om_omar

om_omar @om_omar_1

عضوة فعالة

سلوكيات تتنافى مع عبادة الحج

ملتقى الإيمان

الحج عبادة وليس نزهة ، ولا بد من احترام مناسك الحج واتباع السلوكيات التي تتفق مع ديننا الحنيف نابعة من الأخلاق القرآنية والآداب الإسلامية والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة لنا في كل زمان ومكان . ومن المؤسف أننا نلاحظ بعض السلوكيات أثناء الحج بين بعض الحجاج التي لا تتوافق مع ديننا الحنيف مثل : المزاحمة الشديدة وعدم ترك مكان للغير لكي يؤدي العبادة وشغل مساحة كبيرة من المكان لفرد واحد وعدم التعاون في إفساح المكان للآخرين لأداء العبادة .

إن ظاهرة حجز الأماكن في المسجد الحرام منتشرة وخاطئة حيث يحجز بعض المصلين من أهل مكة أو غيرها أماكن في الصفوف الأولى . . هذه الأماكن ليست من حقهم لأن الصف الأول لمن دخل المسجد أولاً . . لأنه الأحق به . . والنظام المتبع في المساجد أن يجلس كل واحد بجانب أو خلف من سبقه في الدخول . . فإذا امتلأ الصف الأول يأتي الصف الثاني ثم الثالث ثم الرابع . . بحيث كل من يأتي يجد المكان المناسب له.

لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجز الأماكن في المساجد لأنها محاولة للتميز في مقام الحضرة الإلهية التي يتساوى فيها الجميع . . ولا يوجد مكان يحجز في المسجد إلا مكان الإمام . . ويجعل له طريق بحيث يستطيع أن يذهب ليؤم الناس دون أن يتخطى الرقاب أو يؤذي أحداً .

يزدحم المسجد الحرام في موسم الحج بالحجيج . . وكثير من الناس يتزاحمون في دخول المسجد في الوقت الذي يتزاحم آخرون على الخروج . . فيصطدم الداخلون والخارجون . . وبعضهم لا يجد مكاناً للصلاة داخل المسجد والسبب أنهم يعتقدون أن الصلاة داخل جدران المسجد مضاعفة للثواب أما خارجه فلا . ونود أن نشير إلى أنه في حالة ضيق المسجد بالمصلين وصلى الحاج خارج المسجد فإن له نفس الثواب مادامت الصفوف متصلة . . فإذا انتهت الصلاة تنتهي المسجدية بالنسبة للطريق .

في نهاية الطواف يصلي الناس ركعتي سنة عند مقام سيدناإبراهيم عليه السلام حيث قال الله سبحانه وتعالى : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) (البقرة:125) ، فإن هذا المكان يزدحم ازدحاماً شديداً وخاصة في موسم الحج حيث يتعرض المصلون في هذا المكان إلى مرور الطائفين حول الكعبة أمامهم وهو يصلون ، وأحياناً يصل الأمر إلى أن يمتدالطواف حتى يصل إلى مكان المصلين مما يجعل هذا المكان شديدالازدحام ، مما يدفع الحاج إلى أن يؤدي الصلاة سريعاً دون خشوع حتىلا يتعرض إلى الزحام الشديد وبالتالي إلى الأذى .

وهنا دعوة إلى المسئولين عن شؤون الحرم للعمل على إيجاد حل في هذا الأمر لمساعدة الحجاج على أداء الصلاة في خشوع وثبات وهدوء في هذا المكان المزدحم دون عجلة ودون خوف من التزاحم الشديد مما يؤثر على أداء الصلاة التي من أهم متطلباتها الصفاء والخشوع .

ومن السلوكيات الشائعة . . والتي تتنافى مع عبادة الحج الإساءة بألفاظ اعتراضية غير لائقة تجرح الحاج مما يظهر عدم التعاون واهتمام الفرد فقط بمصلحته وحاجته الخاصة دون مراعاة للآخرين مما يفسد عليه حجه وصفاءه في هذه الرحلة المقدسة .

ومن المفاهيم الخاطئة والشائعة التي قد يلاحظها كل زائر إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة التمسح بالجدران ثم المسح على الوجوه بقصد البركة وهذا سلوك خاطئ وضد تعاليم الإسلام . . لأن البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف تملأهما البركة . . بركة الرضا . . وبركة منع الأذى عن الناس، وبركة الإيمان وبركة خشية الله، وبركة قتل الغرور في النفس . . إنها بركة واسعة تمتد من الدنيا إلى الآخرة . ولا توجد فترة يعيش فيها الإنسان منهج الله أكثر من فترةالحج . . قبل الآذان يهرول إلى بيت الله الحرام، ويظل جالساً يصلي ويسبح ويقرأ القرآن ويستحي أن يقدم على معصية أو يمر عليه الوقت ولا يصلي جماعة .. ولا يشغل نفسه إلا بطاعة الله .

وإن البركة تطلب من الله وليست من التمسح بالجدران ، والعبد الذي يحب الله ويخشى الله يطلب دائماً ويلح في طلبه أن يمن الله عليه بالبركة في كل لحظة في حياته . إن البركة مطلب ضروري للإنسان ولا تأتي إلا من رضا الله ورحمه الله ، ولا تمنح إلا لمن يشاء الله أن يعطيه ويمنحه فضله العظيم وعطاءه الفياض . . إنه هو سبحانه الوهاب .


وننتقل في حديثنا عن السلوكيات التي تتنافى مع عبادة الحج من مكة إلى المدينة المنورة عند زيارة قبر رسول الله عليه الصلاة والسلام فنلاحظ الصلاة عند قبر الرسول عليه الصلاة والسلام وشغل مساحة كبيرة للصلاة في هذا المكان مما يعيق حركة السير والمرور للآخرين لزيارة الرسول عليه الصلاة والسلام . ونود أن نشير إلى أنه يفضل الصلاة عند الروضة الشريفة فالصلاة هناك لها ثواب كبير أما مكان قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مخصص لزيارته والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وحتى تتاح الفرصة والمكان لأكبر عدد من الزائرين القيام بهذه الزيارة المباركة .

هناك سلوك آخر ملحوظ عند قيام النساء بالزيارة وعندما يقتربن من الرسول عليه الصلاة والسلام تنتشر الزغاريد في كل مكان . صحيح أنه سلوك فطري يعبر عن فرحتهن وشكرهن لله لأنه وفقهن ويسر لهن زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن للمسجد قدسيته واحترامه وهيبته ، ونرى أنه من الأفضل أن يسجدن حمداً وشكراً لله ويكثرن من التسبيح وذكر الله وحمد الله كتعبير عن فرحتهن وامتنانهن لله سبحانه وتعالى الذي حقق لهن أداء هذه الزيارة وبذلك يتوفر ويتحقق للمكان القدسية والرهبة والخشوع الذي يصاحبه الهدوء والسلام .

وهناك صفة سائدة وملازمة لبعض الحجاج ونلاحظها في مكة أو المدينة المنورة وهي التدافع بالأيدي مما يؤذي الإنسان الضعيف أو المسن أو المرأة .

وفي البداية والنهاية لا أستطيع غير أن أسجل شيئاً هاماً وهو أننا في أشد الحاجة لمراعاة قول الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ( المائدة : 2 ) . فلنتعاون ونتحد جميعاً ونفسح لبعضنا البعض ونحرص على مساعدة بعضنا لأداء فريضة الحج بسلام ، ولأداء العبادة بهدوء وثبات وأن نتمسك بتعاليم ديننا الحنيف ونبتعد عن المفاهيم والسلوكيات التي تتنافى مع أخلاقيات دين الإسلام . . الدين الذي اصطفاه الله لنا ، والذي إن تمسكنا به لم نضل أبداً . ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) (آل عمران: 8) .

إننا جميعاً في موسم الحج في معية الله وضيوف الرحمن . . فلننتهز هذه الفرصة لننعم بالفيوضات الإلهية . . والتجليات الرحمانية . . والفتوحات الإشراقية فيصبح الحاج عبداً نورانياً بأمر الله . . وبرحمة الله . . يحتويه نور الله . . ويسكنه حب الله . . ويملأه الرضا والسكينة والسلام .
منقووووووووووووووول
1
420

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عيون الافاعي
عيون الافاعي
<DIV class=blackfont align=right>



قوله تعالى: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }(آل عمران:97).