سنة الطاعون وماذا حدث للناس (سنة الرحمه)

الملتقى العام

سنة الطاعون(كفانا الله شره )




اصيبت الكويت في عام 1247 بطاعون عظيم قضى على كثير من اهلها حتى كادت تصبح منه قفراً يباباً لولا المسافرون من اهلها الذين لم يتراجعوا اليها الا بعد صفاء جوها من تلك الظلمة، رجعوا اليها ولكن وجدوا الطاعون قد فتك بكثير من نسائهم فاضطروا الى استقدام عوضهن من البلاد المجاورة كالزبير ونجد وغيرها وبذلك حفظوا البلد من العدم والفناء وفي اثناء تلك المعمعة اغلق اهل بيت في (الشرق) دارهم وادخروا فيها ما يكفيهم من طعام وشراب ولم يسمحوا لاحد بالدخول عليهم خوفاً من تسرب العدوى.
فكان هذا البيت من جراء هذا التحفظ هو الوحيد في الكويت الذي لم يصب من يد الطاعون بضرر غير ان امرأة منهم حاولت الخروج لتنظر ما اصاب اهلها، فانزلوها بحبل من السطح ثم رجعت اليهم اخيراً فلم يفتحوا لها فرجعت ادراجها وقضي عليها كما قضي على غيرها».
هذا كل ما ذكره الشيخ عبدالعزيز الرشيد في تاريخه عن هذا المرض.
واعتقد ان فتك هذا الطاعون في الكويت لا يقل فداحة عما حدث في العراق وفي نجد فالمصادر الشفهية تجمع على ان هذا الطاعون افنى اكثر من ثلاثة ارباع اهل الكويت. فكانت الجثث تحمل الى المقابر في أول الأمر فلما استفحل امر هذا الوباء واشتد وكثر الموتى تركت الجثث في البيوت اذ ليس هناك من يحملها الى المقابر، وتروي بعض هذه المصادر أنه كان من حسن حظ بعض احياء المدينة ان كانت بقربهم حفر كبيرة حفرت لنقل الطين منها أفصبحت هذه الحفرة مقابر بالجملة، تملأ بالجثث للتخلص منها ومن عفنها ومنظرها!!
وتقول الروايات ايضاً ان احد مشايخ الدين اشار في شدة الوباء على الكويتيين ان يغادروا المباني والبيوت فتركوها وابتنوا لهم اكواخاً في – الشويخ – وكان القادم اليهم يسمع التهليل والحوقلة قبل وصوله اليهم بمسافة بعيدة وبقوا أياماً في هذه الأكواخ والخيم يدعون الله ان يرفع عنهم هذه النازلة الفظيعة الى أن توقفت الاصابات فرجعوا الى بيوتهم.
وقد حدث هذا الطاعون كما قيل في أيام الشتاء وكانت سفن الكويت التجارية التي تسافر الى الهند في مثل هذا الفصل من كل عام خارج الكويت، وكانت تحمل عددا لا بأس به من الرجال.. هؤلاء نجوا من شر الوباء إذ صادف حدوثه في غيابهم، وكانوا إما في عرض البحر او في الهند ولم يكن الطاعون قد وصل الى هناك، فلما وصلوا الى الكويت وجدوها توشك ان تكون خالية من السكان، إلا من بعض الضعاف الذين نجوا من الموت فكانوا الاساس الثاني الذي انتشل الكويت من الفناء المحتم والانقراض التام.
وانه لمصاب عظيم حين يجد المرء نفسه بين مرضى لم يبق على مفارقتهم الحياة إلا بضع ساعات، وبين جثث متراكمة ملقاة في الطرقات والأزقة والبيوت لا تجد من يواريها التراب وبين اطفال تصرخ اما من ألم المرض او من فقدهم من يقوم على اطعامهم ورعايتهم فتجدهم يهيمون على وجوههم في الشوارع تتلقفهم الاصابات الطاعونية في كل لحظة، ومهما فكر المرء في ذلك اليوم ليبحث له عن طريق للخلاص فانه عاجز عن ذلك فقد كانت كل ابواب الخلاص في ذلك اليوم مقفلة، وكل سبل الفرار مسدودة.. كان أهل الكويت في ذلك اليوم كما قيل: البحر أمامهم والصحراء خلفهم والطاعون عندهم فليس لديهم الا الصبر.
ويشاء القادر القدير فيتلاشى المرض شيئاً فشيئاً حتى ينعدم قبل ان تنعدم الكويت وإذا الاحياء من أهلها لا يجدون ممن يمت اليهم بصلة القرابة إلا النادر القليل، ويتنفس شاعرهم النبطي الصعداء ويتلفت يمنة ويسرة فيجد الأرض كما كانت ولكنه لا يجد الأهل والأصحاب والأحباب فتذرف عيناه، ويشرق بالدمع ثم يرفع عقيرته متألماً لينفس عن نفسه في قصيدة طويلة (فن) يقال ان ناظمها سعود بن محمد وهو الذي سمي احد أحياء الكويت باسمه وهو فريج سعود يقول:
شفنا المنازل مثل دوي الفضا
عقب السكن صارت خلايا مخاريب
واحسرتي ليمن طرا ما مضى
عصر يذكرني الأهل والأصاحيب

منقول
__________________
5
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لاهيه بعيالها
قصه محزنه الله يرحمهم ويغفر لهم ويرحمنا ويحفظنا والمسلمين اجمعين شكرا لك
شيهانه®
شيهانه®
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
KaZaF
KaZaF
الحمدلله على كل حال والله يحفظ كل مسلم
امبريلا
امبريلا
جات تمثليه قبل كم يوم نفس الشي عن الطاعون شي عجبيب الله يرحمهم
أنا مين؟
أنا مين؟
اللهم انا نعوذوا بك من الغلا والوباء والزلال والمحن يارب العالمين