
لا شك أن العلاقة الزوجية السليمة هي التي تقوم المودة والرحمة وتخلو من العنف وتقوم على أساس من التفاهم والاحترام .
لكن للأسف نري تزايد كبير في نسبة العنف في الأسر العربية،ضد المرأة وضد الأطفال ايضاً،حيث يشعر الرجل أنه له السيادة والسيطرة المطلقة علي المرأة، وبما أن الواقع التي تعيشة المرأة في المجتمع يقول أن المرأة لا تتمتع بكل حقوقها الإسلامية العائلية كشريك أساسي في بناء المجتمع،فسيستمر الرجل في استعمال العنف ضدها بكافة صوره واشكاله.
وقد يكون عوامل اخري تساعد على ظهور العنف الاسري مثل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
والاحباط يعد من اهم هذه العوامل ويحدث الاحباط نتيجة تراكم المتطلبات اليومية والضغوط الحياتية مع قلة الامكانيات فالبطالة والفقر والازدحام بمعنى وجود اسر ذات عدد افراد كبير في مكان ضيق يزيد من حدوث العنف.
ومع كل ذلك نري كثير من النساء يقبلن الذل والمهانة ويتحملن الكثير من الضغوط خوفاً من الطلاق وترك العائلة والأطفال، هذا لا يعني ان على المرأة ان تستسلم لواقعها وقدرها بل عليها ان تقاوم العنف الموجه ضدها من قبل زوجها وتظهر له انه لا تقبل المهانة والضرب والاكراه منه وتفهمه بانه لا يحق لاي كان ان يهين انسانيتها بالضرب ولو كان الفاعل زوجها كما ذكرت جريدة الرياض.
إذا تعرضت للضرب من قبل زوجك فقد تشعرين بأن الأمر شخصي جداً ومن المخجل ان تناقشيه مع أي شخص حتى لو كان هذا الشخص من اقرب المقربين اليك، ولكن قد يتغير موقفك عندما تدركين بأنك لست المرأة الوحيدة التي تتعرض لهذا النوع من العنف وبأن هناك لسوء الحظ كثيرات من النساء يقعن في المأزق نفسه، وكقاعدة عامة لا يغير الازواج الذين يسيئون معاملة زوجاتهم طباعهم مهما كان اعتقادهم مخلصاً في امكانية تغيير هذه الطباع ومهما كان ندمهم صادقاً ومتكرراً ومهما تظاهروا أو تصرفوا بكل لطف وحب وحنان.
ولكن انتبهي عزيزتي حواء سكوتك رضائك علي هذا العنف له أضار كثرة عليكِ وعلي ابنائك حيث تؤكد الدكتورة نشوى محمد ظريف استشاري الطب النفسي واستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة عين شمس بالقاهرة أن العنف الاسري يؤدي الى العديد من الأمراض النفسية لدى الطرف الاخر وخاصة اذا اخذ العنف شكل السلوك المتكرر علاوة على العوامل النفسية .
وتقول الدكتورة نشوى أن العنف داخل الاسرة قد يكون بين الوالدين الاب والام او بين احد الوالدين مع الابناء او بين الابناء بعضهم مع بعض،ومن اشد هذه المظاهر ايلاما سوء معاملة الاطفال او اهمالهم عاطفيا او اهمال تغذيتهم.
وتشير إلي أن سلوك العنف اذا ظهر في اسرة فانه يأخذ بعد ذلك في التزايد ويعزز تلقائيا بمعنى انه اذا ضرب الزوج مثلا زوجته مرة ثم اخرى فانه يتعود على ذلك وتصير عادة واسلوبا للحياة.
اما عن دور ا لامراض النفسية في حدوث العنف داخل الاسرة فانه يزداد معدل تعرض الاولاد للعنف نتيجة نوعين من العوامل.
الاول : يتعلق بالاب والام مثل اصابة احدهما بأمراض نفسية او عقلية تؤثر على قدرته على الحكم المنطقي على الامور او اضطراب في التفكير كما في حالات القصور العقلي والفصام والاكتئاب خاصة اذا كان مصحوبا بأعراض ذهنية او في حالات تعاطي احد الوالدين المخدرات.
الثاني: يتعلق بالاطفال انفسهم اذا كانوا يعانون من انخفاض مستوى الذكاء واعاقة من اي نوع وفرط النشاط وحدة المزاج او اي حالة خاصة تستدعي عناية ومجهودا زائدا من الاباء كما ذكرت اليوم .
ولكن على الزوجة ان لا تستسلم وأن تصارح اسرتها لمساعدتها فالزوج يجب ان يشعر ان موقف أهل زوجته رافض لضرب الزوجة وأحياناً يفيد اخبار احد الأصدقاء المؤثرين على الزوج أو احد اقاربه وطلب النجدة منهم لردعه عن استخدام العنف وإذا تكرر استعمال العنف فالحل الأفضل في مثل هذه الحالة هو طلب الزوجة للحماية القانونية والتهديد بالانفصال عن الزوج الذي يهين زوجته ويضربها.