بسم الله الرحمن الرحيم
سـامـحـنـي يـا ربـي فـإنـي نـادمـة
لقد نشأت في أسرة متماسكة ظاهريًا ، مفككة داخليًا ، ذات وضع اجتماعي ممتاز .
فوالدي تاجر معروف بين الناس بالصدق والأمانة .
ووقته كلها يقضيه في الترحال من بلد لبلد .
لا نعرفه إلا وقت توزيع الهدايا التي يجلبها لنا معه من سفرياته .
ووالدتي امرأة اجتماعية من الطراز الأول ، تقضي معظم وقتها في المساهمة في الأنشطة الخيرية والاجتماعية .
لا أراها إلا نادرًا ، حتى صرت أظن أنها نسيتني نهائيًا .
أخي الأكبر مشغول مع زوجته وأسرته لا نراه إلا في نهاية الأسبوع في زيارة قصيرة .
أخي الأصغر لاهي مع أصدقائه لا أشعر بوجوده إلا وقت الطعام فقط .
أما أنا فمعظم وقتي أقضيه في مذاكرة واجباتي المدرسية ، وفي الإجازة أمارس هوايتي الحبيبة رسم المناظر الطبيعية .
أشعر بفراغ عاطفي كبير في داخلي ، فألتهم كتبي المدرسية لتشغلني عن مرارة هذا الأحساس ، فأنا في مدرستي من الطالبات المتفوقات اللاتي يشار لهن بالبنان .
وهكذا تمضي أيامي على وتيرة واحدة مملة وكئيبة ، حتى جاء ذلك اليوم ، كنت أذاكر دروسي كعادتي اليومية .
فجأة رن جرس الهاتف لم ألتفت له وأكملت مذاكرتي ، لكن صوت الرنين أزعجني جدًا منعني من التركيز في المذاكرة .
رفعت السماعة ولم أتحدث حتى جاءني صوته الجذاب قائلا : ألو .
قلت بصوت جاف : نعم من المتحدث ؟
قال : لو سمحتي أريد ناصر .
قلت له : لقد أخطأت الرقم ، وأقفلت الهاتف بسرعة دون أن أهتم لباقي كلامه .
عدت إلى مذاكرتي فغدًا لدي امتحان صعب في مادة العلوم .
بعد نصف ساعة ردن الهاتف من جديد ، رفعت السماعة فسمعت نفس الصوت السابق ، أقفلت الهاتف فورًا دون أن أتحدث معه .
تكررت اتصالاته كل نصف ساعة ، انزعجت منه ، ففصلت سلك الهاتف لأرتاح من هذا الإزعاج المتواصل .
في اليوم الثاني عندما وصلت سلك الهاتف لأتحدث مع زميلاتي ، وجدته على الخط ، مجرد أن شعر بوجود شخص على الهاتف قال : أسمعيني .
لم أسمعه أقفلت الخط بقوة في وجهه .
ثم اتصلت بزميلتي ..... بعد أن انتهيت من زميلتي اتصل بي مره أخرى بعد أن وجد الخط فارغًا .
استمر هكذا معي لمدة شهرين لا يكل ولا يمل .
بعد هذا الإزعاج المستمر سألته : ماذا تريد ؟
قال بصوت رقيق جذا : أريد أن أسمع صوتك الذي سلبني عقلي فلم أعد أعرف طعم الراحة بعد سماعي لصوتك الجميل .
كلمات جديدة أول مره أسمعها في حياتي ، ولكنني لم أترك له المجال ليسترسل في كلامه معي بل أقفلت الهاتف بعنف في وجهه .
مع الأيام صار في قلبي نوع من الانجذاب نحوه ، ولكني لم أظهر له ذلك .
في البداية كنت أقفل الهاتف مجرد أن أسمع صوته ، لكن مع الأيام كنت أسمع صوته بشوق ، ولكن دون أن أتحدث ( وهذا أكبر خطأ ارتكبته في حق نفسي ، وفي حق عائلتي الكريمة ) معه .
بعد ذلك صرت أشتاق لاتصاله وسماع صوته فهو يملك نبرة مميزة في صوته تجعلني أنجذب إلى سماعها ، بالرغم أنني لا أتحدث إليه أبدًا .
عندما شعر بلهفتي عليه ، بدأ يغيب عني يوم أو يومين ، ليجبرني على الحديث معه .
ولكنني قاومت تلك الرغبة في التحدث معه أشد المقاومة ( ولكنه كان متمرسًا ويعرف كيف يصيد طريدته ) ، فعرف كيف يسلبني مقاومتي ، بعد محاولات مستمرة منه دامت أكثر من شهر .
بعد هذه المدة التي تقارب الأربعة أشهر . اختفى عني شهرًا كاملا بدون أي اتصال ولا سؤال من جانبه .
قلقت وانشغل ذهني عليه وبه ، أين ذهب ؟ ماذا حصل له ؟ لقد اشتقت لسماع صوته .
بعد شهر وأسبوع كامل اتصل بي ، كان يبدوا على صوتي آثار الشوق واللهفة ، أخبرني أنه كان مريض بسبب شوقه لي وصدي له المؤلم بالنسبة له ، تحدثت معه وسقطت مقاومتي له تمامًا ( وهذا ما كان ينتظره مني ) .
أدمنت على سماع صوته فلم أعد أستطيع الاستغناء عن سماعه ، حتى أنني بدأت أهمل في دراستي نوعًا ما بسبب انشغال ذهني بالتفكير فيه .
مضت علينا شهور ستة ، ونحن على هذه الحالة ، لم يطلب خلالها رؤيتي أو صورتي ، أو نحو ذلك من الأمور ( التي يطلبها الذئاب من فريستهن ) زادت ثقتي به ، وزاد تعلقي به وأحببته بعمق .
حتى بت لا أرفض له طلبًا ، فلا أخرج إلا بعد يأذن لي ، ولا أزور صديقتي فلانة حتى أخبره بذلك ، حتى بات يعرف عني كل شيء .
بعد هذه الشهور الطويلة التي زادت على السنة من الحب طلب رؤيتي فقط رؤيتي في مكان عام ( حتى أثق فيه أكثر >>> خطط إبليسيه مدبرة ) ، رفضت طلبه بشده .
قاطعني مدة أسبوع لم أحتمل فراقه . بعد أسبوع اتصل بي وهو يظهر لي الشوق مخلوط بحزن ، مزقت قلبي البريئ ، لم أستطع أنا أقاوم أكثر ، فحبه يسري في كل كياني .
اتفقنا أن نلتقي في السوق ، وفعلا التقينا هناك ، شاهدني وشاهدته ، لقد زاد حبي له فقد كان على درجة كبيرة من الوسامة .
بعد أسبوع طلب رؤيتي في سيارته ، ذهبت معه لم يقرب مني أو يمسني ( حتى أثق فيه أكثر ، الذئب لا يؤمن له مهما كان ) وهو يظهر لي أنه يحبني ، ويريد الزواج مني ، أخذني في جولة ، وطلبت منه أن يعيدني سريعًا للبيت .
استمر وضعي معه هكذا لمدة شهرين ، بعد شهرين قبلني أول قبلة ( حتى يظهر لي أنه شريف ولا يريد غير الزواج ) دون أن يطلب أي شيء آخر .
في يوم من الأيام أثناء جولتنا بالسيارة أخبرني أن أهله غير موجودين بالمنزل ، وهو مشتاق أن يرى شعري من دون الحجاب ، طلب مني أن أصعد معه ( لم أكن أستطيع أن أرفض له طلبا مهما طلب ) .
صعدت معه إلى الشقة ضمني إليه بحب ولهفة ( كيف يمكن أن يعانق الذئب النعجة ) ، وعندما طلبت منه أن يعيدني إلى منزلي لم يرفض .
بعد عدد من الزيارات طلب مني أن نجلس معا فترة أطول لأنه يأنس بالحديث معي ( وثقت فيه ) فلم أرفض طلبه ( ويا ليتني رفضت ) حدثت المصيبة وسلبني أعز ما أملك ، بكيت كثيرًا لهول الصدمة ، لمته على تصرفه معي .
