سعادة المرأة في لسانها

مجلة الفرحة 05/04/2004
زوجتي الغالية...!
أكتب إليك بعد قراءة أوراقك التي وجدتها في حقيبتي في العمل.
تذكرني أقوالك وحججك التي وردت في سياق الرسالة بقول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له
إياك .. إياك أن تبتل بالماء
وأنت كذلك تخطئين بحقي وبحق رجولتي أمام الآخرين وتريدين أن لا أغضب .. أو تطلبين السماح عندما نكون بمفردنا في الغرفة وما فائدة ذلك بعد أن ينال جرح الخطأ مني ما ينال.

أخطأت بحقي بحضور أخي وزوجته أكثر من مرة وداريت الغضب بابتسامة صفراء وعندما كنا على انفراد تذكرت أنك مخطئة وطلبت مني العفو والسماح.

أخطأت مرات بحضور والدتي وفي كل مرة أقول إنها والدتنا كلنا وتعرف معظم أسرارنا وأسامحك مع كل ذلك.

والآن لم أعد أتحمل الأخطاء وتكرارها منك ولأنني نبهتك أكثر من مرة، وغضبت أكثر من مرة من ذلك ولم تتعظي فيجب أن تنامي بمفردك في غرفة النوم وأنام في الصالة، لتعرفي الألم الذي يحل بالإنسان إذا تصرف معه حبيبه وشريكه تصرفاً غير لائق بكرامته.. تعلمي من السهر في غرفة النوم وحيدة كم كانت كلماتك بحقي نابية ومؤثرة وجارحة .. نعم لقد هجرت غرفة النوم وهذا أسلوب من أساليب التربية ومن عقديتنا السمحاء فليت ذلك يؤثر فيك مستقبلاً وليتك تتعلمين من ذلك وتكون لك عبرة.. أنا أوافقك الرأي أن آية مشكلة يجب أن لا تتعدى حدود غرفة النوم مهما كانت ومهما عظمت، ولكنك ترتكبين أحياناً من الأخطاء ما يجعل نفسي لا تتحمل مزيداً من الآلام وتجعل أعصابي عاجزة عن تحمل الضغوط عليها فتكبر المشكلة وتفيض وتتعدى نطاق غرفة النوم، نعم كنت متسامحاً دوماً إذا بدرت منك هفوة بسيطة فأقول في نفسي إنها هفوة وكلنا خطاؤون، ولكن خطأك الأخير كان جارحاً.

كيف ترضين أن تتلفظي بحقي بمثل هذا الكلام، عندما قلت لك أسافر قبلكم ثم تأتين مع أخيك أنت والأطفال، قلت: فراقك عيد، حتى وإن كان مزاحاً فهذا مزاح جارح.

اسمعي منى يا ليلى وتذكري دوماً أن سعادة المرأة وتعاستها في لسانها، فإن استطاعت أن تتحكم بلسانها فإنها تستطيع أن تتحكم بسعادتها وسعادة أسرتها، وكلما كانت كلماتها لطيفة ومهذبة ومؤدبة كسبت ود زوجها وحبه واحترامه وازداد شوقه لسماع مثل تلك الكلمات الحلوة من زوجته.

وكلما كان لسانها طويلاً غير مهذب كسبت نفور زوجها وعدم احترامه لها وكرهها وكره بيتها، فيتأخر عن العودة إلى البيت كي لا يسمع كلامها الجارح.

أرجو أن لا تكرري ذلك الخطأ وأن تهذبي لسانك وأن تمزحي معي إذا كنا بمفردنا، أما أمام الناس فهناك شيء اسمه احترام.