سعرات المشروبات تؤدي لتراكم الدهون

حينما يتعلق الامر بزيادة الوزن فإن الاكل لا يهم بقدر اهمية الشرب فتجرع مشروبات الصودا يراكم كمية من الشحوم تزيد عما يحدث عندما يتناول الشخص العدد نفسه من السعرات الحرارية في الاغذية الصلبة.


فوفقاً لدراسة نشرت مؤخراً في مجلة البدانة الدولية فإن الاشخاص الذين يشربون فائضهم من السعرات الحرارية لا يعوضون عنها بالشكل الذي يحدث مع الاشخاص الذين يستهلكون السعرات الحرارية الزائدة من الغذاء.


وقد اثبت مؤلفا الدراسة دي بي ديميجليو وريتشارد ماتيس العاملان بقسم الاطعمة والتغذية بجامعة بيرديو في غرب لافاييت ذلك في دراسة اجريت على 15 من الرجال والنساء الاصحاء وفي الجزء الاول من الدراسة استهلك كل شخص 450 سعرة حرارية اضافية يومياً اما على شكل كمية من حلوى «الجيلي بين» او مشروب صودا على مدى اربعة اسابيع. وبعد مرور الاسابيع الاربعة تحولت المجموعة التي استهلكت الحلوى الى مشروب الصودا لأربعة اسابيع اخرى في حين ان المجموعة التي استهلكت مشروب الصودا تحولت الى حلوى الجيلي بين.


واثناء تناولهم لحلوى الجيلي بين قلل الاشخاص الخمسة عشر الذين شاركوا في الدراسة استهلاكهم من السعرات الاخرى للتعويض عن الجيلي بين ولذلك فإن معدل استهلاكهم العام للسعرات الحرارية كان قريباً مما يمكن ان يكون عليه في المعتاد وكنتيجة لذلك فقد اكتسبوا وزنا قليلاً او يكاد لا يذكر لكنهم لم يغيروا في استهلاكهم المنتظم للسعرات عندما شربوا الصودا وبمعنى آخر فقد شربوا صودا زودتهم بـ 450 سعرة حرارية كل يوم اضافة لما يأكلونه في العادة، ولم تكن الزيادة الكبيرة التي اكتسبوها في اوزانهم مثيرة للعجب.


والصودا ليست بالضرورة المتهمة في ذلك، ولكن السعرات الحرارية المشتقة من المشروبات. وقد لوحظ مؤخراً فقط ان الاميركيين زادوا استهلاكهم من السعرات القادمة من المشروبات بشكل كبير.


فمنذ العام 1978 ارتفع استهلاك الامريكيين لمشروبات الصودا بنسبة 40% وترافق ذلك مع ازدياد معدلات البدانة في البلاد.


وتمثل مشروبات الصودا الخاصة بمتبعي الحميات الغذائية ربع نسبة الاستهلاك تلك. وخلال الفترة نفسها ازداد استهلاك العصير بنسبة 22% وبلغت نسبة استهلاك المشروبات الرياضية اكثر من 10% لكل عام في عقد التسعينيات.


وحتى استهلاك مشروبات الشاي والقهوة المبتكرة والجديدة ارتفع بشكل كبير خلال الاعوام العشرة الماضية كما اجريت دراسات لمعرفة مدى استهلاك السعرات الحرارية اثناء شرب الحليب والقهوة وثبت انه ضعيف لكليهما.


والسوائل الشفافة او فاتحة اللون كالصودا وعصير التفاح والشاي المسكر لا تصدر للجسم اشارة بأنه بلغ درجة الامتلاء او الشبع وذلك يعني ان الاشخاص الذين يشربون علبة من الصودا غير الخاصة بالريجيم او زجاجة من الشاي المثلج لن يعوضوا عن السعرات الزائدة من خلال الاقلال من الاكل وبالتالي فإن اوزانهم ستزداد.


والزيادة في استهلاك المشروبات هو مؤشر على كيفية تغير نظامنا الغذائي على حد قول ماتيس فإذا كنا سنشرب كميات كبيرة من المشروبات الغنية بالسعرات الحرارية فإنه يتعين علينا تعديل نظامنا الغذائي من خلال الاقلال من كمية الطعام لكن استبدال هذه المشروبات بالماء او صودا الريجيم او القهوة والشاي غير المحلى هو افضل ما يمكن فعله على حد قوله.