سلفتها فرحت طالبتها بالسلف زعلت

الملتقى العام

أخواتي الكريمات كل عام وأنتم بخير وصحه وسلامه بمناسبه الشهر الكريم ,فيه موضوع كان بودي من زمان أكتب عنه وهو موضوع السلف والدين ,للأسف فيه كثير من الناس تصلي وتصوم وتذكر الله وكل أعمالهم طيبه ولكن ينسون أو يتناسون شيء مهم وهو قضيه رد السلف والدين ياعدم مبالاه وإهتمام ,أو حب إستغلال ,أو تأخير رد السلف حتى النسيان ,وكلها مبررات غير مقبوله ,المفروض الوحده إذا تدينت أو أستلفت أي شي ء تحرص على ترجيعه بحالته الأصليه ,أستلفتي قدر أو حافظه أو فستان أو إن شاء الله صحن أبو ريالين مالك حق تأخذين ملك الغير بلا حق ,أستلفتي مال لازم تحرصين على كتابته في نوته أو مذكره إحتياطا من عدم النسيان وحفظا لحقوق الدائنين لو صار للمدين شيء ,للأسف البعض يجهل حكم عدم ترجيع الدين ولايعلم بأنها حرام وأنها من أكل أموال الناس بالباطل ,وبسبب هذه العاده السيئه أصبح الكثير من الناس يخاف من مساعده الغير وفك كربتهم بسبب عدم ترجيع الأموال مما سبب عدم تفريج لكرب العديد من الناس بسبب سوء تصرف البعض نسأل الله لنا ولهم الهدايه .
فإن المؤمن الحصيف المشفق على نفسه يسعى جاهدا على أن يلقى ربه نقي القلب طاهر الباطن بريء الذمة غير متورط بحق ولا مظلمة ولا مال ولا كسب خبيث لأنه يوقن حق اليقين أن الحساب عظيم والموقف جليل بين يدي الجبار الذي لا يظلم عنده أحد ولا يخفى عليه ذرة ولا يعجزه حساب.

وقد ورد في السنة الصحيحة زجر أكيد ووعيد مخيف لمن تساهل في حقوق العباد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحللها من صاحبه من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه). رواه البخاري.

ومن أعظم ما يشغل ذمة المؤمن ويثقل كاهله ويورده المهالك يوم القيامة الدَّين بأن يقترض من أخيه مالا وتبقى ذمته مشغولة به فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدين لا يغفر مهما بلغ صلاح المؤمن بل وجاد بنفسه في سبيل الله خلافا لسائر الذنوب والكبائر التي تطهرها الشهادة كما في صحيح مسلم: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في أصحابه فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال رسول الله: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف قلت. قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي. فقال رسول الله : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك). رواه مسلم. وهذا يدل على أن التورط بالدين من أعظم الأخطار التي يبتلى بها المؤمن في الدنيا.

وورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يتورع ويمتنع عن الصلاة عن الرجل الذي عليه دين حتى يقضى عنه دينه كما في سنن الترمذي: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى برجل ليصلي عليه، فقال: صلوا على صاحبكم فإن عليه ديناً). فالنبي صلى الله عليه وسلم كانت صلاته شفاعة عظيمة للمؤمنين ومع ذلك امتنع عن الصلاة عليه لأن حق المخلوق لا يكفره الاستغفار. ثم لما وجد النبي يسارا وكثرة في بيت المال صار يقضي الديون عن المؤمنين وهذا يدل على أنه يتأكد على الدولة الغنية السعي والاجتهاد في قضاء ديون الأموات الذين لم يتركوا مالا يكفي لسداد ديونهم.

ومما يدل على خطورة الدين ما ورد: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بكثرة من الدين فقال له رجل يا رسول الله ما أكثر ما تستعيذ من المغرم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فأخلف). متفق عليه. وهذا يدل على أن ركوب الدين يورد المهالك ويحمل المدين غالبا على الوقوع في الكبائر. وكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وقهر الرجال). رواه البخاري.

ومما يدل على خطورة الدين أن صاحبه قد يتعرض لعذاب القبر كما في حديث جابر ابن عبد الله قال : (توفي رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقلنا : تصلي عليه فخطا خطوة ثم قال: أعليه دين. قلنا : ديناران فانصرف فتحملهما أبو قتادة فأتيناه فقال: أبو قتادة: الديناران عليّ. فقال رسول الله: قد أوفى الله حقَّ الغريم وبرئ منهما الميت قال: نعم. فصلى عليه ثم قال بعد ذلك بيومين: ما فعل الديناران. قلت: إنما مات أمس. قال: فعاد إليه من الغد فقال : قد قضيتها ، فقال رسول الله : الآن بردت جلدته). رواه أحمد.

وإنما وردت الأخبار في التشديد في الدين لأن ذنوب حقوق العباد مبنية على المشاحة والمطالبة في الآخرة ولا يكفي في تطهيرها مجرد التوبة خلافا للذنوب التي بين العبد وربه فإنها مهما عظمت مبنية على المسامحة والعفو والغفران إذا وردت عليها نور التوبة أزالت ظلمتها ونار الخشية أحرقتها ولم تبق لها أثرا كما صحت الأخبار بذلك.

ومع عظم خطر الدين فإن كثيرا من الناس اليوم يتساهلون فيه تساهلا عظيما والتساهل في هذا الباب على وجوه:

1- الإكثار من الاقتراض في كل مناسبة.
2-
الاقتراض لأي أمر ولو كان من الكماليات والتحسينات.
3-
التسويف والتأخير في قضاء الدين مع القدرة على السداد.
4-
إشغال الذمة بديون متجددة مع عدم سداد الديون المتأخرة عليه.
5-
اقتراض المال العظيم مع أنه يوقن على عدم قدرته على السداد في المستقبل.
6-
اقتراض المال لغرض محرم وفعل المعاصي.

ومن أعظم الخطر أن يعتقد المرء أن الاقتراض من الآخرين وسيلة مشروعة للكسب فتراه يحتال ويتظاهر بالحاجة والأزمة ليحصل على القرض ثم يأكله ولا يبالي بصاحبه مطلقا ويرى أنه صار حقا له ثم يمضي ويختفي ولا يحدث نفسه بالسداد وربما بعض الناس يرى أن هذا التصرف من كمال العقل والفتوة. وقد ورد في هذا الصنف من الناس وعيد شديد كما جاء في الصحيح: (ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله).

أما من نزلت به نازلة وضاقت عليه السبل فاقترض قرضا ليرفع فاقته وهو يضمر وينوي السداد بنية حسنة ثم عجز عن ذلك فلا يلام شرعا ولا يؤاخذ في الآخرة وقد تكفل الله بسداد دينه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه). رواه البخاري. وهذا من إكرام الله ولطفه وجوده بعبده الصالح فجازاه وكافأه لصدقه وأمانته.
63
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام ميساء الحلوة
جزاكي الله خير
نونو كامانونو
جزاتس خير
متجر نواره
متجر نواره
جزاك الله خير
غالتيدا
غالتيدا
جـــــزاك الله خير
بعض الناس تسلفينهم وتشحتين منهم مايرجعون ماخذو على أهون سيره.....
(أنا اتوقع على حسب ايمان الشخص وخوفه من ربه )

الحقيقه الساطعه
وإياكم ,شاكره مروركم الكريم.