سحــاب من الإبـل

قصــاصة من التاريخ



حاصر لُقيط بن زرارة ، زهير بن خذيمة العبسي وقومه فـي جبل الروم، وطبق عليهم الأرض ،فاشتدّ ذلك عليهم ، ونالهم من الحصار أمر عظيم .
ففكّر زهير فـي نفسه ، ففتحت له الفكرة أن يُفرِّق بين الفصـلان ( وهي صغار النوق )
وبين أمّهاتها ، ثمَّ يعطِّش الإبل ، وليس أحد من العسكر يعلم ما هو مراده ، فأمر العبيد فأخرجت الفصلان من سور الجبل ، فخرجت مثل السيل الذي لا يدفع ، ولم يشعر العساكر الذين مع لُقيط إلاّ والفصلان بينهم ، فأخذوها كلّها ونحروها وأكلوها .
وأقام زهير على رأس الجبل عبدين ومعهما غِلْمان وقال : إذا دخلت العساكر الشِّعب ولم يبق منهم أحد خارج الشعب فارفعوا الأعـلام . فلمّا طال الحصار هجمت عساكر لقيط بن زرارة كـي تقتحم الجبل فرفع العبيد الأعـلام ، فنظر زهير إلـى الشعب فرآه مملوءاً خيلاً ورماحًا وهم فـي مضيق منه ، وعلم أنه لم يبق أحد من عساكر لُقيط خارج الشعب ، فأمر العبيد أن يفتلوا النوق والجمال ، فأُفلت عنها وهامت على وجوهها .
فما ظنُّك بإبل عطاش فقدت صغارها ، وقد زجرتها العبيد برؤوس الأسنّة ؟!
فخرجت على العساكر مثل السحاب المتكاثف يتلو بعضها بعضًا لا يقف أمامها شيء ، ورجال زهير فـي أعقابها تحثّها وتدفعها ، فصدمت الإبل الفرسان وطحطحت الخيل وكر دست الجنود وفرّقتهم شذر مذر . وانتهى الحصار ولم يقتل من رجال زهير أحد .


:27: :27: :02:


****************************************
لايضيع حق وراءه مطالب

ستبقـى جزرنا إماراتية :11: :11: