!.. أم لمــار ..!

!.. أم لمــار ..! @am_lmar_1

عضوة شرف عالم حواء

ســــــ الجريمة ــــــن

الأسرة والمجتمع

هل تحمل المراهقة في طياتها بذور الإجرام والإنحراف ؟

سؤال يطرحه علماء النفس في الغرب استنادا إلى الاحصاءات التي تدل على تزايد

معدلات الجريمة والجنح في أوساط المراهقين .

وسؤال يحمله الأهل أيضاً في بلداننا ، يبث إليهن من ثنايا قلقهم عندما يواجهون ثورة

المراهقة وثورتها عند أولادهم .

بيد أن المراهقة لم تكن موجودة على الدوام !

كانت عمرا غائباً ومرحلة صامتة من الحياة إلى أن تغيرت الحياة .

كان المرء يمر من الطفولة إلى سن الرشد من دون أن يعيش هواجس هذه المرحلة

الإنتقالية ومخاوفها ينخرط في دنيا العمل منذ نعومة أظافره ويتزوج لحظة يصل

إلى سن البلوغ ويعترف بسلطة من هم أكبر منه عمراً من دون سؤال ولكن الحياة

تغيرت كما قلنا وإن كان هذا التغير قد بدأ في الغرب وقلب رأساً على عقب البنى

التقليبية للأسرة والمجتمع قبل أن يطال مجتمعاتنا في مرحلة متأخرة .

لم يظهر مفهوم المراهقة في الغرب بوصفها مرحلة عمرية متميزة ، إلا في القرن

التاسع عشر الذي ابتكر عبارة ( أزمة المراهقة ) . ويعني بهذه الأزمة انفجار الطاقة

الجنسية والنزعة إلى الثورة على كل ماهو قائم ، بما تحمله هذه الثورة من انتفاضات

و انحرفات .

وهكذا ، رأى العلماء المراهقة مرحلة خطيرة وحاسمة تحمل معها بذور الإجرام .

ولم تكن السلطات تترد آنذاك في انزال عقوبة الاعدام بمن هم دون الثامنة عشر .

وفي أواخر القرن التاسع عشر ، ظهر في فرنسا عالم نفسي - اجتماعي ، جابريل

تارد ، أخرج المراهقة من قفص الاتهام وأدخل إليه المجتمع بأسرة . فقال إن

الانحرافات التي يعاني منها المراهقون هي نتيجة اهمال المجتمع والأهل للأولاد

في هذه السن ، وعدم توفير الأطر اللازمة التي تمكن المراهقين من تفجير طاقاتهم

الثائرة بطريقة مقننة .

وبرغم الإجابة التي قدمها تارد منذ مئة عام ونصف ، مازال السؤال الذي أوردناه في

بداية هذا المقال مطروحاً . ومازلنا نسعى إلى كبت المراهقة وتعنيفها وترويضها ،

وقلما نوفر لشبابنا السبل السليمة للتعبير عن همومهم ومشكلاتهم ولتجيير طاقاتهم.

فهل نفكر يوماً بالجلوس ولو للحظة في قفص الآتهام ؟؟؟؟؟
(منقول)
تقبلوا تحياتي :27: :27:
0
591

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️