سلعة الله

القرب من الله لا يكون إلا بالتفكر. فالفكرة عبرة وعظة وتدبر لما هو موجود حولك من مخلوقات تدل علي خالقها وفاطرها. هذا التفكير يكون باطالة النظر في هذه المخلوقات فسيدنا ابراهيم وصل عن طريق الخلق إلي سبيل الخالق الذي يهدي إلي سبل السلام. فلما جن عليه الليل داوم النظر في القمر ونوره وظلمة الليل وتزيين السماء بالنجوم ثم نظر الي الشمس وحرها وضوئها حتي اهتدي ان من ورائهم خالق مدبر علي كل شئ قدير.
الليل دائما هو جنة المؤمن لانه يخلو فيه مع خالقه وحبيبه. ينظر في مخلوقاته ويعتبر بآياته ويناجيه في تفكر قائلا اللهم وسيدي نامت العيون وغابت النجوم. وانت حي قيوم. وكما يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: " تفكر ساعة خير من قيام ليلة".
وبالتفكر وصل "قس بن مساعدة" الي ان للكون خالقاً وترك الأصنام ومات علي الحنيفية وخطب قومه واعظا لهم بقوله "من عاش مات. ومن مات فات. وكل ما هو آت آت. ليل داج. وسماء ذات أبراج. وبحار ذات أمواج. ألا يدل ذلك علي العليم الخبير".
وسيدنا أبو بكر الصديق. عندما سأل كيف عرفت ربك أجاب بقوله "عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي العجز عن الادراك ادراك والبحث في ذات الله اشراك".
هذا الركب قد سار وتحرك الي رب العباد فهل من لاحق للركب فيسير معهم فهم في سفينة النجاة والبحر عميق والسفر طويل والزاد قليل. وقد ننجو بالقليل ولكن اذا ما رضي الجليل بالقليل. فاذا تقرب المؤمن الي ربه انجلي قلبه وانشرح صدره وأيقن حقيقة الوحدانية لله رب العالمين فيصير ذكره الدائم هو "كان الله ولم يكن شئ معه ولازال كما كان" فالبعد عن الله عذاب اليم. والقرب منه نعيم مقيم. فهل من مشتري لسلعة الله. فسلعة الله غالية سلعة الله "الجنة".

منقول :27: