أن الكافر لا يصوم ولا يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم
وكذلك الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصوم لكن يؤمر به ليعتاد عليه ,
وكذلك المجنون لا يجب عليه الصوم ولا الإطعام عنه وإن كان كبير . ومثله المعتوه الذي لا تمييز له
و الكبير الذي فقد التمييز من الكبر , وكذلك يسقط الصوم عن العاجز بسبب دائم كالكبير والمريض مرضا لا يرجى برؤه لكن يطعم عن كل يوم مسكينا ,
وكذلك المريض مرضا طارئا يرجى برؤه يفطر إن شق عليه الصوم ويقضي بعد شفاؤه , و
كذلك الحامل والمرضع متى شق عليها الصوم من أجل الحمل أو الرضاع أو خافتا على ولديهما تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما الصيام وزال الخوف عنهما ,
وكذلك الحائض والنفساء لا تصومان حال الحيض والنفاس وتقضيان ما فاتهما بعد أن تطهرا
وكذلك يحل الإفطار للمضطر لإنقاذ معصوم من غرق أو حريق فإنه يفطر لينقذه ويقضي
وكذلك يحل الافطار لمن اضطر لإنقاذ شخص بالتبرع له بالدم فإنه يسحب منه ويفطر ,
وكذلك المسافر إن شاء صام وإن شاء أفطر وقضى ما أفطر سواء كان سفره طارئا كسفر العمرة أم دائما كأصحاب سيارات الأجرة مثل التكاسي وسيارات النقل الكبيرة فإنهم يفطرون إن شاءوا ما داموا في غير بلدهم
عباد الله هؤلاء العشرة هم المرخص لهم بالإفطار وذلك دليل على سماحة الإسلام ويسره بأهله
عباد الله علينا أن نهتم بالصيام فإذا كنا في يوم صيام فلا نرفث ولا نصخب بل نصوم بخشية لله ورجاء ثوابه لأن أجر الصيام عظيم
حيث يقول الله تعالى : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ))
حيث أن أجر الصيام يا عباد الله ليس له حدود مثل سائر الأعمال بل أن الله تكفل بمجازاة الصائمين بنفسه كما جاء ذلك في الحديث : (( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , يدع شهوته وطعامه من أجلي , للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك))

عباد الله علينا أن نغتنم هذه الحياة في الأعمال الصالحة ولا نضيعها فيما لا ينفعها وخاصة في هذا الشهر المبارك الذي تضاعف فيه الحسنات فعلينا أن نجد و نجتهد قبل أن يداهمنا هادم اللذات ومفرق الجماعات ألا وهو الموت
نجد في الصلاة ونحافظ عليها في وقتها في المساجد
ونجاهد أعداء الله إذا انتهكوا حرمات الله
ونجد في الصيام ونبعد صيامنا عن اللغو والرفث ونبعد صيامنا عن الأشياء التي تفسده
ونخرج الزكاة في وقتها ولا نشح بها على إخواننا الفقراء
ونكثر من الصدقة على المحتاجين
حيث جاء دليل ذلك في الحديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ))
قال أبو بكر رضي الله عنه بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها فقال (نعم , وأرجو أن تكون منهم ))

عباد الله إن لهذا الشهر الكريم خصائص على غيره من الشهور

فمنها افتراض صيام نهاره واستحباب قيام ليله

فامتاز هذا الشهر أن فيه أحد أركان الإسلام وهو الصيام

ومنها اشتمال ليله على صلاة التراويح التي هي من آكد السنن ولا تشرع إلا فيه

ومن خصائص هذا الشهر المبارك كثرة مضاعفة الحسنات فيه فالسنن تكون فيه بمنزلة الفرائض في الأجر , ومنها أن الفريضة الواحدة فيه تعادل سبعين فريضة فيما سواه

ومن خصائص هذا الشهر أنه شهر الصبر أي حبس النفس عن شهواتها بالصيام وتحملها مشقة الطاعة والبعد عن عادتها والصبر من أشق الطاعات على النفوس ولكن ثوابه الجنة كما قال تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }

ومن خصائص شهر رمضان أنه شهر الجود من الله تعالى على عباده بالمغفرة والإعتاق من النار ,

والجود من العباد بعضهم على بعض بالمواساة وإطعام الجائع وسقي الظمان وتفطير الصائم والرفق بالمملوك
ومن خصائص هذا الشهر يا عباد الله أنه شهر التراحم بين العباد ونزول الرحمة عليهم من الرحمن الرحيم
فالغني يرحم الفقير والقوي يرحم الضعيف والمالك يرحم المملوك و الراحمون يرحمهم الرحمن

عباد الله جاء في الحديث في فضل الصيام ما جاء عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ))
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم
ونفعني وإياكم بسنة سيد المرسلين

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم
-------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا كما يحب ربنا ويرضى
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله و أصحابه ومن اتبع طريقهم إلى يوم الدين

وبعد يا عباد الله يجب عليكم أن تتبعوا سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم

وذلك بتعجيل الافطار إذا تيقنتم مغيب الشمس أو سماع المؤذن ا لثقة ,,
حيث جاء في الحديث في فضل تعجيل الفطر ما جاء عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله عز وجل : (((أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ))) رواه الترمذي

وكذلكم يا عباد الله يجب عليكم المحافظة على أكلة السحور حيث أن في السحور بركة وذلك ما جاء في الحديث فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تسحروا فإن في السحور بركة ))

عباد الله إنه وللأسف أصبح بعض المسلمين إذا أرادوا أن يصوموا فإنهم يأكلون قبل أن يأتي وقت السحور ويسهرون على سماع الأغاني وعلى ما لا يرضي الله من القيل والقال والكلام في أعراض الناس ثم ينامون عن وقت السحور ويتركون صلاة الفجر ,
إن الذين يفعلون هذا الفعل خارجون عن طاعة الله وعن السنة وهم متشبهون بأهل الكتاب وهم اليهود والنصارى وذلك ما جاء في الحديث فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول ا لله صلى الله عليه وسلم قال : (( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور ))
فعلينا يا عباد الله أن نحافظ على سنة رسول الله ونتسحر في وقت السحور حيث أن في السحور بركة كما سمعتم في الحديث
عباد الله إن للصوم فضائل حيث أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات حيث جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))
ومن فضائل الصيام يا عباد الله أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة حيث جاء في الحدي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان )) رواه أحمد

اللهم وفقنا لصيام شهر رمضان على الوجه الذي يرضيك عنا
اللهم اجعله شافعا لنا
اللهم أعنا على صيام رمضان وقيام ليله
اللهم وفقنا لصالح الأعمال ودلنا لأحسنها
اللهم أعنا على طاعتك ماحيينا اللهم أحسن الخاتمة لنا
اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان
اللهم ولي على المسلمين خيارهم وأبعد عنهم شرارهم
اللهم انصر المجاهدين عن الإسلام في كل مكان وفي فلسطين وأفغانستان
اللهم عليك بعدوك وعدوهم فإنهم لا يعجزونك
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه و ترضاه واجعله ناصرا للإسلام والمسلمين
اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تأمره بالخير وتعينه عليه
اللهم أنت الله لا اله إلا أنت , أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين , اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب , اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا فضلك بذنوبنا
ربنا ظلما أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم ا رض عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعلى بقية الستة المشهود لهم بالجنة وجميع صحابة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
فاذكروا الله العلي الكريم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
8
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

,,,بـنـت نـجـد,,,
,,,بـنـت نـجـد,,,
الخطبة الثانية

الصيام وفضله
الحمد لله رب العالمين ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وعلمتنا وأنقذتنا وفرجت عنا ,

لك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالقران ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم


أما بعد يا عباد الله فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان

يخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتغل فيه الشياطين ,

ويقول صلى الله عليه وسلم (( إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق فيها باب وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب وصفدت الشياطين وينادي منادي يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر اقصر , ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة))

, ويقول عليه الصلاة والسلام : (( جاءكم شهر رمضان شهر بركه يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله))

, ويقول عليه الصلاة والسلام : (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))

ويقول عليه الصلاة والسلام : (( يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به , ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي , للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحه عند لقاء ربه , ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))


عباد الله : إن الأحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه وفضل الصوم كثيرة فينبغي لك أيها المؤمن بالله أن تنتهز هذه الفرصة وهي ما من الله به عليك من إدراك شهر رمضان فتسارع إلى الطاعات وتحذر السيئات وتجتهد في أداء ما افترضه الله عليك ولا سيما الصلوات الخمس فإنها عمود الإسلام وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين

عباد الله يجب على المرء المسلم أن يصون صيامه وقيامه عما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال
لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه وتعالى وتعظيم حرماته وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها وتعويدها على الصبر عما حرم الله

وليس المقصد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجه في أن يدع طعامه وشرابه ))

عباد الله إن هناك أمور قد تخفى على بعض الناس منها أن الواجب على المسلم أن يصوم إيمانا واحتسابا لا رياء ولا سمعة وتقليد للناس أو متابعه لأهله أو أهل بلده
بل الواجب عليكم يا عباد الله أن يكون الحامل على الصوم هو الإيمان بأن الله د فرض عليهم الصوم واحتساب الأجر عند الله
وكذلك قيام رمضان يجب أن يفعله المرء ا لمسلم إيمانا واحتسابا لا لسبب آخر ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام : (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) متفق عليه
عباد الله ومن الأمور التي قد تخفى حكمها على بعض الناس ما قد يعرض للصائم من جراح ورعاف أو قيء أو ذهاب الماء أو البنزين أو غيره من الأشياء المحسوسة إلى حلقه بغير اختياره فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم إذا كان بدون قصده مثل السهو أو نسيان أو دخل إلى فمه غصبا عنه فاعلموا أن من حصل له هذا الفعل فصيامه صحيح
أما من تعمد القيء فإن صومه يفسد لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء )) رواه الخمسة

ومن الأمور التي يجب أن يتأدب بها الصائم يا عباد الله

غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره ,

كذلك ينبغي للصائم حفظ اللسان عن الهذيان وعن الغيبة والنميمة وعن الكذب

كذلك ينبغي للصائم الكف عن السمع وعن الإصغاء إلى كل ما هو محرم أو مكروه

كذلك ينبغي للصائم كف بقية الجوارح عن الآثام من حسد ومن تكبر ومن كلام في أعراض الناس ,

كذلك ينبغي للصائم أن لا يستكثر من الطعام لأن كثرته يا عباد الله سبب لكثير من الأمراض
ومنها أن كثرة الطعام تبعد الخشوع عن الإنسان الصائم حيث أنه معروف أن الانسان المسلم مقبل في الليل على صلاة التراويح

ومنها يكون قلب الصائم بعد الإفطار مضطربا بين الخوف والرجاء ليس يدري أيقبل صيامه أو يرد لأنه إن قبل صيامه فهو من المقربين وإن رد فهو والعياذ بالله من الممقوتين وليكن هذا الفعل أي الخوف والرجاء صفه من صفاته عند إتمام أي صوم وعند الانتهاء من العبادة يكون راجي من الله قبولها


عباد الله إن الصوم له أجر عظيم عند الله وله فوائد

حيث أن الصوم طهرة وزكاة للجسد حيث أنه يطهر الإنسان من الذنوب ويزيل عنه آثار الشح والبخل والخيلاء

ومنها أن الصوم يطهر جسمه من آفات فضلات الأطعمة والأتربة وفي الحديث الشريف (( لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم )) رواه ابن ماجه

ومن فوائد الصوم يا عباد الله أنه يساوي بين الأغنياء لإخوانهم الفقراء في الجوع إشعار لهم بلزوم العطف عليهم وأداء حقوقهم ا لتي فرضها الله في أموالهم إلى الفقراء ففي الصوم إعلام للغني بحال الفقير وإشعار الطاعم الكاسي بالجائع العاري

وفي الصوم يتمثل الصدق والأمانة في العبادة لأن الصوم أمر موكول إلى نفس الصائم وامانته وعفته وشرفه وليس عليه رقيب إلا الله تبارك وتعالى كما جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى (( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به )) متفق عليه

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
-------------------------------------
الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد العزيز الغفار مقدر الأقدار ومصرف ا لأمور على ما يشاء ويختار

العليم الحكيم الأول الذي ليس قبله شيء والظاهر ا لذي ليس فوقه شيء ,

أحمد الذي جعل الصيام طهرة للإنسان المسلم من اللغو والرفث وطهرة لجسمه من فضول الطعام وسيء الأسقام
وأشهد أن لا اله إلا الله الحق المبين الذي ليس له شبيه ولا نظير

وأشهد أن محمد عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين

وبعد يا عباد الله يقول الله تعالى في سورة البقرة : { يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياما معدودات فمن شهد منكم الشهر فليصمه فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }

عباد الله جاء في تفسير هذه الآيات : ناداهم الله بلفظ الإيمان ليحرك فيهم مشاعر الطاعة ويذكي فيهم جذوة الإيمان
وكتب عليكم أي فرض عليكم صيام شهر رمضان كما كتب أي كما فرض على الأمم التي قبلكم

لعلكم تتقون أي لتكونوا من المتقين لله المجتنبين لمحارمه

, أياما: أي والصيام أيامه معدودات وهي أيام قلائل فلم يفرض عليكم الدهر كله تخفيفا ورحمة بكم ,

فمن كان منكم مريضا : أي ومن كان به مرض أو كان مسافرا فأفطر فعليه قضاء عدة ما أفطر من أيام غيرها ,
وعلى الذين يطيقونه : أي وعلى الذين يستطيعون صيامه مع المشقة لشيخوخة أو ضعف إذا أفطروا فعليهم فدية بقدر طعام مسكين لكل يوم
عباد الله جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ثلاثة لا ترد دعوتهم , الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين )) رواه الترمذي
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين )) رواه الخمسه

عباد الله إن فوائد الصيام كثيره

فمنها أنه صحة للجسد حيث أن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وقد قال كثير من الأطباء أن في الصوم أمان من كثير من الأمراض المزمنة لا سيما السل والسرطان الجلدي والدملي وأمراض المعدة
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( صوموا تصحوا))
رواه الطبراني
فهو يحفظ الصحة ويذيب الفضلات المؤذية

ومن فوائد ا لصيام يا عباد الله
أنه يزيد الإيمان ويعين العبد على كثير من العبادات من صلاة وقراءة قرآن وذكر وصدقة واستغفار وتوبة ويردع النفس عن الوقوع في الأمور المحرمة

اللهم اجعلنا هداة مهتدين
اللهم اجعلنا ممن يصوم شهر رمضان ويقوم ليله على أحسن وجه
اللهم اكتب لنا به الأجر والثواب العظيم
اللهم اجعلنا ممن يصوم هذا الشهر وكل شهر على أكمل وجه طلبا لرضاك ومغفرتك يا رب العالمين

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم اعز الإسلام والمسلمين في كل مكان يا رب العالمين
اللهم من أراد للإسلام والمسلمين شرا فأشغله في نفسه واجعل اللهم تدبيرهم في تدميره يا رب العالمين
اللهم وفق أئمة المسلمين لنصرة الإسلام والمسلمين في كل مكان اللهم وفق إمامنا لما تحبه و ترضاه واجعله ناصرا للإسلام والمسلمين وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الحق وتنهاه عن الباطل يا رب العالمين

عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
ويقول من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمدا صلى الله عليه وسلم
اللهم ارض عن الأربعة الخلفاء ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعلى بقية ا لستة المشهود لهم بالجنة وعلى صحابته الكرام الذين نصروه وجاهدوا معه حتى نصرهم الله على المشركين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العلي الكريم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون
,,,بـنـت نـجـد,,,
,,,بـنـت نـجـد,,,
الخطبة الثالثة

فوائد الصيام و آدابه

الحمد لله الذي شرع لعباده الصيام لتهذيب نفوسهم وتطهيرهم من الآثام
أحمده وهو المستحق للحمد وأشكره على نعم تزيد عن العد

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في ملكه ,
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أتقى من صلى وصام وحج واعتمر وأطاع ربه في السر والجهر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا

