تمايزت معادن البشر .. و سقطت الأقنعة .. و تعرت الوجوه .. و انقشعت الغيمة .. و ظهر ما كان مخفى فى سرائر النفوس ..
فبانت التناقضات وتغيرت الذمم .. واختلط الغث بالثمين .. واندثر معنى الاخوة في الله .. الا من رحم ربي
فالشدائد ليست شرّا محضاً .. والنعماء ليست خيرا محضاً .
فقط في وقت الشدة تتبين لنا حقيقة ما كنا لنعرفها لولاها
فالإنسان مواقف !! والمواقف خيارات !!
و الخيارات تحدد معدن الانسان ، فـــ معادن البشر ليس لها علاقة بمنصب أو بمال أو بجاه ، بل المعدن الاصيل للإنسان مرتبط بنبل الأخلاق و قوة إيمان بالله وحده ، و قيم أصلية
... فــ كشفت الوجوه الحقيقة دون أقنعة
تبين لنا الحقود و الحسود !!! تبين لنا اصحاب المصالح ،
قال الله سبحانه و تعالى
(يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ )
صدق الله العظيم
فالحمد لله الذي سخر المحن لنكتشف من خلالها الطيب من الخبيث !!

كل تجاربنا في الحياة ما هي إلا دروس وعبر نعي فائدتها ، ونفهم حكمتها ..
فلا يجب ان تكسرنا الضربات القوية فتجلعنا نتدثر بثوب الاحباط واليأس
ونتقوقع على ذواتنا
الضربة القوية تهشم الزجاج ولكنها تصقل الحديد
تساعدنا على خلق مفترق طرق لنا ..لنغير مسار منهج انتهجناه في فترة من فترات حياتنا
المحن والشدائد تجعل الفرد يبصر من زوايا جديدة ليرى الامور بوضوح أكثر
المظاهر في معظم الاحيان خداعة
فالصديق لا يظهر الا بوقت الضيق
والعدو هو الذي يلازمك في وقت الرخاء ليكشر عن انيابه في وقت الشدة
لتراه فجأه
يحمل كميه جباره من الحقد !! يكرهك و يتحدث عنك بالسوء !!؟؟
اذا كيف نتعامل مع الحقد ..؟؟و كيف نواجه النقد الآثم ..؟؟
في الحقيقة لستِ بحاجة الان تبرري موقفك او حتى تدافعي عن نفسك امام اي شخص
توضحت سوء نواياه وسقط قناعه المزيف
" فلا تسعى لتصحيح ظن سيء النية بك
فمن أكرمك أكرمه
ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه "
لا تحزني ان تكلم عنك بالسوء هل سمعتِ يوما من يتحدث عن شخص فاشل ؟؟
بل ان الاشاعات و الشتائم تصيب المميزيين الذين يتركون بصمه
الذين يلمعون في المكان الذين يوجدون فيه كالنجوم في السماء
ان كنتِ تطلبي محبه الناس و تقديرهم جميعا فإنكِ تطلبي المستحيل لذا ترفعي عن الدنايا
وإستعيني بالله في كل خطوة
والله ولي التوفيق
عنوان يحمل في طياته الكثير
ويحتوي تجويفات عميقة لا يلمسها إلا من داس على الرمضاء..!
نعم البشر معادن
وأيضاً ياغالية المفسدون معادن..
كم من ذات ظُلمت بلا ذنب
وكم من ذات نُعتت بالنفاق وهي للطهر عنوان..!
قال تعالى: ﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
هنا يأتي دور العقل
فمن الإجحاف بحق الآخرين أن نستمع للوشاية من دون التحقق من النيات
نحن مجتمع نُشعل فتيل الاتهامات قبل أن نتحقق من أمر الواشي
دائماً نهتف بإننا عقلانيين، وإننا نعرف متى نُمسك بزمام الأمور
وعندما يتعالى الشَّرار يفلت زمام القيّم، ويفقد العقل منهاج الاتزان..!
المزيفون ليسوا من لبسوا الأقنعة فحسب
بل هم أيضاً من يخسرون مبادئهم عندما يعقدون صفقة خاسرة مع الشيطان
ويتسببون بظلم وجرح أُناس طاهرين لا تُدنس قلوبهم الأضغان..!
فبنظري من يصدق الوشاية بدون تحقق يرتدي ألف قناع
ومن يُصدر حكماً جُزافاً بحق شخص بدون أن يواجهه
فبنظري ضعيف أمام تيار احقاق الحق..!
ليتنا نتبع منهج خالقنا ونصدق مع ذاتنا،
ونتبع خطوات الحقيقة قبل أن تضيع في خضم السراب
وقبل أن تتدثر القلوب الصافية برماد الأحقاد..!
لما التصفيق لمن يذر الملح على الجراح؟!
هناك قلوب لا تغفر لمن يخدش كرامتها، ويُشكك بنزاهة مبادئها، وصفاء جوهرها.
هناك قلوب لا تستطيع أن تسامح بعد فوات الأوان..!
لما نُعير أذاننا للوشاة ونتعثر وتتعثر معنا القلوب الصادقة ونخسرها؟!
سقوط الأقنعة لا تحتاج لا هز الستار
فهي تسقط بمجرد النظر للمرآة
وستظل تتسقط طالما هناك اختلال في الذات،
وتجرد من القيّم الإسلامية..!
الغالية آهات رحلة:
موضوع قيم
قشع ما خلف الأقنعة،
ورسالة نقشت من حبر الألم جراح لا تندمل..!
جزاكِ الله خيراً على طرحكِ الذي أخترق الذات ونزف..!
أجدتِ الطرح وأخفق الإحساس!!