
- انهض يا ولدي –قالت أمي التي ما زالت تحتفظ بجمالها الساحر منذ ستين عاما – انهض يا ولدي فدم أبيك وعمك ينتظرك لتأخذ بثأرهما.
- أمي يا أيتها الحنونة الطيبة شاب شعري فانا منذ ستين عاما أقاتل لأجلك يا أمي ولكن كيف انتصر على اشر خلق الله وأنا مجرد إلا من عصاي التي ورثتها عن أبي...
- لا!!! يا ولدي لا تقل انك لم تنتصر عليهم فان مجرد بقاؤك هو انتصارا للحق ولكن ما زال الجرح غائرا والهم كبير، فيا ولدي لا تستسلم لليأس فان المشوار ما زال طويلا...
- يا أمي قد وهن العظم مني لكني ما زلت أقاوم وأجاهد في استرداد الحق الضائع ... في الانتقام لكل شهداء ...
- آه يا ولدي فستون عاما وغاصبي طليق... ستون عاما يا ولدي وخنجر الغدر العربي مغروس في ظهري ولم يحاولوا إخراجه أو علاجه ... آه يا ولدي لا تمت فأنت الشيخ الذي لا يموت ...
- اماة أرجوك اصبري لأجل أبناءك ولا تنهاري فهم في كل صباح وكل مساء يمسحون الجرح النازف برحيق دمهم الطاهر الذي ينظفك من فسوق الظالم ...
- يا ولدي- إن الصبر يتعلم الصبر مني فانا منذ ستين عاما صابرة على ظلم المحتل وخيانة العرب... فيا ولدي أي صبر بقي ليقارن بصبري ... يا ولدي إن الصبر يعجز عن صبري ... فانا منذ ستين عاما ودمي ما زال متحجرا في عيني ... وخنجر الغدر في ظهري ... آه يا ولدي ... آه يا ولدي.
- أماه دعيني أضمك إلى الأبد ... اخفيني يا أمي بين ضلوعك ... دعي جرحي يلتئم مع جرحك فيا أمي رغم وضوح حقي وباطل مغتصبك لفاوضوني يا أمي عليك وعلى حقي فيك يا أمي فأنت أمي وهل رأيت في هذا الكون من يفاوض على أمه.
- يا ولدي فلتعرف انه لا يعمر علي ظالم فكل ظالم للهلاك سائر ... وكل غاصب مصيره الزوال ... فاثبت يا ولدي فبعد حلكه الليل فجر منير...
- أمي أنا ثابت على الحق ما دام الحق فيك ...لكن يا أمي ... لا ...تماسكي ...واترك راسك المفجر على صدري ماذا جرى يا أمي لماذا تهاويت علي ... وأنا من شموخك استمر عزيمتي ...
- آه يا ولدي ...قلبي...فمغتصبي يريد قلبي... يريد القدس... فمغتصبي يريد انتزاع قلبي يريد لي الموت يريد أن يزرع قلب ظالم في محل قلبي المكلوم ... يريد أن يستبدل جمالي الصارخ بقبح حاقد...آه ولدي فلتنادي على من باعونا لعل ضميرهم قد استفاق... لعلهم ينقذون قلبي من الهلاك ... آه يا ولدي فما بقي لي أمل سواك.
- أماه... اصمدي فما الفرق إن زاد جرح أو نقص فكلك جراح... أماه إن كان قتالي لك مستميتا فلقلبك سيكون قتالي اكبر واكبر...أماه نادت جراحي كل العالم ... ناديت بصوتي المخنوق كل شرفاء البشر... ولكن يا أمي لا حياة لمن تنادي.

ستون عاما والجرح ينزف
- مظلم الغاصب المحتل أصبح حقا مشروعا...وحقي فيك أصبح حقا مهزوزا...وذلك يا أمي بفضل أصحاب الكروش من العرب...
- صمت من ضيق ومن كرب ...صمت مخنوق من الدموع ...فكر في قلب أمك المكلوم ماذا يفعل؟!!!.
- اخذ يحدث نفسه-لا يا أمي لن اجعلهم ينتزعون قلبك سأموت وأموت لتبقي حية يا أمي وليبقى قلبك حيا.
- لا لن أجعلك أيها المحتل أن تفرح بأمي لا...
- يا ولدي صمتك حدثني فصوتك الغاصب يشغل حنيني لفرحة الانتصار...آه..آه.
- أمي سأحدثك عن أبنائك الأبطال...أولادي...أمي لا تحزني فمع كل غروب شمس تطير أرواحهم لتبقى الأجساد في عناقها الأبدي لك ... أمي ما زال حبك يغريهم بالعناق الأبدي...وما زالت اتهمها لا تهم تمتزج في السماء واعية أن يحررك من هذا الغاصب الظالم.

- يا ولدي أطالبك بكل حروف العالم ...وبكل أحفدة التاريخ أن تصبر يا ولدي فالنصر قادم ... ولتجد يا ولدي غزة أن تبقى صامدة حرة...وان تزرع في كل بيت ثورة...وان تصبح للغاصب كالجمرة.
- أمي...يا ارضي يا عرضي ما بقي لي شيء احكيه فانا ابني الأفعال يا أمي...لكن أتعرفي يا أمي من المضحك ...إن أبناء بلدتنا يعتبرون المطالبة بحقي نوعا من الارهاب . ودفاعي عنك وعن أولادي يا أمي ضرب من ضروب التطرف.
- آه يا أمي!!! لم يعرفوا أن التاريخ معنا يثبت حقا ...اعتقد بأنهم وبأيديهم الملطخة بالدماء وكروشهم المليئة بصديد جروح أبناء شعوبهم يستطيعون أن يخفوا الحق وان يزرعوا التاريخ... لم يعرفوا يا أمي بان حقنا وتاريخنا يولد محفورا في صدور أطفالي.
- ستون عاما والملايين من أبنائك يا فلسطين على الحدود ينتظرون بأعين من أمل في العودة إلى أحضانك...ستون عاما هي عمر المعاناة...ستون عاما وان شاء الله للعودة اقرب
