سلي أم زوجك بما يفيدها

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس بالبيت سواي أنا وأم زوجي وهي امرأة طيبة كبيرة بالسن ولكنها تحب سعة الصدر ولا تحب أن تجلس بمفردها، فأغلب الأوقات تدعو أحد الجاراف أو القريبات أو الصديقات- وهذا الغالب- أو تذهب لزيارة إحداهن فتجلس معظم وقتها معها، وأنا امرأة حديثة عهد بالزواج وبالوظيفة ولي التزامات كثيرة ولكنها تريدني وتلح علي بالجلوس معها واستقبال ضيفاتها والقيام بالواجبات معها، فإن اعتذرت لانشغالي سالت دموعها وحزنت، زوجي لا يرغمني على شيء ولكنه يميل للقيام بما تحب أمه ويفرح ويكرمني إن فعلت، إنني أحبها وأهتم بمرضاتها ولكن وقتي يضيع دون شيء يذكر وأحيانا يضيع جزء من مسؤولياتي، لا أريد أن أضيق صدرها أو أفقد رضاها ودعاءها.. ولكن ما الحل؟؟

- يظهر لي أنك امرأة عاقلة، وطيبة أيضاً، والمرأة " أم الزوج " طيبة أيضاً والحل لهذا أن تحاولي أن تنفعي هذه المرأة وتنفعي جاراتك وصويحباتها، وتكسبي فيهم الأجر والثواب باستغلال الفرصة لدعوتهن، وجعل مجالسهن مجالس ذكر فتحضري لهن موضوعاً مشوقاً وتلقينه عليهن مرة عن الصلاة ومرة عن الرقائق ومرة عن آفات اللسان، ومرة عن حفظ الأوقات، وهكذا، وبذلك تستفيدين وتفيدين، وستجدين أن أم زوجك أكثر المنتفعات بك، وتذكري أنها امرأة كبيرة لا تقرأ ولا تكتب، وتحتاج إلى من يسليها، وينبغي أن تحاولي مع زوجك إحضار ما يسليها كالمسجل والأشرطة الطيبة ذات النصح والإرشاد، واحتسبي الأجر فيها فهي بمنزلة والدتك. والله يحفظك.


د.رقية المحارب
مجلة الدعوة - العدد 1644