سنن التمكين

الملتقى العام

استعرضنا في مقال سابق قصة قرآنية تحمل رمزية مهمة، وهي انتصار الخير والعدل وإن كان ضعيفاً على الشر والظلم وإن كان قوياً، وهي قصة نبي الله داوود ? عليه السلام ? وقتاله مع جالوت. وحاولنا النظر من أكثر من زاوية لمسألة نقاط الضعف والقوة في الإنسان، وطرحنا سؤالاً كان جديراً بحل إشكالية القوة والضعف، وهو: هل كان داود عليه السلام عند دخوله المعركة مع جالوت الطرف الأضعف أم الأقوى عدة وعتاداً واستعدادا؟ ورأينا أن نبي الله داود كان يدرك نقاط ضعفه ومصدر قوته، وكذلك كان يدرك جيداً قوة خصمه ونقطة ضعفه، وأخذ بأسباب التمكين التي أمر الله بها، فلم ينزل المعركة تواكلاً بذريعة الإيمان وإنما نزل توكلاً بإيمان أن الأخذ بالأسباب هو عبادة واتباع لأمر خالق العباد. لقد رفض نبي الله داود أن يقترب من عدو الله جالوت ويقاتله بسلاحه الذي اختاره، وهو السيف والدرع، وإنما قتله بالسلاح الذي تمرس عليه داود طوال حياته حتى أصبح ماهراً محترفاً به، وبذلك كان داود ? عليه السلام ? متفوقاً عسكرياً، ويمتلك تقنية متقدمة بمعايير ذلك الزمان جعلت جالوت بكل قوته وجبروته ضعيفاً عاجزاً وهدفاً سهلاً أمام نبي الله داود عليه السلام. وقد خرجنا بحقيقة أنه يمكن تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة، بل إن من استطاعوا ذلك تحولوا ليس إلى مجرد أشخاص ناجحين، بل إلى عباقرة، وكان من أبرز الأمثلة الواقعية على ذلك، هيلين كيلير الصمّاء البكماء العمياء التي تحدت كل هذا فتعلمت الكلام والخطابة والقراءة والكتابة بلغات عدة وحصلت على شهادة الدكتوراه وكتبت ثمانية عشر كتاباً. د وليد فتيحي
1
306

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عاشقة الصداقة
عاشقة الصداقة
روعه
مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ السَّدُوسِيِّ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ : " اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ " ، يعني الناقة .