من نورك وجه الصباح أضاء..
فتفتحت له ورود قلبي !
وطفقت أنشد تسابيح الغفران
واغتسلت من ذنوبي في بحر جودك ..
فعدت خفيفة الريش كنورس البحر !
*
تغير وجه السماء على حين غرة ..
زحف الضباب وغشى المرائي..
لكن شرفات قلبي لبثت مضيئة ..
بلطف شروقك فيه ،
فانطفأ الضجيج ، وحل سكون آسر !
*
خلعت جسدي من قيود طينه ،
ناشدة خلوة المشتاقين ..
كابدت أشواقي ، وأسلمت عيوني ، وأرخيت جفوني ،
فجاءني طيف الأرواح محلقاً فتشبثت به ..
وتعلقت بجناحيه ،
سافرني بعيداً ..!
حتى تلاشت جدران وجودي ..
وحط في برهة على المكان الذي أشتهيه ..
*
في حضن مروج خضراء ..
عند نهر بكرٍ منسي من عمر الزمان
حيث المسك يفتق بالندى ..
يستنبط الأرواح اللطيفة نسيمها أرجاً
حييت شجر الحور وبادلته تسابيح المحبين ،
وأصغيت لتراتيل ورقه وارتعاشاتها في عروق السكون ..
وشارك الطير تسابيحه ، بين محلق ، ومتأرجح على لدن الغصون
ومشقشقَ ومزقزقٍ من كل صنف ولون
ورجع الصدى يتردد في وادي فؤادي فيصفق له طربا
تنقلت عصفوراً بين سطور الكون ..
وقطفت من زهور كتابه، ورشفت قطراته ، وانسجمنا بالود
انتفض وجدان القلب الظاميء ،
وفاضت بالحب عيناه
تماهيت فيه وذبت قطرة في بحره ..
واتحدت بكل روح تسبح في الملكوت ..
تآلفنا ، وتعارفنا ، وما عدنا غرباء :
أنا ، والشجر ، والأرض ،والطير ، والسماء
لم يعد لجسدي حضور ، فقد ذابت كينونتي
وانفلتت خارج الجسد ، والعقل يتبع المسافر ، والقلب حضور
كأن عينا ثالثةً تفتحت بي..
همت والأرواح من حولي في وادي المحبين ..
نرتشف لذة الكأس من معين ، لاينضب ..
*
وسن العين لامس أجفانها فأسلمت !
وحين ردني هاتف اليقظة
كنت لاأزال في حجرتي ..
ومعي قبضة من روح الكون ..
وقلبي بين جوانحي يقبع مطمئناً
في سكون !.
⚘إليهم ..
للآتين من بوادي الجفاف..
للقلوب الظامئة الباحثة عن الرواء ..
لكل من خذلهم الواقع ، وحاصرتهم الذكريات
احملوا متاع أرواحكم ..
واسلكوا طريق المحبين !
لاتهجروا أحلامكم !
فما معنى الحياة بدون حلم ؟!
وكأنها لوحة جمال أخذتنا لعالم آخر
فيض المشاعر المرهفة والروح الحالمة
حروفك بيضاء ناصعة كحبات اللؤلؤ
سلمت ودام قلمك يمطرنا بكل جميل
🌿🌺🌿