رمرمس

رمرمس @rmrms

محررة برونزية

سن الرفض الدائم مرحله تحتاج للهدوء والحزم..

الأمومة والطفل

طفلي يرفض كل ما أطلبه منه. هو يبكي حينما أريده أن يفعل شيئا، ويأبى أن يكون مطيعا، أو أن له ردود أفعال عصبية وغير ملتزمة. في بعض الأحيان يفعل طفلي عكس ما أريده أو ما يجب عليه أن يفعله، كليمانس دونافييه، المتخصصة في سلوكيات الأطفال، تقدم للأمهات بعض الإرشادات التي يمكن الاستعانة بها في تربية طفل بأسلوب سليم.
تقول كليما نس"في البداية لابد من التفرقة بين طفل تربيته جيدة وطفل مؤدب، حيث هناك دائما خلط ما بين الاثنين. الأول هو طفل واثق من نفسه، يحترم الحدود الموضوعة له، ويعي تماما أنها من أجله ولصالحه، ولا يخشى الحديث مع والديه عما يجول في خاطره، لأن هناك مستوى مطمئن من التفاهم بينهما، ولأن التربية التي تلقاها منحته مساحة من الأمان في أعماقه، والمحيط الذي نشأ فيه جعله يشعر بالاستقرار النفسي، مما منحه استقلالية مطلوبة لنموه العقلي والوجداني، أما الطفل الثاني فهو مطيع وهادئ، لكنه في أي وقت من الأوقات قادر على التمرد تجاه القواعد الموضوعة له، لأنه في أغلب الأحيان ينفذ ويلتزم، دون أن يفهم المغزى من ورائها لأنها فرضت عليه فرضا"، مشيرة إلى أن دور الوالدين هو التربية وليس التأديب والفارق كبير بين الاثنين.
وتضيف دونافييه "توجد مرحلة صعبة في حياة أي طفل، وهي ما نسميها بسن الرفض الدائم، وغالبا ما تبدأ بين 18 شهرا وثلاث سنوات، وفيها يستقبل الطفل كل شيء من حوله بدهشة، وتكثر أسئلته حتى فيما لا يعنيه أو يخصه، وفي هذه المرحلة العمرية يكون عنيدا ومتصلب الرأي. أيضا يكون قادرا على اختبار الأهل حتى يتعرف على ردود أفعاله"، وقالت إلاّ أنها مرحلة عارضة، لكنها مؤثرة بشكل كبير على سلوكيات الطفل طوال العمر، وتحتاج إلى الصبر والتفاهم والحزم الشديد وإلى الهدوء ووضع حدود واضحة جدا فيما يخص البديهيات الحياتية.
وأوضحت أنه إذا ما خرجنا من المنزل يقال للطفل.. لابد أن تلزم جانبي أو ألا تترك يدي، مثل هذه الأشياء لا جدال فيها، ولكن الطفل سيحاول تجربة التمرد عليها، لذا يحتاج إلى الحزم والهدوء، كذلك لا ينبغي لنا أن نطلب الكثير من الطفل لأن هذا سيجعله يرفض كل شيء حتى الأشياء الهامة بالنسبة له، ولو دخل الأهل في مواجهة مع لعبة الرفض هذه ستتحول حياتهم إلى نوع من الجحيم.
وأشارت كليمانس إلى أنه من المهم ألا يعلن الوالدان خاصة الأم مخاوفهما أمام الطفل، لأنه يشعر بنقاط ضعف أهله، وبإمكانه دائما استغلالها والعزف على أوتارها. مثال أم لا تأمر صغيرها بالنوم في موعده، لأنها تعلم أنه سوف يبكي، أو تكرار أنها قلقه جدا، لأنه لا يأكل بشهية أو بشكل عادي مثل إخوته، مشيرة إلى أن الطفل يفهم بسرعة عجيبة هذا القلق المقابل لرفضه للأكل ويحوله لوسيلة تأمين اهتمام الأهل به.
وقالت الاختصاصية في سلوكيات الأطفال إن تربية الأطفال مسألة صعبة وليست فطرية أو هينة كما يتصور البعض، لأنها تتطلب دائما السير إلى الأمام، ومعرفة التوقيت المناسب للعودة إلى الخلف لمراجعة الأخطاء وتقييم الطفل بشكل عام. مشيرة إلى أن هناك أهلاً ينسجون دراما محزنة من كل صغيرة وكبيرة، متناسين أن مسئوليتهم تجاه الطفل تعني صحته وسعادته ونموه النفسي، ولكنها أشياء تتطلب الهدوء والحزم في آن واحد. والحزم لا يعني العصبية والصوت المرتفع أو الضرب، بل تعني أن كلمة لا هي لا، ولا عودة عنها، مما يترتب عليه مشكلة كبيرة تواجه كافة الأهل وهي صعوبة التحكم في مشاعرهم أمام صغارهم الذين يحبونهم كثيرا طبعا، مما يجعلهم يقدمون الكثير من التنازلات أمام إلحاح أو غضب أطفالهم وبكائهم باسم الحب، ويتراجعون عن موقفهم، ويلبون طلباتهم. أيضا الصراخ في وجه الطفل يعني أنه سوف يلبي ما يطلب منه على مضض وبقهر، ويبدو مؤدبا ولكنه سوف يفعل العكس عند أول فرصة.. ..


منقول من جريدة الوطن السعوديه للفائده..
2
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

eman&eman
eman&eman
الله يكون في العون
مشكورة على النقل
كسرالخواطر
كسرالخواطر
مشكورة على النقل