ستعلم أنى 000

عدت إلى الأمس
فى دقائق
قليلات
فوجدت بعضا منى ينازعنى تلك الدقائق
حتى تسرب من بين أنفاسي
زفرات
وأحرف

فكانت هذه القصيدة
ستعلم أنى000

ستعلم أنى أحبك
حين يذوب الطريق على راحتيك
وتنساب تنساب كل عروقى
تحل قيودك عنى وعنك
وتلمح قارب عمرى
على نهر كفيك يغلق باب التمنى
يودّع أجمل ما صورته القلوب
وتعلم أنّى
وأنّى
لفجرك أنت سكنتُ الليالي
ولخّصْتُ فيك الوجود
أضأت اشتياقك من نزف عشاق حلمى
وطوّقت عنك الرعود
وأنى ارتميت على ضفتيك
أضم ربيعك قبل الشتاء
وروضت أنثاي كى تحتويك
وتغفل عن وطْاة الكبرياء
وأنى تخلّيت عن مستحيلى
لأجمع فيك اغتراب رجوعك
وأنى خُلقت لأجلك
حين ترى قصتى بين نقش ضلوعك
وقامرتُ
قامرت بين جحيمك
ألقيتُ كل دفاتر عمرى
لأ فقد فى شاطئيك اصطبارى
وارحل فوق صراخ الحنين
ويرحل ضلك خلف صداه
ليوقف فيه ارتحال السنين
ستعلم هذا
وذالك حبيبى
هناك
على جسر خوفك
بعدى
ولا زال قلبى على الطرف قبل العبور
يناشد آخر بُعْدِ
لعل جناحك يصغى لنسمة أنفاس روحى
ويأتى عليها
ليحملنا رغم قهر الرياح
لأرض شروق فُقِدْنا لديها
نحس لديها بكل المعانى التى صُلّبَت في مسار المغيب
ونبحث بين الربا عن طريق
يُقَبّلُ طيرَ الرجوع الغريب
دقائق
قبل العبور ستعدو
بخطو تداعى وأوْغَل فيّ
دقائق
تعلم أنك منّى
وتمنع زحفَ الغروب إليّ
تُريقُ الحقائقَ دونى
لعلك تدرك كونك قبل الرحيل
فأمواجنا
سوف تنهار خلفى
ليُمْحَى المضيق
ويُخلَى سبيلى


حنين المصرى:26: