
ظَلَّ الْحَزَنَ أَوْ خُيُوطٌ سَنَاهُـ أَنَّ كُنْتُمْ تَرَوْنَ لَهُ سِنا اوْ شُعَاعَ
أَعِيْشُ أَنَا فِيْ وَطَنٍ كُلِّهِ حُزْنٍ
أَهْرُبُ مِنَ ظَلَّ حُزْنِيْ فَأَقَعُ تَحْتَ سَنَّا حُزْنٍ
وَبَحْرِيّ ظُلُمَاتِ حُزْنٌ فَوْقَ حُزْنٍ
فِرَاشَاتِنا أُكْتَسَتْ الْسَّوَادِ وزُّهُورَنا تَوَشَّحَتْ الْسَّوَادِ
فِيْ وَطَنِيْ لَا يَعِيْشُ أَحَدٌ الَا أَنَا
لاأَصْبحَ وَلَا أَمْسِيَ عَلَىَ أَحَدٍ
وَلَايُوْجَدْ لَدَيَّ جَارٍ وَلَا فِيْ أَخَرِ الْشَّارِعِ بِائِعُ خُبْزُ أَوْ لَبَنٍ
لانتَنَزّهُ الَا فِيْ حَدَائِقِ الْحُزْنِ وَلَا نَبْتَاعُ الَا مَنْ مُتَاجَرَةٌ
كَيْفَ وَصَلْتَ أَنَا إِلَىَ هُنَا ..؟
هَذَا هُوَ حُزْنِيْ الْحَقِيقِيَّ
كُنْتُ أَعْتَقِدُ أَنَّ أَلْحُزْنُ شُعُورٍ أَوْ أُحِسْاس وَقْتِيٌّ يَنْتَهِيَ بْأَنْتِهَاءً مَوْقِفِ
اوْ مُرْوَرِ زَمَنِ يَكْفِيَ لِغَسْلِ الْقُلُوْبُ
لَكِنْ أُكْتُشِفَتْ
أَنَّ الْحُزْنَ مَلَامِحْ
أَنَّ الْحُزْنَ مَاءً وَزَادَ
أَنَّ الْحُزْنَ مَرَاحِلُ وَمَسَافَاتُ
أَنَّ الْحُزْنَ أَغَانِيْ وَأَشْعَارِ
أَنَّ الْحُزْنَ ثَوْرَةٌ تَجْتَاحُ أَلكِيَانَ
أَنَّ الْحُزْنَ خَلِّ وَفِيْ ((لايَخُونَكِ فِيْ أَيِّ مَوْعِدُ))
أَنَّ الْحُزْنَ وَطَنْ
نَعِيْشُ فِيْهِ
نُحَمِّلَ جِنْسِيَّتُهُ
نَتَكَلَّمُ لُغَتِهِ
نَحْفَظُ دُرُوْبَهْ وَأَزَقْتِهُ
وَقَدْ نَتَفَاخَرُ بِهِ
نُمَثِّلُهُ وَنَكُوْنَ سُفَرَاءُ لَهُ
وَسُفَرَاءُ فَوْقَ الْعَادَهْـ فِيْ بَعْضِ أَحْيَانْ
أَنَّ الْحُزْنَ يَكُوْنُ رُوْحُ وَنَبْضُ وَدَمَآً يَسْرِيْ فِيْ الْشَّرَايِيْنِ الَىَّ أَنْ يَطْبَعَ بِصَمْتِهِ عَلَىَ كُلِّ جَوَارِحَنَا
فَمايَبْقّىْ لَنَا إِلَا الْحُزْنِ خِيَارُ وَحِيْدُ