سنن الصلاة
تلخيص لإحدى محاضرات
الأستاذ عمرو خالد
حديثنا اليوم عن السنن وهي أنواع كثيرة؛ فالصلاة مرتبطة بالمسلم طوال يومه وليلته ومتوغلة في كل شؤون حياته من زواج أو سفر أو شدة أو فرح أو غير ذلك !
وجُعلت الصلوات متفرقة على مدار اليوم لكي يظل المسلم على اتصال دائم بالله طوال يومه وليلته في السفر والإقامة وفي كل الأوقات .
ومن الصلوات المسنونة ما هي مؤكدة أي لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يتركها أبداً بل ويقضيها إذا فاتته ..
ومنها ما هي غير مؤكدة أي كان صلى الله عليه وسلم يفعلها أحياناً ويتركها أحياناً .
أولاً السنن المؤكدة :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة "
والسنن المقصودة هنا هي السنن الراتبة وإذا حافظت عليها بُني لك كل يوم بيت وأين؟؟ في الجنة !!
هذه الركعات هي: ركعتان قبل الفجر وأربع قبل الظهر واثنتان بعده أو العكس (اثنتان قبل وأربع بعد) واثنتان بعد المغرب واثنتان بعد العشاء .
وللعلم فإن سنة الفجر بالذات قال عنهما الحبيب المصطفى :
" ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ".. فما بالكم بثواب الفريضة ؟
وروت أمنا عائشة عن النبي أنه كان يصليهما خفيفتين تيسيراً على أمته من بعده .
ثانياً السنن غير المؤكدة :
وهي ركعتان أو أربع قبل العصر لقوله صلى الله عليه وسلم :
" رَحِمَ الله امرءاً صلى أربعاً قبل العصر "
ومنها أيضاً ركعتان قبل المغرب و منها أيضاً ركعتان قبل العشاء .
تعدد النيات في الصلاة وغيرها :
من يُسْرِ الإسلام أنه يمكن صلاة ركعتين بأكثر من سنة أي تعدد النيات في الصلاة الواحدة كأن تصلي ركعتين بنية تحية المسجد وسنة الوضوء وسنة الظهر القبلية..
ولهذا يقال إن الصحابة كانوا تجار نيات وهذا فضل عظيم من الله .
و من السنن أيضاً صلاتي الوتر والضحى :
صلاة الوتر :
وهي سنة مؤكدة مثل الفجر ما تركها النبي صلى الله عليه وسلم قط ..
قال عليه الصلاة والسلام " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا "
ووقتها من بعد صلاة العشاء حتى وقت صلاة الفجر؛ ومن ظن أنه سيستيقظ آخر الليل فليوتر في آخره ومن لا يتوقع الاستيقاظ فليوترفي أوله .
صلاة الضحى :
وأدناها ركعتان وأعلاها اثنتا عشرة ركعة، وموعدها من بعد شروق الشمس بثلث ساعة حتى قبل صلاة الظهر بثلث ساعة..
وهي صدقة عن مفاصل الجسم؛ فالجسم فيه 360 مفصلاً لا بد من التصدق عنها كلها يومياً و صلاة الضحى تقوم مقام ذلك .
صلاة الحاجة :
فمن يطرق أبواب الناس يسألهم العون حري به أن يطرق باب رب الناس !
وكيفيتها بإسباغ الوضوء ثم الصلاة ركعتين ثم الدعاء ب:
" لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم.. الحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك.. وعزائم مغفرتك.. والغنيمة من كل بر.. والسلامة من كل إثم.. والفوز بالجنة.. والنجاة من النار.. لا تدع لي ذنباً إلا غفرته.. ولا هماً إلا فرجته.. ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضىً ولي فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين "
ثم تدعو بما تشاء من الأمور.. وما أفضلها في جوف الليل .
صلاة الاستخارة:
وهي من الصلوات المسنونة قال عنها الصحابة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا الوضوء..
أي أن المسلم لا يصليها للأمور الكبيرة فقط (كالزواج والسفر) بل وفي سائر الأمور كشراء قماش مثلاً!!
