سمعتو عن سارة؟

الأسرة والمجتمع


هذا كلام والدها بعد مدة من موتها






ذكراها تحاصرني
علق أحد الإخوة أمس على منشور حلقة المرأة والبحث عن الذات قائلاً:
(لم نعد نراك تذكر شيئا عن ابنتك التي توفيت من زمن غير بعيد).
فأثار شجوناً أشاطركم إياها للعبرة:
صفحتي يا كرام هي لعموم المسلمين وقضاياهم، وليست لشأني الشخصي إلا بمقدار ما أرى فيه فائدة عامة، وإني أستحي أن أشغل الناس بمشاعري الشخصية وفي الأمة ألف هَمٍّ وهَمّ.
ابنتي ليست أهم من بنات المسلمين، وفي أُمَّتنا إلاف مثلها بل وعانوا ويعانون أكثر من معاناتها بكثير، لكن لم تسلط عليهم الأضواء.
ولنا في نبينا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، إذ توفي أبناؤه وبناته كلهم في حياته (إلا فاطمة) ومع ذلك لا نجد في السيرة كثير كلام عن مشاعره في ذلك، ليس إلا أحاديث محدودة للغاية.
فهو صلى الله عليه وسلم صاحب رسالة، لا يشغل الناس بالتعبير عن مشاعره تجاه من توفي من أبنائه بأكثر من (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يَرضى ربُّنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)، ثم يجعل همه تصحيح عقائد الناس إذ قالوا أن الشمس خسفت لموت إبراهيم ابنه عليه الصلاة والسلام فيقول:
(إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، وإنَّهُما لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ، وإذا كانَ ذاكَ فَصَلُّوا وادْعُوا حتَّى يُكْشَفَ ما بكُمْ) (البخاري).
هذا مع أني بمعايشة أنفاسه صلى الله عليه وسلم من خلال القراءة طويلاً في الأحاديث، خاصة ما يتعلق منها بحبه للأطفال، أُدرك تماماً أنك لن تجد أحداً بعاطفة جياشة وقلب رحيم أكثر من محمد صلى الله عليه وسلم...تلمس ذلك في الأحاديث الكثيرة عن ملاعبة الحسن والحسين وحبهما، وحب أمهما فاطمة عليهم السلام وفي أحاديث غيرها مع أطفال المسلمين، بل وفي حبه حتى للجمادات صلى الله عليه وسلم: (أُحُدٌ جبل يحبنا ونحبه)(رواه البخاري)، والأماكن: (واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ) (حسن صحيح).
وإلا فكـ"فضفضة" نافعة إن شاء الله أقول لكم أن ذكرى سارة تحاصرني!
- تحاصرني إذ نستخرج أنا وأمها من دفاترها وقصاصاتها تعبيراتها الجميلة، والتي تركَتْ بعضها في أماكن خفية كأنها تتعمد أن تذكرنا بها بعد وفاتها...آخرها قصاصات وجَدتها أمها أمس خلف قطعة أثاث تعبر عن حبها لكل فرد من أفراد العائلة وتقول لي: (أحبك لأني أشبهك..لا أعرف ماذا أقول..لكن أحبك بقدْر العالَم كله)..
- تحاصرني إذا رأيت قصورا من إخوانها في جانب، فأتذكر علو همتها في القراءة والتعلم حتى في أسابيعها الأخيرة حين كانت تتعلم التركية باهتمام !
- تحاصرني وأنا أتذكر معاناتها في مثل هذه الأيام من العام الماضي حين عاودها الألم والحمى وضيق النفَس يوما بعد يوم فنضطر لأخذها للمستشفى، وهي في ذلك صابرة، تتجدَّدُ نفسُها سريعا، وتضحك إذا تحسنت ويعود لها الأمل بالشفاء.
- تحاصرني عندما أخاف أن يحجبني الله عنه بذنوبي فأتذكر ما أكرمني وابنتي به من حسن خاتمتها فأطمع في كرمه وأحس أنه أراد بي خيراً.
- تحاصرني وأنا أسمع باستمرار رؤىً طيبة من الناس عن سارة، آخرها رؤيا للأخت التي كانت تقوم لها بالعلاج الطبيعي أن الناس مجتمعون ليحضروا حفل رفع منزلتها في الجنة (يا ربّ).
- لا يمر يومٌ لا أذكر فيه سارة، ومع ذلك فالشعور المسيطر ليس "الحزن"، وإن كان هناك شعور بالفقد، وإنما أشعر أن هناك من سبقني إلى بلاد الأفراح...فزاد شوقي إلى تلك البلاد ليجتمع الشمل فيها بسارة من جديد.
والحمد لله رب العالمين.
14
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

كعك مالح
كعك مالح
9090بارقه
9090بارقه
سبحان الله... الله يجمعه بأبناه بالجنه
فلانةة
فلانةة
تحاصرني إذ نستخرج أنا وأمها من دفاترها وقصاصاتها تعبيراتها الجميلة، والتي تركَتْ بعضها في أماكن خفية كأنها تتعمد أن تذكرنا بها بعد وفاتها...آخرها قصاصات وجَدتها أمها أمس خلف قطعة أثاث تعبر عن حبها لكل فرد من أفراد العائلة وتقول لي: (أحبك لأني أشبهك..لا أعرف ماذا أقول..لكن أحبك بقدْر العالَم كله)..



عورني قلبي ، الله يرحمها ويصبر أهلها يا رب
ليـــــــــــنا'
مااعرفها ..
الله يرحمها و جميع موتى المسلمين
تماضر@
تماضر@
اعرفها ..
رحمها الله نِعم البنت ونِعم التربيه
شفت ابوها طلع في برنامج - قدوة -في رمضان وحكى قصتها
نموذج في الصبر سبحان الله