بدأت تعزف بأناملها لحناً جميلاً ..
بطرقات لطيفة لامست بها باب غرفتي ..
صمت برهة أستمع لذلك العزف المتناسق ..
بدأت أنسجم مع ذلك العزف الفريد ..
ارتفع من خلف الباب صوت همس هاديء:
قلب .. أتسمح لي بالدخول ؟!
لم أجبها بلساني .. جوارحي سبقت لساني:
تفضلي ..
دخلت عليّ فكأنها هالة مشرقة.. يكتنفها جمال أخاذ
: تفضلي بالجلوس ..
نظرت حولها .. لا يوجد كرسي بالقرب مني ...
قمت مسرعاً .. وسحبت كرسياً قوائمه من العاج ..
مصفوفاً في زاوية الغرفة ..
يالحظ ذاك الكرسي ..
فما عاد يفتخر بقوائم العاج التي يقف عليها ..
بل بات يتفاخر بجلوس عود من البان المطيب برائحة العود الزكية
جلست أمامي ..
عينان واسعتان كحيلتان ..
وبروز خد أبيض اختضب بلون من الدم الزاهي ..
أرنبة أنف صغير وديع كاد يظهر من خلف لثامها ..
ابتسامة لم تفارقها .. ظهرت بين خبايا ذلك اللثام الذي كفن وجهها..
بدأت تتحدث .. وأنا أستمع إليها ..
كأني أستمع إلى إنسان حكيم .. مرّ بتجارب العمر والسنين
تحدثت .. وأنا أستمع إليها ..
يالذلك البيان الواضح في كلامها وشرحها ..
كأنها تقرأ عليّ ترنيمة سحرية ..
بهرت عقلي .. وسحرتني بعقلها ..
تغزل حروفها لتصنع كلمات تهز الكيان ..
تنتقي من اللفظ أحسنه ..
كأنها صائغ ذهب ..
فسبحان من وهب هذا الجسم الصغير .. ذاك العقل الكبير..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإن من البيان لسحراً)
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
أشكرك على حرفك الهادئ
دمت بحفظ المولى