أما بعد أيها الناس اتقوا الله واشكروا الله أن بلغكم رمضان ومكنكم من الصيام والقيام

فإن الصيام يا عباد الله من أنفع العبادات وأعظمها آثارا في تطهير النفوس وتهذيب الأخلاق
فمن فوائده أنه يسبب تقوى الله

كما يقول تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }

فالصيام يا عباد الله يدخل العبد في بيت التقوى التي هي فعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه
فيقي بذلك نفسه من النار و من جميع المخاوف
ومن فوائد الصيام يا عباد الله أنه يكسب العبد الخير الكثير في الدنيا والآخرة
كما يقول تعالى : { وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون }

ومن فوائد الصيام يا عباد الله أنه يعود الإنسان الصبر والتحمل والجلد
أنه يحمل الانسان على ترك مألوفه و ترك شهوته عن طواعيه واختياره لأنه يعلم أنه بذلك العمل يعلم أنه مرضي ربه

ومن فوائد الصيام يا عباد الله أنه يمكن الانسان من الانتصار على نفسه الأمارة بالسوء
فإن النفس يا عباد الله مياله إلى الشهوات فإذا أعطاها الانسان كل ما تشتهي تغلبت عليه ويمكن أن تنحرف به إلى ما لا تحمد عقباه يقول تعالى : { إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي }

أما إذا كان الانسان صائم فإنه بحول الله سوف يملك زمام نفسه الأمارة بالسوء وينتصر عليها

ومن فوائد الصيام يا عباد الله أنه يضعف مجاري الشيطان في البدن لأن الشيطان يا عباد الله يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق , فالعبد إذا أتاح لنفسه ما تطلبه من الشهوات فإن ذلك مما يساعد الشيطان على التمكن منه وإضلاله وحمله على الشر والبطر والكبر وغير ذلك من الخصال الذميمة
والصيام يا عباد الله يسد هذا الباب الذي فيه الخصال الذميمة وكذلك يطرد الشيطان

ومن فوائد الصيام يا عباد الله أنه يذكر العبد بنعمه الله عليه فإن الانسان ذاق من الجوع والعطش عرف قدر نعمه الله عليه حيث يسر له الطعام والشراب في أوقات الحاجة إليه فيشكر الله على ذلك ويعرف حاجته إلى ربه

ومن فوائد الصيام يا عباد الله أنه يحمل الانسان على الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين فإن الصائم إذا جاع تذكر الجائعين وإذا عطش تذكر العطش فيحمله ذلك على البذل والصدقة والاحسان إلى المحتاجين والفقراء والمساكين

ومن فوائد الصيام يا عباد الله أنه يقمع الكبر والترفع على الناس فإنه إذا صام الغني والفقير والملك والدنيء والشريف والوضيع فإن العبد عند ذلك يتذكر أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى وأن الناس كلهم عباد الله تجري عليهم أحكامه وعدله على حد سواء

ومن فوائد الصيام أنه سبب لاجتماع كلمة المسلمين وارتباط بعضهم ببعض فإنهم يصومون في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد فكان ذلك مما يجعلهم متآلفين ويزيل أسباب الفرقة والنفرة فيما بينهم

عباد الله يجب علينا أن نصوم رمضان عن إيمان بالله لا تقليدا بدون علم بل نصوم ونحن نؤمن بالله أنه الواحد الأحد الفرد الصمد المستحق للعبادة من صلاة ومن صيام ومن دعاء ونعلم أنه المتفضل علينا بكل شيء هو وحده لا أحد سواه


وكذلك نصوم رمضان احتسابا للأجر قاصدين به وجه الله لا رياء فيه ولا سمعة كما جاء ذلك في الحديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))
وجاء يا عباد الله في فضل شهر رمضان وأنه شهر تفتح فيه أبوب الجنة ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ))


عباد الله اغتنموا هذا الشهر الذي فيه أبواب الجنة مفتحه يجب أن نعمل العمل الذي سوف يدخر لنا عند الله وتعمل العمل الذي يرضي ربنا سبحانه وتعالى
ومن مزيه هذا الشهر أن ا لشياطين مصفدة أي أنها مغلولة لأجل أن لا تمنع ولا تؤذي المؤمنين والتهويش عليهم في هذا الشهر الكريم وهذا من رحمة الله ولطفه بعباده
عباد الله يجب علينا أن نغتنم الوقت فيما يرضي ربنا ونجود على أنفسنا بالأعمال الصالحة ونجود على إخواننا الفقراء والمساكين بأن نعطيهم من زكاتنا ومن صدقتنا ولا نبخل عليهم لأن من يبخل فإنما يبخل على نفسه
ونزيد في رمضان ونعمل الأعمال الصالحة من قراءة للقرآن الكريم ومن تسبيح ومن تهليل ومن تكبير

وكذلك نتدارس القرآن الكريم فيما بيننا فالذي يعلم القرآن يقوم بتعليم الذي لا يعلم لأجل أن نستفيد ونقتدي بيننا بمحمد صلى الله عليه وسلم في ذلك
كما جاء في الحديث فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن
فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة

عباد الله إن الله سبحانه وتعالى فرض علينا صيام شهر رمضان وعلينا أن نحافظ على صيامنا من الرفث ومن الصخب وعدم المسابة والمقاتلة

حيث ورد النهي عن ذلك في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ))

وعلينا يا عباد الله أن نحفظ صيامنا من قول الزور والعمل به لأنه يا عباد الله من لم يترك قول الزور وهو الكذب والعمل به فإن الله ليس بحاجه إلى هذا الصيام كما جاء ذلك في الحديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه في أن يدع طعامه وشرابه )) رواه البخاري


فاتقوا الله يا عباد الله واحرصوا على صون صيامكم من اللغو ومن الرفث ومن قول الزور
ة واحفظوا صيامكم من الغيبة ومن النميمة
واحفظوا صيامكم من القيل والقال ومن التكلم في أعراض الناس بما يكرهونه لأجل أن يتقبل صيامكم وقيامكم أنه سميع مجيب
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


-----------------------------------------------



الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الحي القيوم
القائل وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ))
وبعد يا عباد الله روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في تسمية رمضان أنه قال : (( إنما سمي رمضان لأنه يحرق الذنوب ))

عباد الله هذه والله بشرى عظيمة للمسلمين حيث أن هذا الشهر الكريم يحرق ذنوب عباده التائبين إليه

فلنغتنم هذا الشهر الكريم ونضاعف فيه عمل الطاعات والاكثار من فعل الحسنات
مثل تفطير الصائمين حيث جاء في فضل تفطير الصائم ماجاء عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من فطر صائما كان له مثل أجره غير أن لا ينقص من أجر الصائم شيئا ))

ويستحب للضيف أن يدعو لمن ضيفه حيث روي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : (( أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد ابن معاذ فقال صلى الله عليه وسلم : (( أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة ))

عباد الله اعلموا أن للصيام أداب فمنها أن تصوم جوارح العبد عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش وبطنه عن الطعام والشراب ولا يخون الله في ذلك بمثل أن يمتنع عن الطعام والشراب أمام الناس و إذا خلي بنفسه أكل وشرب ألا فليعلم الذي يعمل هذا العمل أنه لا يخفى على الله وإن خفى على الناس وليعلم أن الله سوف يعاقبه على ذلك

فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أفطر يوما من رمضان من غير عذر لم يقضه صيام الدهر وإن صامه ))

عباد الله الصيام أمانه بين العبد وبين ربه فيجب المحافظة عليه والاخلاص لله وحده وأن نخلص صيامنا وزكاتنا وصلاتنا وحجنا لله وحده لا شريك له
كما جاء ذلك ي فضل هذه الأعمال ((يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنه بعشر أمثالها))

اللهم اجعل صيامنا خالصا لوجهك الكريم
اللهم جازنا بالصيام من عندك كما قلت وقولك الحق الصيام لي وأنا أجزي به
اللهم أعنا على الصيام والقيام
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
اللهم ارزقنا خشية تحول بيننا وبين معصيتك
اللهم إن هذه عشر المغفرة فاغفر لنا فيه ذنوبنا وكفر سيئاتنا وأدخلنا مع الأبرار يا ذا الجلال والإكرام
اللهم إنك جواد كريم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثا مغيثا سحا غدقا نافعا غير ضار عاجلا غير اجل برحمتك يا رب العالمين
اللهم اعز الإسلام والمسلمين في كل مكان
اللهم انصر المجاهدين عن الإسلام في كل مكان اللهم وفقهم وسدد رميتهم واخذل عدوك وعدوهم
اللهم ولي على المسلمين خيارهم وأبعد عنهم شرارهم
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه واجعله ناصرا للاسلام والمسلمين
اللهم ارزقه البطانة الصالحه التي تعينه على كل خير


عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
اللهم صل وسلم على علدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم ارض عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعلى بقية الستة المشهود لهم بالجنه وعلى جميع صحابه رسولك والتابعين وتابع التابعين يارب العالمين
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
فاذكروا الله العلي الكريم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتصنعون

,,,بـنـت نـجـد,,,
,,,بـنـت نـجـد,,,
الخطبة الرابعة

الصيام وسائر الطاعات
الحمد لله رب العالمين ,
المحمود بحق المنزه عن الشريك والمثيل ,
الأول الذي ليس قبله شيء , والآخر الذي ليس بعده شيء ,
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بحق رحمة للعالمين , والذي كمل الله به الدين فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أما بعد يا عباد الله فاعلموا أن الصيام أجره عظيم
ولعظم أجره يا عباد الله أن جعل الله له بابا خاصا يقال له باب الريان
يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم
يقال للصائمين المحافظين على صيامهم من اللغو ومن النميمة وعلى المحافظين على صيامهم من قول الزور ومن الاستماع إلى الحرام ومن أكل الحرام
يقال لهم أين الصائمون فعند ذلك يقوم ناس وهم الصائمون فيدخلون ذلك الباب المسمى باب الريان
فيدخلون وحدهم لا يدخل أحد غيرهم منه فإذا دخلوا أغلق ذلك الباب فلا يدخل منه أحد

كم كما جاء ذلك في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث روى عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد )) متفق عليه

عباد الله اعلموا أن الله لا يضيع عنده عمل من جميع العبادات بل أن الله سبحانه وتعالى جعل لكل عبادة بابا كما جاء ذلك في الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير , فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة , ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد , ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان , ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ))
قال أبو بكر رضي الله عنه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟. فقال : (( نعم , وأرجو أن تكون منهم )) متفق عليه

عباد الله لنتأمل هذا الحديث الجامع المشتمل على خصال الدين
حيث يقول صلى الله عليه وسلم من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة ,
يا عبد الله هذا الفعل خير
ثم يبين صلى الله عليه وسلم أن من كان من أهل الصلاة أي من المحافظين على الصلاة في جماعة في أوقاتها بتمام ركوعها وسجودها وخشوعها حينئذ يدعى من باب مخصص لأهل الصلاة لا يدخل مع ذلك الباب غيرهم
ثم يبين صلى الله عليه وسلم أن من كان من أهل الجهاد وهو جهاد الكفار والمشركين ولا يكون جهاده للرياء والسمعة وإنما جهاده لتكون كلمة الله هي العليا عند ذلك يدعى من باب مخصص لأهل الجهاد لا يدخل معه غيرهم ,
ثم يقول صلى الله عليه وسلم ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان وذلك بأن كان الانسان المسلم محافظا على الصيام بوقته لا يفطر قبل الأذان ويمسك عند انتهاء الأذان وكذلك حافظا صيامه من اللغو أو من النميمة ومن سائر الأشياء المفطرة للصيام عند ذلك يا عباد الله يدعى من ذلك الباب المسمى باب الريان فيدخل منه الصائمون لا يدخل معه غيرهم ,
ثم يقول صلى الله عليه وسلم ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة وذلك بأن تصدق على اخوانه الفقراء والمحتاجين سرا وعلانية يفعل ذلك الفعل وكله رضى لوجه الله سبحانه وتعالى عند ذلك يدعى من باب الصدقة ,
ثم انظروا يا عباد الله إلى أبي بكر رضي الله عنه وإلى حرصه على نفسه وعلى اخوانه المسلمين حيث سأل الرسول بعدما انتهى من الحديث قال رضي الله عنه : بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب أي هل يحصل للمسلم أن يدخل من تلك الأبواب كلها فقال له صلى الله عليه وسلم : (( نعم)) أي يحق لمن عمل تلك الأعمال بإخلاص أن يدخل من تلك الأبواب ثم قال صلى الله عليه وسلم لأبو بكر مطمئنا له (( وأرجو أن تكون منهم ))

وقد قال العلماء : إن الرجاء من الله سبحانه وتعالى و من نبيه صلى الله عليه وسلم واقع أي أن يجب , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
يقول الله تعالى مناديا لعباده المؤمنين أنه كتب عليكم الصيام أي فرضه الله عليكم , كما كتبه على الذين من قبلكم من الأمم الماضية لعلكم أي لأجل أن تتقون الله ,
وهو كذلك حيث أن الصيام يضيق مجاري الدم في الانسان وتكون شهوته ضعيفه وكذلك الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فبالصيام يضعف الشيطان

عباد الله جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( قال الله عز وجل : كل عمل ابن ادم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به , والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب , فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم , والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك , للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح , وإذا لقي ربه فرح بصومه )) متفق عليه وهذا لفظ رواية البخاري

وفي رواية له : (( يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي, الصيام لي وأنا اجزي به والحسنة بعشر أمثالها , وفي رواية لمسلم : ((كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , يدع شهوته وطعامه من أجلي , للصائم فرحتان : فرحة عند فطره , وفرحة عند لقاء ربه , ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
-----------------------------------------
الحمد لله رب العالمين , مالك يوم الدين المعبود بحق

الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ,

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد يا عباد الله : جاء في الحديث في فضل السحور في رمضان أنه بركة لمن تسحر

وأن السحور يا عباد الله هو فرق بين صيام أهل الإسلام ودين اليهود ,

حيث جاء في الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( الفرق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب اكلة السحور ))

وجاء في فضل السحور قول أنس ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تسحروا فإن في السحور بركة )) وجاء في الحديث عن وقت السحور ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : ((تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة )) قال أنس : قلت لزيد كم كان بين الأذان والسحور؟ قال : قدر خمسين آية ))

عباد الله وجاء عن سماحة الإسلام ويسره وأن من أكل أو شرب وهو ناسي فليس عليه شيء بل عليه أن يتم صومه وصومه صحيح إن شاء الله ودليله ما جاء في الحديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من نسي – وهو صائم – فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ))
عباد الله وجاء في الحديث كذلك عن يسر الإسلام وسماحته ما روي عن عائشة و أم سلمة رضي الله عنهما : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب – من أهله- ثم يغتسل ويصوم ))
عباد الله كما سمعتم سابقا يقول الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (( كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به
عباد الله الصوم فرض على الأمم الماضية ليظل حبل بني ادم موصول بالعزيم
ة وإن رمضان الذي فرض الله صومه على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة لم يكن مقصورا على الكبار وحدهم
بل على الأطفال يجب أن يمرنون على الصوم لينشأوا على العزيمة والإرادة والصبر وحسن القصد
فإن تعويد الصبي على الصوم وتمرينه عليه وهو لم يفرض عليه بعد يقوي عزيمته
إذا وجب عليه الصيام ..

اللهم أعنا على صيام شهرنا وعلى قيامه
اللهم اجعله هاديا لنا إلى التقوى وإلى كل خير ,
اللهم اهدنا لاتباع كتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ,
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ,
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ,
اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان وفي كل زمان يا رب العالمين ,
اللهم من أراد للإسلام والمسلمين شرا فأشغله في نفسه واجعل تدبيرهم في تدميرهم يارب العالمين ,
اللهم وفق إمامنا لما تحبه وترضاه واجعله ناصرا للإسلام والمسلمين
وارزقه البطانة الصالحة التي تأمره بالحق وتعينه عليه ,
اللهم اجعلنا ممن يستمعون الحديث فيتبعون أحسنه يا رب العالمين .

عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا , اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم , اللهم أرض عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن بقية السته المشهود لهم بالجنة والتابعين وتابع التابعين وعنا معهم بعفوك و كرمك يا رب العالمين
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
فاذكروا الله العلي الكريم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

,,,بـنـت نـجـد,,,
,,,بـنـت نـجـد,,,
الخطبة الخامسة
فضائل ومزايا رمضان


الحمد لله رب العالمين
الذي يدل من يشاء من عباده إلى طريق الخير ويصرف من يشاء من عباده
وهو مقلب القلوب والأبصار ,

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين
وبعد يا عباد الله يقول الله تعالى في سورة البقرة : { يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }
وجاء في الحديث عن سلمان رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال : (( يأيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك , شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر , جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا , من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه , وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة , وشهر المواساة يزداد فيه الرزق , من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء , قالوا يا رسول الله , ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على مذقة لبن أو تمره أو شربة ماء , ومن سقى صائما سقاه الله عز وجل من حوضه شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة , وهو شهر أوله رحمه وأوسطه مغفره وأخره عتق من النار . فاستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتين ترضون بهما ربكم , وخصلتين لا غنى بكم عنهما ,
أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم : فشهادة أن لا اله إلا الله , وتستغفرونه , وأما اللتان لا غنى بكم عنهما : فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار
)) رواه ابن خزيمة والبيهقي وغيرهما

عباد الله إذا تأملنا ما للصوم من فوائد أن مضاعفته تختلف عن مضاعفة الأعمال الأخرى فمضاعفة الصيام يا عباد الله لا تنحصر بعدد بينما الأعمال الأخرى تضاف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ومنها أن الصيام يكون الإخلاص فيه أكثر من غيره من الأعمال لقوله في الحديث (( ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ))
ومنها يا عباد الله أن الله اختص الصيام لنفسه من بين سائر الأعمال وهو سبحانه الذي يتولى جزاء الصائم لقوله في الحديث : الصوم لي وأن أجزي به ,

ومنها أن المسلم يحصل له الفرح في الدنيا والآخرة حيث يفرح الصائم عند فطره بما أباح له الله من الطعام وفرح في الآخرة بما أعده الله له من الثواب العظيم وهذا من الفرح المحمود لأنه فرح بطاعة الله كما قال تعالى :
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا }

ومن فضائل الصيام يا عباد الله ما يتركه الصائم من آثار محبوبه عند الله وهي تغير رائحة فم الصائم بسبب الصيام
حيث أنها آثار نشأت عن طاعة الله فصارت رائحة محبوبة عند الله كما جاء في الحديث : (( لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))

ومن فضائل الصيام يا عباد الله أن الله اختص للصائمين باب من أبواب الجنة لا يدخل منهم غيرهم إكراما لهم كما جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم , يقال أين الصائمون فيقومون فيدخلون , فإذا دخلوا أغلق عليهم فلم يدخل منه أحد))

ومن فضائل الصيام يا عباد الله أنه يقي صاحبه مما يؤذيه من الآثام ويحميه من الشهوات الضارة ومن عذاب النار كما ورد ذلك في الحديث أن الصيام جنة أي ستر حصين من هذه الأخطار
ومن فضائل الصيام يا عباد الله : أن دعاء الصائم مستجاب حيث جاء في الحديث أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد وقال تعالى في أثناء آيات الصيام : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }

ومن فضائل الصيام يا عباد الله : أنه يجعل كل أعمال الصائم عبادة كما روى ذلك أبو داوود و الطيالي والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا قال: (( صمت الصائم تسبيح , ونومه عباده , ودعاءه مستجاب , وعمله مضاعف ))

ومن فضل الصيام يا عباد الله أنه جزء من الصبر فقد أخرج الترمذي وابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( الصيام نصف الصبر )) وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }
عباد الله ومن فضائل الصوم وفوائده الطبية أنه يحصل به صحة البدن كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( صوموا تصحوا )) رواه ابن السني وابو نعيم

وذلك يا عباد الله لإن الصوم يحفظ الأعضاء الظاهرة والباطنة ويحميها من كثرة اختلاط المطاعم الجالبة للأمراض
ومن مزايا هذا الشهر شهر الصيام أنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين
كما جاء ذلك في الحديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ))
وسبب فتح أبواب الجنة يا عباد الله لكثرة الأعمال الصالحة فيه والتي بسببها يدخل الناس الجنة كما قال تعالى : { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون }

والمزية الثانية فيه تغلق أبواب النار وذلك بسبب قلة المعاصي التي بسببها يدخل الناس النار كما قال تعالى { فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى } وقال محذرا من عصاه : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا }

والمزية الثالثة لهذا الشهر : أنه تصفد فيه الشياطين أي تغل وتوثق فلا تستطيع إغواء المسلمين وإغراءهم بالمعاصي وصرفهم عن العمل الصالح كما كانت تفعل في غير هذا الشهر , ومنعها في هذا الشهر المبارك إنما هو رحمة بالمسلمين لتتاح لهم الفرصة لفعل الخيرات وتكفير السيئات

ومن فضائل هذا الشهر المبارك يا عباد الله أنه تضاعف فيه الحسنات فالنافلة تعدل فيه أجر الفريضة والفريضة تعدل فيه أجر سبعين فريضة فيما سواه , ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ,
اللهم اكتب صيامنا عندك ذخرا لنا
واجعلنا من الذين ستدخلهم من باب الريان الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
--------------------------------------------------
الحمد لله قيوم السماوات والأرض مكور النهار على الليل ومكور الليل على النهار

الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الغفار

الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو على كل شيء قدير

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين

صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

وبعد يا عباد الله جاء من السنة في فرض الصيام الحديث الذي رواه عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , وصوم رمضان , وحج البيت ))
وأما الإجماع فقد أجمع المسلمون على فريضة صوم شهر رمضان وأنه يفترض على كل مسلم عاقل بالغ قادر أداء وقضاء , ولا يجب على كافر سواء كان أصليا أو مرتدا لأن الصوم عبادة لا تصح منه في حال كفره ولا يجب عليه قضاءها لقوله تعالى : { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف }
كذلك لا يجب الصوم على مجنون ولا على صبي حتى يبلغ لقوله صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم : (( رفع القلم عن ثلاث : عن الصبي حتى يبلغ , عن المجنون حتى يفيق , وعن النائم حتى يستيقظ ))
وأما اشتراط القدرة يا عباد الله على الصوم فلأن من لا يقدر على الصوم بحال مثل الكبير والعجوز إذا كان الصوم يجهدهما ويشق عليهما مشقة شديدة فلهما أن يفطرا ويطعما عن كل يوم مسكينا

ولقول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } ليست بمنسوخة في الشيخ الكبير و المرأة الكبيرة اللذين لا يستطيعان الصوم فيطعمان عن كل يوم مسكينا

ورى أنس بن مالك رضي الله عنه ضعف عن الصوم فصنع جفنه من شريده فدعا ثلاثين مسكينا فأطعمهم وكذلك المريض الذي لا يرجى برؤه حكمه حكم الشيخ الكبير يطعم لكل يوم مسكينا

أما النية يا عباد الله فإنه لا يصح صوم رمضان ولا غيره من الصيام الواجب إلا بنية الليل لكل يوم وليلة ودليله ماروت حفصه رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له )) وكذلك روى الدارقطني قال صلى الله عليه وسلم : ((لا صيام لمن لم يفرضه من الليل )) وعن عائشة رضي الله عنهما مرفوعا قال : (( من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له ))

اللهم وفقنا لصيام شهر رمضان
واكتب لنا به الأجر والثواب
واجعلنا من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ,
اللهم اهدنا لطاعتك
وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ,
اللهم جنب عن بلادنا وبلاد المسلمين الزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ,
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ,
اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان ,
وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويخذل فيه أهل معصيتك,
اللهم وفق ولي أمر المسلمين لما فيه نصرة الإسلام والمسلمين ,
ووفق إمامنا لنصرة الدين وارزقه البطانة الصالحة التي تأمره بالحق وتعينه عليه ,
ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما , ويقول عليه أفضل الصلاة والسلام من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ,
اللهم ارض عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعلى بقية الستة المشهود لهم بالجنة وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون , فاذكروا الله العلي الكريم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون.

,,,بـنـت نـجـد,,,
,,,بـنـت نـجـد,,,
الخطبة السادسة

البشارة بقدوم شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه
وأحمد الذي جعل شهر رمضان موسم يتقرب فيه عباده المؤمنين إليه بخالص العبادة والشكر

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
الواحد الأحد الفرد الصمد

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده صلوات الله وسلامه عليه وعلى من أتبعه إلى يوم الدين وبعد:

يا عباد الله كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذا الشهر أكثر مما يجتهد في غيره

بل إنه عليه الصلاة والسلام يتفرغ فيه من كثير من المشاغل ويقبل على عبادة ربه
وكان السلف الصالح يهتمون بهذا الشهر غاية الاهتمام
ويتفرغون فيه للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة
حيث كانوا يجتهدون في قيام ليله وعمارة أوقاته بالطاعة

قال الزهري رحمه الله : إذا دخل رمضان إنما هو تلاوة القرآن و إطعام الطعام

وكانوا يحرصون على الجلوس في المساجد ويقولون نحفظ صومنا ولا نغتاب أحداً

وكانوا يحرصون على صلاة التراويح ولا ينصرفون منها حتى ينصرف الإمام

وقد جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( من قام مع الإمام - يعني صلاة التراويح والقيام – حتى ينصرف كتب له قيام ليله ))

تفكروا يا عباد الله كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح يعملون فاعملوا مثلهم
واقتدوا بأهل الخير والصلاح انظروا كيف كانوا إذا دخل رمضان كما قال الزهري إذا دخل رمضان إنما هو تلاوة قرآن وإطعام الطعام
ويقول كانوا يحرصون على الجلوس في المساجد لماذا يجلسون ويحرصون على ذلك لأجل أن يحفظوا ألسنتهم عن كلام لا يرضي الله تعالى ولأجل أن لا يغتابوا أحداً من الناس

اللهم اجعل شهر رمضان داخل علينا باليمن والبركات
واجعله اللهم شاهداً لنا لا علينا ,
اللهم أعنا على صيام شهر رمضان وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا ,
اللهم ضاعف لنا به الأجر والغفران ,
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأخذل الشرك والمشركين
اللهم ولي على المسلمين خيارهم وأبعد عنهم شرارهم
اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان
ووفق المجاهدين عن الإسلام وعن أوطانهم وعن أهلهم
اللهم سدد رميهم وأخذل عدوك وعدوهم فإنهم لا يعجزونك
, اللهم أنت الله لا إله إلا أنت , أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين
, ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ,
ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن امنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ,


عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً,
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر

اللهم أرض عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعلى بقية الستة المشهود لهم بالجنة

عباد الله أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العلي الكريم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.