سمعت فبكيت

سمعت فبكيت
في احدى القرى المنسية من وطني وفي بيت اشبه بالكهف الا انه يضم في داخله ثلاث اطفال
فتاة في العاشرة وتوأمان في الثامنة , هكذا حدثتني صديقتي وقالت لقد زرناهم بعد ان علمنا رقة حالهم فوالدهم توفي من عام وامهم تركتهم لتتزوج من رجل لديه جيش من الاولاد وما صدقنا الرواية الا عندما رأينا ما جعل القلوب تبكي قبل العيون .
طرقنا الباب المهترىء الذي كاد ان يسقط من لمسنا اياه ( قالت صديقتي) واجابنا صمت حزين
لم يفتح احد رغم الحاح الطرق ولما تهاوى الامل على اعتاب الباب الاسود القديم اذا بصرير اشبه بأنين ويطل وجه نحيل لكنه مضيء وفيه بواكر امل ويقول الوجه بصمت من انتم !
وتدخل صديقتي لترى ما ينفطر له الفؤاد .... بقايا حياة وكوة صغيرة في الجدار منها يخرج نور غريب لا ليس كالنور في الخارج , اربعة جدران فقط وشيء من اثاث متهالك واطباق فارغة قديمة وكسرات من الخبز ...
من يرعاكم قالت صديقتي ؟ اجابت ذات الوجه المضيء : الله
لا اله الا الله ... ونشرت صديقتي ما احضرت من طعام وقالت للصغار هلموا !!!
ولكنهم ابتسموا وقال احد الفتيان ارأيت يا أختاه الم اقل لك ها قد ارسل لنا الله فطورنا اننا صائمون يا خالة وسنأكل طعامك عندما يؤذن المغرب ....... ولم نكن في رمضان.....

صباح الضامن