سدرة جاري..

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه هي المشاركة الأـولى لي في هذا القسم وبصراحة لا أدري ان كانت خاطرة أم قصة
قصيرة.. أم... صنفوها كما شئتم..
*********************************************************

[ سدرة جاري

لطالما اشتكت عمتي من ورقها الذي تلفظه ليل نهار ويتساقط أمام بيتها ويتكدس فوق سطحه

ولطالما تذمرت أمي كذلك من الأوراق التي تصل عن طريق السكة الى منزلها فيشوه النظافة

التي تنشدها دوما لبيتها وبابه... ويصل أحيانا لسطح منزلها كذلك.. فأمي وعمتي جارتين

كذلك.. أما أنا فقد اعتدت أن تتجمع وريقات السدر الصغيرة الخضراء واليابسة أمام بيتي

دوما وأعمد لتنظيفها في كل أسبوع مرتين على الأقل.. ولكني ما تذمرت أبدا.. فلطالما عشقت

هذه السدرة وأحببت أوراقها على الرغم من ازعاجها للنظافة أحببت خفة أووراقها عندما

تتهادى مع نسمات الهواء كل عصر وتتحرك.. ويطربني صوت

العصافير والبلابل التي اتخذتها سكن لها فباتت تغني فيها ليل نهار .. ويزداد غناءها دوما

كل عصر وقبل المغيب.. فأجلس أمام المنزل أحيانا وأراقب الصفحة البرتقالية في السماء

من خلال أوراقها وتهاديها.. وسعف النخلة الباسقة يتمايل بالقرب منها يمنة ويسرة ..
كنت أجلس أحيانا في حديقة عمي عصرا والأطفال يلعبون في الأرجوحة وضحكاتهم

تتهادى في جنبات وأرجاء المكان وتمتزج مع أصوات السيارات من خلفهم .. وأظل

أستنشق عبير الحياة وأمتع ناظري برؤية هذه السدرة الحبيبة تارة.. وأغمض عيني تارة

أخرى تاركة لنفسي العنان لتسبح في جنبات هذا الكون الرائع..

وأطرب مسمعي بصوت الطيور التي نشرت ؟أعشاشها في كل فرع وغصن فيها.. فكأنما باتت

تلقي التحية علي وترمي لي بقبلات دافئة تبعثها مع أوراقها التي يدفعها الهواء عندي

فأنظر لها وكلي رضا وسرور.. وكأنما شجرة الليمون التي بجانبها تومئ لي بابتسامة

أخرى وتخرج رأسها كذلك وتقول لي ها أنذا !!!!.. لي أوراق كذلك وأعشاش الطيور تغزوني..

فأغمض عيني .. وتسمو روحي وتحلق الى الأعالي وابتسامة عذبة ترتسم على محيا

وجهي.. ودعاء خفي يتردد بين شفاهي( اللهم ارزقنا نعيم الجنة وخضرتها.. ربنا ما خلقت

هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)..



أأأأأه ... لطالما عشقتك يا سدرة جاري...
3
429

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
أن نجيد فن التأمل والحديث الصامت مع الطبيعة التي جملهاالله ..في نظري أن هذه نعمة
عظيمة..ولو لم يكن من وراء ذلك إلا تعظيم المولى عزوجل ..ونفع متحقق لكفى..
تأملتُ معك..وودتُ أن أحظى بجلوس قرب تلك السدرة..بوركت عزيزتي:26:
صوت الحياة
صوت الحياة
شكرا لك عزيزتي عطاء على الرد

وعذرا لردي الان وذلك لانقطاعي عن النت فترة من الزمن
بحور 217
بحور 217
جميل أن عدت يا أخيتي لتمتعينا برفع هذا الموضوع


ننتظر مشاركاتك دوما :26: