


* جميع الملفات(صور،فلاش،فيديو،بوربوينت،ملف صوتي) مرفوعةعلى مركز تحميل عالم حواء.


التفاؤل والأمل كلمتان مترادفتان لا تفترقان أبداً.
فإذا وجد الأمل فتوأمه التفاؤل , ولا وجود لتفاؤل من غير أمـــل.
كنا صغاراً نلعب بدمية ونتخيلها فلــذة أكبادنا..
كبرنا وكبر الحلــم!
وكل واحدة أصبحت حــرمًا لفلان ابن فلان... وأصبح مطــلوبًا من
الحلم أن يكون حقيقــةً على أرض الواقــع؛ لكن... لكن ماذا؟!
هناك صدمـــة ...
صدمـــة لبعض البشر الذين اختارهم الله من بين عبــاده...
تتأخر الذرية، ويصبح ذلك الحلم صعب المنــال! يولد الألم...
رغم الألم؛ لابد أن يكون للأمــل فسحة في حياتنا؛ فعليكم
بالأمل؛ لأنه يجمع بين التفاؤل والعمـل.
WIDTH=450 HEIGHT=300
تفكيري كان يختلف عن تفكير أقراني،
حلمت بالرومانسية والسعادة الأسطورية،
وظننت بوجودها بيني وبين زوجي فقط،
وكذلك زوجي، فاتفقنا قبل الزواج على عدم الحمل،
جهلاً منا بمفهوم السعادة الحقيقي ،
انتقلت إلى مملكتي الصغيرة،
وجنتي كما كان يسميها هو،
كنت أسعد إنسانة! فأنا أتنفس العشق، وليس الحب!
هناك شيء واحد كان سبب في عذابنا وبعدنا عن بعضنا،
إنها دراستي التي كنت أكرهها؛ لأنها سبب في دموعي،
وبعدي عن جنتي؛ لكن هذا البعد علمنا معنى الشوق واللهفة.
لم يكن هاجس الحمل يشغلنا،
على النقيض تمامًا كنا نستخدم وسائل منع الحمل!!
فرحتنا كانت تكتمل برؤية الخط الواحد في شريط التحليل!!
ونقيم إحتفالاً بقدوم الدورة.
مرت السنة الأولى، والثانية، والثالثة،
ولم يتبقَ سوى أشهر وأتخرج،،وأعود إلى مملكتي،
في آخر سنة جامعية تم زواج أغلب صديقاتي،
وفي قاعة الدراسة كانت تلك تشتكي من الغثيان،
وتلك تصاب بحالة إغماء،
لم آبه لهم، وكنت أحزن على حالهن،
تخرجت وعدت لسعادتي،، ولجنتي الصغيرة،
مرت السنة الرابعة والخامسة خلال هذه الفترة أصبحت أنا حديث المجالس،
وموضع تساؤلات الجميع فلماذا لم تحمل إلى الآن؟!
في السابق كان البعد والدراسة عائقًا للحمل؛ لكن الآن ما السبب؟
سعادتي وضحكاتي ترتسم على ملامح وجهي،
وغروري بحياتي جعلني لا أعطي لكلام الناس أي اهتمام،
فحياتي تتمناها أي فتاة تفكيرها سطحي (سفر – هدايا – مطاعم )،
ظنناها أجمل واسعد حياة.
بدأت السنة السادسة لتأخر حملي...
بدأ الروتين والملل يتسلل إلى داخلي.
فأغلب يومي لوحدي حبيسة المنزل بحكم عمل زوجي،
بدأت هنا أفكر بالحمل فقط للتسلية !
ذهبنا لعمل فحوصات ولم توجد أي مشاكل مرت شهور ولم يتغير شيئ .
بدأ كلام من حولي عن (الدايات) واتجهت لهن ولكن لم يتغير شيئ.
في عام 1428هـ بدأت باستخدام تقنية الإنترنت،
وجهتني صديقتي لمنتدى عالم حواء، دقائق بسيطة،
وكنت من ضمن العضوات،
تجولت في قسم تأخر الحمل، رأيت لهفة المتأخرات على الحمل،
وقتها أحسست برغبتي الفعلية للأمومة.
بحثت عن جميع الأمور والوسائل المساعدة لحدوث الحمل بعد مشيئة الله.
بدأت في البحث عن أشهر الأطباء في منطقتي.
اقترح علينا الطبيب - بعد هذه السنوات من التأخر - اللجوء فوراً
للتنشيط،، ومن بعده للتلقيح الصناعي.
لن أتكلم عما عانيته من التنشيط ومن الآلام العملية!
فجميعها قادرة على تخطيها وتحملها في سبيل تحقيق حلمي؛
لكن فترة انتظار النتيجة - التي تمتد لأسبوعين - هي من دمرت
نفسيتي.
بعد مرور الأسبوعان، توجهنا للطبيب وأعطانا جرعة كبيرة جدًا من
الأمل؛لأن موعد الدورة قد حان ولكنها لم تأتي!
جعلنا نهيم بمخيلتنا بعيداً، ونخطط، ونفكر في حدوث الحمل! وجنس
الجنين!
ونختار اسمًا (له)، أو (لها).
كان هذا يوم الأربعاء فلا زلت أتذكره..
أخذنا جرعة أمل، وحلم ليوم واحد فقط .
وفي يوم الخميس نتفاجأُ بقدوم الدورة !
لن أنسى عيون زوجي! التي صغرت وارتسمت بداخلها نظرات
الحزن!
وامتلأت بقطرات من الدموع، وانتهي حلم حياتي الذي عشته ليوم
واحد فقط.
بعد مرور ثمانية أشهر توجهنا لمركز أطفال الأنابيب،
ومن أول شهر تم إجراء عمليه الحقن المجهري،
بحكم عدد سنوات التأخر.
الإحساس هنا يختلف كثيرًا عن أول عملية للتلقيح الصناعي،
فأنا هنا أصبحت أم لثلاثة أجنة داخل أحشائي،،
أتحدث إليهم كثيراً أحصنهم صباحاً ومساءاً؛
فيدي اليمنى اعتادت النزول إلى أسفل بطني،
زوجي أعتاد تقبيل بطني أربعة قبلات صباحًا ومساءاً
عند ذهابه و عودته من العمل،،
سعادتنا بهم لم تدم أكثر من أسبوعين؛ فلم يحالفها النجاح،
وطلبنا من الله يأجرنا في مصيبتنا،
وعدنا لحياتنا ولكنها لم تعد كما كانت سابقاً،
فهاجس الحمل أصبح يؤرقنا،
لم نفقد الأمل فاتجهنا للمشائخ، والرقاة، والعلاج بالطاقة،
والطب البديل، ولكن الوضع كما هو.
وبتشجيع من رفيقاتي بالمعاناة - بتجمع أطفال الأنابيب والحقن
المجهري - قررت أن أخوض التجربة مرة أخرى في نفس المركز،
حتى وإن فشلت الأولى؛
ليقيني بأن الحمل إن حدث فهو من الله سبحانه وتعالى أولاً،،
والأطباء ما هم إلا سبب فقط من الله.
في شهر رمضان أجريت عمليه الأنابيب للمرة الثانية،،
وتوقعت بأن عيدي هذه السنة سيصبح عيدين.
ولكنه أسوأ عيد يمر في حياتي؛ فنحن اعتدنا الفشل.
تذكرنا جهلنا وسعادتنا الزائفة؛ فهذا ما جنيناه على أنفسنا،،
وأيقنا بأنه عقاب لنا من الله، فاتجهنا له سبحانه وتعالى،،
والحمد لله أتممنا فريضة الحج،،
( أيقنت بأني سأحمل بعد الحج فاشتريت من هناك
لبس لابنتي المنتظرة وكل يوم جمعة أقوم بتعطيره)
لم ننسى موضوع الحمل ولكننا تناسيناه!
جاء رمضان ذكرى عمليتنا الثانية، أيام أسوأ من أيام العملية نفسها،،
أحسسنا بالقهر! فسنة انقضت دون أي تقدم لنا،،
سنة انقضت مليئة بالذكرى الحزينة، مشتملة على دموع! وألم!
وحزن! وبعد! وفراغ عاطفي!
من بعد فشل العملية زوجي أصيب بحاله يأس وانكسار،،
فقد رفض العلاج وإجراء أي عملية ثالثة؛ لأنه يتوقع الفشل
كسابقاتها،،
أما أنا: أتمنى إجراء عملية، ولو كل شهر،
ولا يهمني الفشل، يكفي أنني سأصبح أم لمدة أسبوعين.
نداء إلى طفلي المنتظر:
طفلي حبيبي.. فلذة كبدي، وقرة عيني.. آهـ ، ما أجمل رائحـتك! نظراتك! ابتسامتك!
ضحكتك ملأت حياتي دِفئًا.
آهـ! لم يكن سوى حــلم جميل, كل لــيلة تمر ودموعـي تنهمر على وسادتي.
اشتقت لك، اشتقت أن تجعلني أمًا, وأن أتكنى باسمك.
اشتقت أن أرى والدك يلاعبك، ويحملك، ويمشي بك فخورًا بين
الناس.
تأخرت علي كثيرًا!
فهل قربت لحظــة مــيلادك؟ ووفاة من يسمى انتظاري؟
أم بقي لـه عمـر فيزيد من شوقي ولهفتي؟