وينبغي عندما تدخل الاستخارة ألا تكون قد اتخذت قراراً نهائياً ولا بد أن تدع الاختيار والأمر كله لله تعالى، ومن يُصَلِّ الاستخارة لا يندم بعد ذلك أبداً فقد قال عليه أفضل الصلاة:
" الاستخارة لا تأت إلا بخير "
كيفيتها: من السُّنة أن يصلي المستخير ركعتين يقرأ فيهما ما تيسّر من القرآن وبعد أن يصلي يقرأ هذا الدعاء:
" اللهم إني أستخيرك بعلمك.. واستقدرك بقدرتك.. وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر.. وتعلم ولا أعلم.. وأنت علام الغيوب.. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتسمي حاجتك) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي.. ويسره لي.. ثم بارك لي فيه.. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتسمي حاجتك) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري.. فاصرفه عني.. واصرفني عنه.. واقدر لي الخير حيث كان.. ثم رضِّني به.. يا أرحم الراحمين "
قيام الليل:
ففي سورة المزمل يأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم قائلاً:
" يا أيُّها المُزَّمِّل* قُمِ اللَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً "
أي أن الأصل عند النبي أن يقوم معظم الليل أو نصفه على الأقل أو ينقص منه قليلاً..
وقد كان قيام الليل فريضة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو سنة مندوبة لأتباعه وأحبابه المسلمين..
" وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتِيلا " ً
أي اقرأ القرآن بِتأنٍّ واحرص على إعطاء كل حرف حقه ومستحقه واقرأه كأنما أنزل عليك وكأن الله يخاطبك أنت..
وقد كان بعض الصحابة من شدة خوفهم من الله وحبهم له يقومون الليل كله فنزلت آخر آية في سورة المزمل:
" فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ "
والقيام من صفات عباد الرحمن المذكورة في آخر سورة الفرقان:
" وَالذينَ يَبيتُونَ لِرَبهِّم سُجَّداً وَقِياماً "
فكيف تقضي أنت ليلك؟
وجزاء هؤلاء وثوابهم:
" فَلا تَعلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهَم مِنْ قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بما كانُوا يَعمَلُون "
فأخفى الله ثوابهم كما أخفوا طاعتهم عن الناس..
جنة الدنيا هي قيام الليل والخلوة بالرحمن بل هي أفضل من الدنيا بما فيها!!
والرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا أجاب زوجه خديجة حين شق عليها قيامه الطويل وقلة نومه قائلاً:
" مضى زمن النوم يا خديجة "
وللتابعين أقوال كثيرة في قيام الليل؛ فمنهم من كان يضع يده على فراشه ويمررها عليه ويقول:
والله إنك لليّن ولكن في الجنة ما هو ألين منك!!
وكان هناك من ينظر إلى فراشه وهو في شدة التعب ويقول:
أطار ذكر جهنم نوم العابدين.
وقال غيرهما:
منذ أربعين سنة ما حزنت على شيء كحزني على طلوع الفجر!!
ميسرات قيام الليل:
1- عدم الإكثار من الأكل والشرب خاصة قبل النوم.
2- عدم إرهاق النفس بالعمل الشاق أثناء النهار أو بنوم قيلولة بنية الاستعانة على قيام الليل وهي آنذاك عبادةّ.
3- ترك الذنوب بالنهار.
4- مراعاة التدرج: أي زيادة عدد الركعات تدريجياً بمرور الأسابيع.
واحرص على أن تجعل لك ورداً من القرآن، وكن مستعداً لنزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة ليغفر لك ويجيب دعاءك وبادر على أن توقظ غيرك فتنال ثواب الدعوة إلى الهدى والتشجيع عليه وتذكر قول جبريل عليه السلام لسيد البشر صلى الله عليه وسلم:
" يا محمد، اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس "
--------------------------------------------------------------------------------
منقول عن الأخ
محمد علي
جزاه الله خيرا
faith @faith_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️