حسام.. يالك من طفل مشاكس تعبث بأعز أشيائك، وتكسر ألعابك..
تتزاحم الكلمات على مسامع حسام ليرتد صداها فينطلق:
-أنا عابس.. أنا مشاكس.. لا.. لا.. لا.. لست كذلك، أنا طفل قدر له أن يعيش في زمن العولمة.. يعيش في وقت حالك الظلمة لا يعرف طعماً للضحكة.. تقتل أمام ناظريه الفرحة.. زمن ليس له لغة سوى الدمار!
أتذكر جيداً يوم بنى والدي بيتا هاهنا.. كان رمزا للوئام.. عشنا فيه أجمل اللحظات.. بل أمتع الأيام.. نلهو.. نلعب.. فيمضي وقتنا الجميل سريعا كطيف منام، وعندما تؤذن الشمس بالمغيب آخر النهار نعود إلى البيت بأحلام معطرة بأزكىألانسام فنلقي الأجساد على الأسرة لننام.
آه .. ما أصعب ضياع الأحلام.. صاروخ.. قنبلة.. أسلحه فتاكة، مفرداتفي قاموس الحرب والدمار.. تبدد الفرح.. تقتل الآمال.. تهدم رمز الوئام.
أنظر لوالدي بعيون تترقرق فيها الدموع، ولا تتقوى على الكلام.. نتحدى.. نتمنى أن نحطم جدران اليأس.. أن نعيد البناء لتعود الفرحة لشفاه هجرها الابتسام، ونعود نجدد الأحلام فيعود الظالم ليقتل، ويدمر كل معاني السلام، ما ذنبنا؟!
هل حقا - كما يقول - نحن قتلة؟ هل نحن حماة إرهاب؟ أم مجرد حقد تفجر من قلب كالحجر لينطلق نحو صدورنا لأننا فقط مِن بني الإسلام؟!
انطلقت رصاصة، وهبطت قذيفة لتهتك ستر السلام وتسحق الأحلام! ما الإرهاب في قاموسكم؟ طفل بريء لا يعرف حتى مفردات العيش الكريم.. يصحو فجراً يبحث بين الركام، وسط الحطام، عن كسرة خبز جافة؛ لعلها تسد رمقاً أو تبقي جسداً يسير هنا أو هناك.. وفي نهاية اليوم لا يقوى على الاحتمال.. يسقط تعباً، وتسدل ستارة النهار، لتبقى التساؤلات.. من يجيب عنها؟! لعلهم الكبار!!
تحياتي اختكم صانعه الاحلام
م
ن
ق
و
ل
صانعة الاحلام @sanaa_alahlam
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
كم نتمنى ذلك حقا
بارك الله فيك ياغالية