أظهر لي أنني سأكون زوجته فلماذا البكاء ، ولن يعرف ما فعلناه أحد غيرنا .
أعادني بعدها إلى بيتنا ، ودموع الألم والقهر والندم تنهمر من عيني دون انقطاع .
بعد هذه الحادثة أختفى من حياتي تمامًا ، حتى هاتفه لا يرد عليَّ عندما أتصل به .
وفجأة بعد أسبوعين من غيابه ؛ ظهر من جديد وطلب رؤيتي في شقته ، عندما رفضت هددني بالفضيحة .
عندما ذكرته بحبنا ، وزواجنا ، قال أنا لا أتزوج ممن خانة ثقة أهلها معي .
أحسست أنه أغمد خنجرًا مزق فؤادي الرقيق .
لقد أسودت الدنيا في ناظري بعد سماعي لكلماته الغادرة
كيف يقول عني هكذا وهو الذي كان يسمعني كلمات الحب والغرام
وأنه لم يعشق في العالم غيري ولم يذق طعم الحب إلا معي
ولن يتزوج امرأة سواي لأني ملكت عليه كل حياته .
لم أظهر له شيء مما يجول في خاطري من الألم والرغبة في الانتقام منه .
يـتـبـع ...

huda515 @huda515
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

نسأل الله العافية
قصة من نسج واقع ...
ومصير محتوم لمن ضل جادة الطريق
( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين )
وتبقى ... العبرة ...
شكرا لك,,
قصة من نسج واقع ...
ومصير محتوم لمن ضل جادة الطريق
( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين )
وتبقى ... العبرة ...
شكرا لك,,

huda515
•
الشااامخة :
نسأل الله العافية قصة من نسج واقع ... ومصير محتوم لمن ضل جادة الطريق ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ) وتبقى ... العبرة ... شكرا لك,,نسأل الله العافية قصة من نسج واقع ... ومصير محتوم لمن ضل جادة الطريق ( ومن يعش عن ذكر...
بارك الله فيك عزيزتي على روعة حضورك وتعليقك .
حاولت في قصتي أن تحكاي الواقع لأخذ العبرة والعظة منها .
سلام
حاولت في قصتي أن تحكاي الواقع لأخذ العبرة والعظة منها .
سلام
الصفحة الأخيرة
في يوم من الأيام طلبني ، فقررت أن أنتقم منه ، حملت في حقيبتي سكينة جديدة اشتريتها خصيصًا له .
بعد أن انتهى من دناءته معي قال : إني مرهق قليلا ، وأريد أن أنام الآن لمدة ساعة أيقظيني بعدها ( قلت لنفسي لن تستيقظ بعدها أبدًا أيها المجرم الغادر ) .
عندما تأكدت من نومه xxxxxx أخذت السكينة وبكل حقد وغل الدنيا الذي يجيش في داخلي xxxxxxxx طعنته عدت طعنات ، حتى أسلم الروح .
عندها صارت عندي حالة من الهياج ، وفقدت عقلي من هول الصدمة .
تجمع الجيران من حولنا على الصراخ الذي صدر منه ، وحالة الهياج التي كنت فيها .
طلبوا الإسعاف له ، وطلبوا لي مستشفى الأمراض العقلية .
لم يعود عقلي لي إلا بعد سنوات خمس من العلاج المستمر في المستشفى .
علمت بعدها أن والدي الحبيب توفي فور أن بلغه خبر جريمتي الشنيعة
أما والدتي المسكينة فلم تستطيع أن تصمد بعده أكثر من أسبوع من هول الصدمة .
زوجة أخي الأكبر انفصلت عنه لأن أهلها أجبروها على ذلك حفاظًا على سمعتهم .
أخي الأصغر لا أحد يعلم عنه شيء .
وأنا حُكم عليَّ بالقصاص ولم ينفذ الحكم حتى بلوغ أخيه القاصر
أنا الآن في سجني منذ عشرة سنوات بعد أن عاد عقلي لي
أنتظر تنفيذ الحكم عليَّ ، ونادمة على كل ما فعلته من ذنوب
أبلغتني السجانة أن غدًا موعد تنفيذ حكم القصاص فيَّ
قضيت الليل كله باكية ضارعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يغفر لي وأن يتجاوز عني سيئاتي .
في الصباح الباكر سمعت خطوات ثقيلة تأتي من بعيد
وتزداد الأصوات قربا أكثر وأكثر من زنزانتي
لدرجة إنني أصبحت أسمعها بداخلي ثم اختفت الأصوات
وفجأة فتح الباب كاد قلبي ينخلع من مكانه من شدة الخوف الذي أصابني
وتجمدت عيناي من الفزع في وجوه جاءت تخبرني بدون أي كلمة
بالمصير الذي ينتظرني فقد حان وقت تنفيذ حكم القصاص
انهمرت دموعي غزيرة ندمًا على جريمتي في حق نفسي
وفي حق أبي الذي طالما وثق بي ورعاني بحبه في طفولتي
ووالدتي الحنونة التي سهرت الليالي الطوال من أجل راحتي
وإخوتي الذين كنت السبب في تشتتهم وإذلالهم
وهروبهم من مواجهة نظرات الناس التي لا ترحم
اقتربت مني السَّجانة وألبستني سروالا طويلا يسترني
وحجابًا سابغًا غطي سائر جسدي
وقيدت يدي بقيود حديدية ثقيلة وطلبت مني أتبعها
تبعتها في وجل وصمت وذلة ومهانة مما اقترفته يداي
ركبنا السيارة الخاصة بالسجن للتوجهه إلى ساحة تنفيذ الحكم
كان الطريق طويلا جدًا قطعته بأناتي الحارقات وزفراتي المؤلمات
استرجعت خلاله شريط الماضي المؤلم الذي أوقعني في شر أعمالي
كم كنت غبية ساذجة عندما انسقت بكل عواطفي ومشاعري
نحو هذا الذئب الماكر المخادع
ليتني لم أرد عليه مكالماته
وليتني لم أستمع له أو أصدقه أو أهبه قلبي الطاهر
كم كنت حمقاء عندما تأثرت بتهديده لي بالفضيحة
وهل هناك فضيحة أكبر مما أنا فيه الآن
ليتني لم أتجاوب معه ، ليتني لم أخرج معه
ليتني لم أعطه أعز ما أملك شرفي وشرف عائلتي
آآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي ما أشد ألمي وحسرتي
يا الله ... يا ربي ... يا خالقي ... يا أرحم الراحمين
يا مجير المستجارين ... يا أنيس الخائفين
لا تخيب رجائي فيك إني أعود إليك
باكية خاشعة خاضعة ذليلة لك
رباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه أرحمني
رباااااااااااااااااااااااااااه لا تردني خائبة عن بابك
فتقبلني عندك أمة نادمة على ما أسرفت في سالف أيامي
وقفت السيارة في ساحت الحكم وكاد قلبي أن يتفطر
من هول الموقف العصيب الذي أنا فيه
وأنا أسمع همسات الناس من حولي
وقف السياف بجسمه الضخم أمامي
انهارت قواي وجفت دموعي لذهولي من هذا الموقف المهيب
بكيت بدل الدمع دم الذي أحرق فؤادي
سألت الله بقلب كسير قد كبلته الذنوب والخطايا
أن يغفر لي ويرحمني وأنا لا يردني خائبة خاسرة لا في الدنيا ولا في الآخرة .
النهاية
أخواتي وإخواني هل منكم أو منكن مَن تريد مثل هذا المصير ؟
إذا عليها أن تعتبر بمثل هذه القصص
حتى لا يكون مصيرها هكذا .
سؤال يطرح نفسه من هذه المأساة
من السبب في كل ما حصل ؟؟؟؟
ملحوظة هامة :
فكرة القصة مستمدة من ( قصص واقعية ) صغتها بأسلوبي الخاص .
وأشكر بعد الله سبحانه وتعالى أختي العزيزة شمعة الجلااااس ( لا أدري إن كانت محتفظة بنفس الاسم أم غيرته ) التي وجهتني إلى تعديل بعض النقاط المهمة في القصة .
أرجوا أن تنال القصة إعجابكم .
ودمتم بخير .
سلام
¤©§هـــدى§©¤