
فنو 2013 @fno_2013
عضوة جديدة
سنن مهجوره لها اجر عظيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
احبائي الكرام
نتناول هنا ثلاث سنن مهجورات من أكثر المؤمنين - الا من رحم ربي – لها أجر عظيم حال عبادة الوضوء
السنة الأولى : إطالة الغرة والتحجيل
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" متفق عليه وهو في صحيح الترغيب برقم 176
وقوله "غرا " بضم الغين وتشديد الراء هي جمع أغر أي ذو غرة وأصل الغرة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس ثم استعمل للأبيض من كل شيء
والمراد بها هنا النور الكائن في وجوه امة محمد صلى الله عليه وسلم بفضل المحافظة على الوضوء وأثر ذلك يوم القيامة
واللفظة منصوبة على أنها حال بمعنى إذا دعوا على رؤوس الأشهاد يوم القيامة بهذا الوصف كانوا على هذه الهيئة
وقوله "محجلين" من التحجيل وهو أن يكون البياض في قوائم الفرس ، والمراد هنا بياض اليدين والرجلين المغسولتين في الوضوء
وقوله" أن يطيل غرته فليفعل" : المعني أن يزيد على القدر المفروض ، والمراد أي فليطل الغرة والتحجيل ، واقتصر على ذكر احداهما لدلالتها على الأخرى كنحو قوله تعالى " سرابيل تقيكم الحر" ، واقتصر على ذكر الغرة دون التحجيل لأن محل الغرة أشرف أعضاء الوضوء ، وأول ما يقع عليه النظر من الإنسان ، ويؤكد أن المراد إطالة الغرة والتحجيل الرواية التي عند الإمام مسلم عن طريق عمارة بن غزية ، ذكر الأمرين ولفظه " فليطل غرته وتحجيله" .
ولعل أحدا يسأل ما هو القدر المستحب في زيادة الغرة والتحجيل ؟
لقد اختلف العلماء في قدر الزيادة الجائزة ، ولكن أكتفي هنا بالحديث الذي صححه شيخنا الألباني في"إرواء الغليل" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بأنه توضأ فغسل يده حتى أشرع في العضد ، ورجله حتى اشرع في الساق ، ثم قال هكذا رأيت رسول الله يتوضأ " إرواء الغليل برقم 94
وقد يسألني آخر وأين الاجر العظيم الذي قررت توضيحه عقب كل سنة مهجورة تذكرها ؟
أقول -وبالعزيز عز وجل أستعين –
إن الأجر العظيم تحصل عليه من حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الطهارة باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء برقم 249
فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أولسنا إخوانك؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك؟ قال: أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة؛ بين ظهري خيل دهم بهم (أي سود خالصة السواد) ، ألا يعرف خيله، قالوا: بلى، قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض"
فأي أجر أعظم من أن تثبت لك أخوة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، وأي شرف أعظم من أن يعرفك سيد الرجال من وسط الرجال في يوم الأهوال
وأخيرا لا ننسى قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " مسلم حديث 250
السنة الثانية المهجورة في هذه الحلقة هي :
إسباغ الوضوء على المكاره
وإسباغ الوضوء هو إتمامه وإبلاغه مواضعه الشرعية، والثوب السابغ هو المغطي للبدن كله، وخرج النسائي وابن ماجة من حديث أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"(إسباغ الوضوء شطر الإيمان" وصححه الألبانيرحمه الله – صحيح الجامع رقم 938.
و المكاره تفسر بمعنى أن تكون النفس في حالة تكره فيها الوضوء، وقد فسر بحال نزول المصائب فالنفس تطلب الجزع فالاشتغال بالوضوء من علامة الإيمان، وفسرت المكاره أيضا بالبرد الشديد، وكذلك عند النوم مع مدافعة النعاس.
وقد ذكرت لنا هذه السنة في حديث عظيم يضم معها غيرها من السنن ولكن نكتفي بها في هذا المقام إذ أننا نتحدث عن المهجور في كتاب الطهارة فقط ، والحديث رواه الإمام مسلم والترمذي واللفظ للترمذي
"أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة قال أحسبه قال في المنام فقال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قال قلت لا قال فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السماوات وما في الأرض قال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم في الكفارات، والكفارات المكث في المسجد بعد الصلاة والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وقال يا محمد إذا صليت فقل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون" والحديث تجده في صحيح الترمذي لشيخنا الألباني رحمه الله برقم 2580
وأذكر نفسي وإخواني بأمور :
الأول تذكر ثواب الأعمال يزول به آلامها فقال بعض السلف : من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال.
الثاني: ملاحظة جلال من أمر بالوضوء يزول عن نفسك – بإذن الله – ثقل الآداء ، كان علي بن الحسين إذا توضأ اصفر، فيقال له: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم.
الثالث: تذكر ما أعده الله عز وجل لمن عصاه من البرد والزمهرير فيهون عليك الوضوء في شدة البرد .
الرابع: استحضار إطلاع الله عز وجل على عبده في حال العمل، وتحمل المشقة كما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا)سورة الطور:48.
ولذا قال بعض السلف : خفف على الحراس مشقة السهر علمهم بأن السلطان يحس بهم فتدبر وتنبه .
الخامس: الاستغراق في محبة من أمر بهذه الطاعة، وأنه يرضى بها ويحبها، كما قال تعالى : " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " سورة البقرة:222
فمن امتلأ قلبه بمحبة الله عز وجل أحب ما يحبه وإن شق على النفس وتألمت به، كما قيل: وما لجرح إذا أرضاكم ألم.
والسنة الثالثة المهجورة في هذه الحلقة هي :
الدعاء بعد الوضوء بما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن كثيرا من الناس يتوضأ وهو يتحدث مع الآخرين ، ولا يقطع كلامه حتى بعد انتهائه من الوضوء ، وآخرين يتوضأون وهم لاهون أو غافلون فينسون ذكرا خاصا بعبادة الوضوء فيفوت الواحد منا على نفسه أجرا عظيما ربما مرات كل يوم ناسيا قول حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام مسلم في صحيحه والترمذي وأبو داود من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء"
أنظر صحيح أبي داو لشيخنا الألباني رحمه الله برقم 155
وزاد الترمذي زيادة صحيحة كما في صحيح الترمذي للألباني رحمه الله أيضا برقم 48 "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"
فأي أجور تضيع على من يغفل عن سنة الحبيب رسول الله صلى اله عليه وسلم وما أيسرها من أعمال لو أن القلوب حاضرة لذكر ربها عز وجل ولإتباع نبيها صلى الله عليه وسلم
والله نسأل التوفيق والرشاد لكل ما يحب ربنا عز وجل ويرضى ولكل ما يشرح صدر نبينا عليه الصلاة والسلام عنا
فاللهم ارزقنا الغرة والتحجيل التي يعرفنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم وأن تدركنا شفاعته ، وأن نشرب من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا ، سبحانك أنت ولي ذلك والقادر عليه
"سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
إستفدت منها فأحببت لكم مثل نفسي
14
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
إن شاء لله ببدأ أنتبه ويارب تغفر لنا