
أسمع وأقرأ كثيراً عبارة أن الحياة أصبحت مقلقة تفتقد الأمان
وأتساءل ماالذي تغير حتى صارت حياتنا تبعث لنا رسائل الخوف ..
وبتنا نفتقر كثيراً إلى السلام ، وإلى الإيقاع الهادئ ....
الذي كنا قبل عقد او أكثر كنا ننعم به .
◐◐◐
العالم لم يزل هو العالم ....
تحمل الطبيعة فيه ملامح الفصول الاربعة على أرضها وسمائها
والليل يعقب النهار ...
صحيح إن نبض الحياة تسارع لكن جوهرها لم يتبدل ..
إذن لم بتنا نفتقد الهدوء والأمان ؟!
والجواب إننا نحن من تغير ....
نحن من تركنا العالم الافتراضي يستولي على عقولنا
ويرسم خرائط الأمنيات في عقولنا
ويسافر بنا إلى كل واد.
نحن من تركنا مساحة صغيرة لاتتعدى السنتمترات
تستولي على عالمنا الكبير الرحب
وتكون لنا عالماً خاصاً نعوض به كل مانفتقده في حياتنا
من جميع جوانبها العاطفية والروحية ..
إن الإدمان المقيت على عالم النت يمثل في الحقيقة وحشاً
يفترس راحتنا، وتفكيرنا ، وعقولنا ، وأبصارنا ..
وحياتنا كلها .
◐◐◐
عالم النت العجيب الذي غزانا .. ليس كله شر !
بل فيه من الفوائد للبشرية مالايحصى ..
هو قفزة تكنولوجية هائلة جداً..إلى الأمام ..
ولكننا نحن من نسيء استغلاله
نحن من نصنع به ومنه وحش الشر ليفترسنا
ففعّلنا جانب الهدم في هذا السلاح ذو الحدين
وغلّبناه على جانب الفائدة ..
من اجل متعة ، أو خيال ، أو سلطة وهمية نكتسبها
أو من أجل إزهاق الأرواح بقناعة باطلة إننا على حق
وحين يتسلط علينا هذاالجانب فالفكاك منه صعب
وأحياناً مستحيل ..!
فإذا وقعت الإرادة العاقلة في فخ هذا الشر
واستحال إصلاح الحال فقد الإنسان القدرة على التفكير السليم
وأصبح مضطرب الشخصية فاقد الرؤيا الصحيحة
و أصبح تابعا مأموراً لهذا الوهم .
هذا وإن أكثر من يكون عرضة للإغواء الجيل الناشئ
والذين لاتزال عقولهم في مرحلة التشكيل
ويحتاجون إلى الرعاية والملاحظة والتبصير..
ولكن للأسف فالكثير من الناس تركوا لأبنائهم حرية استعمال
جميع وسائل الاتصالات ..
ينعزلون معها في غرفهم بعيداً عن الرقابة والتوجيه .
وهناك تحصل الانحرافات .
◐◐◐

استوقفني وأرعبني ودفعني للكتابة ....
ما قرأته قبل أيام ...
عن حالتي انتحار حدثت لمراهقين في مكانين مختلفين
والقصة أنه ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الألعاب الهدامة الخطيرة
وحسب ماعرفت إن إحدى تلك اللعب تطلب من الشخص
القيام بمهمات صعبة مثل النقش
بآلة حادة على اليد
أو صعود أماكن مرتفعة
وتتحكم اللعبة كلما تابعها في توجيه عقل الشخص
وتنتهي بتهديده
بعد أن تكون قد استولت على عقله وتفكيره
وقد تصل الحال إلى قتل النفس
كما حدث وانتحر الصبيان
تاركين لأهليهما الألم والحسرة والندم ..!
◐◐◐
نعلم أن الهدم أسهل من البناء
وإننا لايمكن إن نستغني عن التطور التكنلوجي ...
لانه أصبح جزء من حياتنا لايمكن ان نتصور حياتنا بدونه
ولكن يجب الحذر من الظلال السوداء
و الأفكار الغريبة
البعيدة عن روح الإسلام....
والتي تؤدي إلى هدم الفكر الإنساني وسلب روحه
◐◐◐
إن الايام القادمة تحمل إلينا الكثير من المفاجأت والتطورات
التي ليست في الحسبان
فلنكن على حذر
ولنوازن حياتنا وحياة أبنائنا ..
لنشجعهم على الاحتكاك بالواقع وتعلم النشاطات البدنية والفكرية
وعلى تنمية هواياتهم الواقعية وعلى الإنتاج والإبداع
ولنهئ لهم جواً أسرياً حميماً تجتمع تحت مظلته العائلة كل يوم ..
ليعيش الجميع عالماً طبيعياً
وليحققوا معنى المودة والتراحم والتعاطف
لنأخذ الجانب الإيجابي من تكنولوجيا العصر
ونطعّم به حياتنا حتى لاتتحول النعمة الى نقمة .
وملامسة للواقع .
أحزنني خبر. الفتيان. المنتحران ..
من السهل السيطرة على العقول الغضة
خاصة لو كانت هناك عوامل مساعدة كمثل وجود مشاكل
أو أن تكون الشخصية منزوية أو مهزوزة
والأهل هم المسؤول الأول في ذلك
احسنت يانون الغالية
وبارك الله بك وزادك فضلاً .