سكان البصرة يشربون من مياه النهر والتصريف و100 ألف طفل في خطر

السكان يشربون من مياه النهر والتصريف و100 ألف طفل في خطر
تفاقم الأزمة في البصرة نتيجة فشل القوات في فتح معبر للمساعدات


إيون مكاسكل*
تواجه الحكومتان الأمريكية والبريطانية أزمة إنسانية تزاد سوءاً في مدينة البصرة المحاصرة، ثاني أكبر مدينة عراقية، حيث الكهرباء والمياه لم تعد تصل إلى السكان. لا تزال قوات التحالف تواجه جيوباً من المقاومة في البصرة والمناطق المحيطة بها، ولم تستطع فتح ممر آمن لتقديم المساعدات الإنسانية. وهناك أجزاء كبيرة من المدينة انقطعت عنها المياه منذ يوم الجمعة. وقالت منظمة اليونسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الاثنين إن الناس هناك لجؤوا إلى الشرب من النهر والذي يستخدم أيضاً لتصريف المجاري مما قد ينجم عنه أمراض تنتشر بين السكان الذين أنهكهم عقد من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة. وقد حذرت منظمة اليونسيف من 100 ألف طفل تحت سن الخامسة هم في خطر. وقد طالب الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، باتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة الكهرباء والماء. وقال: "إن مدينة بذلك الحجم لا يمكن أن تستغني عن الكهرباء والماء لوقت طويل".
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن معمل تنقية المياه الرئيسي هناك متوقف منذ يوم الجمعة بسبب عدم توفر الكهرباء، وعلى الرغم من أن المعامل الأخرى توفر 40% من الحاجة الاعتيادية، إلا أن نوعية المياه رديئة. كما أن هذا المعمل يوفر المياه لمستشفى الزبير. وقالت ندى دوماني المتحدثة باسم الصليب الأحمر: "الوضع حرج ويجب أن نعيد كامل إمدادات المياه". ومياه الشرب الكافية ذات أهمية كبيرة لسكان البصرة لأن درجات الحرارة أثناء النهار فيها قد ترتفع إلى 40 درجة مئوية، وتعداد سكانها مليونا نسمة. وقد عملت فرق من الصليب الأحمر على إعادة قدر كاف من الكهرباء لتشغيل المضخات. وبسبب تعطل المعمل الرئيسي، فقد تم تحويل مصدر المياه من نهر دجلة إلى شط العرب.
وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن السكان معرضون للأمراض التي تنتقل عن طريق المياه، وإن هناك خطراً من انتشار الكوليرا. وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في مدينة الكويت، تامر الرفاعي، إن الصليب الأحمر ينتظر ضمانات بسلامة المرور من الأطراف المتحاربة لكي تتمكن الفرق من إصلاح المعمل الرئيسي لتنقية المياه المعروف بـ "وفاء القعيد".
وهناك إمدادات كبيرة من الطعام والماء والبطانيات والأدوية تقبع في السفن البريطانية والأمريكية في الخليج بانتظار فتح معابر آمنة لإنزالها وتوزيعها.
(* الجارديان - خاص بـ "الوطن")