سقوط القناع

الأدب النبطي والفصيح

في يوم كسائر الأيام أشرقت شمس الصباح مطلة على الكون بخيوطها الذهبية ناشرة الدفء على الأرض بسخاء لم تكن بداية هذا النهار مختلفة عن غيره من الأيام لم أكن أعلم أن هذا اليوم سيحمل بين طياته الكثير من المفاجآت يوم كشف الزيف والخداع لوجه طالما لبس قناع الشرف والأمانة خدع به البعض وأطمأن له البعض الآخر كنت دائماً ارسم في مخيلتي هذا الوجه بأروع الصور وأجملها كم كنت أشتاق للجلوس معه وتبادل الأحاديث والضحكات كم كانت صدمتي كبيرة وأنا أرى هذا القناع أصبح ستاراً شفافاً يظهر أكثر مما يخفي ترتسم من خلفه تقاسيم وجه يحمل الكذب والظلم في أبشع الصور سبحانك يا إلهي قدرتك وحدها هي التي حركت خيوط القصة وسارت بالحبكة الدرامية إلى ذروتها شعرت يومها بأني أجلس بين جمهور مسرح صامت لا يرى سوى تعابير الوجوه الصامتة عيون البعض تملأها الدموع وأصوات خنقتها العبرات ، لم أعد أفرق بين الحقيقة والسراب أشعر وكأنني كنت أسير على الماء و من حولي دوامة تلفني من جميع الجهات جلست في صمت أفكر وأتساءل هل هذا كابوس مزعج زارني في منامي ليؤرق سكون نفسي ؟ انتظر بفارغ الصبر من يوقظني لأرى نفسي في مكان نومي الأمن بعيداً عن كل هذه الكوابيس للأسف انتظرت كثيراً لم يوقظني أحد ، بدأت أتلمس الجدران من حولي لأتأكد من وجودي في هذا المكان الموحش شعرت ببرودة تسري في أطرافي وكأنها برودة ليالي الشتاء القارصة عصفت بي المفاجأة حتى صرت كشمعة تقاوم قوة الرياح حتى لا تطفئ ضوءها هنا أيقنت أن الأمر حقيقة لا مفر منها غلبني البكاء لم أتمالك نفسي سرت الدموع على وجنتي كنار ملتهبة أحرقت ما بقي لذلك الوجه من ذكرى طيبة جعلتها رماداً .... هذه القصة نسجت خيوط حزن في قلبي تغزل بعض الذكريات أحياناً ، عندما أكون في وحدتي وبدون سابق إنذار أشعر بدمع يتساقط من عيناي فأعاتب نفس وأوبخ عيناي لما تذرف الدمع على من لا يستحقها تمر الأيام وبمرورها بني حاجز لا يمكن اختراقه كباب حديدي موصد لا مفتاح له أخذت من هذه القصة عبر ومواعظ فالحياة تعلمنا الكثير وتهزنا بقوة أحياناً لتسقط منا ما قد نحمله من أفكار قد توصلنا إلى الهاوية فليس كل ما يبكينا ويؤلمنا أمر مكروه فقد نبكي اليوم وغداً نضحك مما أبكانا بالأمس .
1
595

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

jouliana
jouliana
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
فليس كل ما يبكينا ويؤلمنا أمر مكروه فقد نبكي اليوم وغداً نضحك مما أبكانا بالأمس .

جميل ما سطرته بالتوفيق وشكرا