سوء التغذية يسبب التخلف العقلي

الصحة واللياقة

كشف بحث جديد(الدراسة أجريت على أطفال في بيرو ) أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يمكن أن يصابوا في مراحل لاحقة من حياتهم بالتخلف العقلي.
كما رجح البحث إلى أن من المحتمل أن تتأثر القدرات المعرفية للأطفال الذين يصابون بالبكتيريا المسببة للإسهال في وقت مبكر من حياتهم.

ويقول الباحثون في هذه الدراسة التي أجريت في بيرو، إن انحسار النمو الناتج عن سوء التغذية شائع في العالم الثالث.

ويحذر الخبراء من أن سوء التغذية، رغم أنه غير شائع في العديد من البلدان المتطورة، إلا أنه يمكن أن يكون خطرا في كل مكان وليس فقط في العالم الثالث.

وقد تابع الباحثون تقدم النمو عند عدد من الأطفال من عاصمة بيرو، ليما، منذ ولادتهم حتى سن التاسعة ووجدوا أن الأطفال الذين عانوا من سوء التغذية في سن الثانية أو الثالثة قد أحرزوا 10 درجات أقل من أقرانهم الآخرين.

ويقول كبير الباحثين، الدكتور دوجلاس بيركمان، إن هذا يشير إلى أن التأثيرات السيئة لسوء التغذية تستمر مع الأطفال إلى ما بعد مرحلة الطفولة.

وتشير الأرقام إلى أن 33% من الأطفال في العالم الثالث يعانون من مشكلة النمو الحاد أو المعتدل، وأن هذه النسبة ترتفع إلى 50% في البلدان الأقل تطورا.

وكان فريق الدكتور بيركمان قد راقب 239 طفلا من المولد حتى سن الثانية في الفترة بين عامي 1989-1991.

وتابع فريق الباحثين نمو الأطفال وعدد المرات التي أصيبوا فيا بالبكتيريا المسببة للإسهال، أو العدوى الطفيلية.

وتابع فريق الباحثين 143 من الأطفال المشاركين في الدراسة السابقة ولاحظوا أن ثلثهم قد أصيبوا بتعطل النمو في السنتين الأوليين من حياتهم.

وقد اختبر هؤلاء الأطفال الذين بلغوا التاسعة من العمر لمعرفة درجة ذكائهم باستخدام مقياس وتشسلر للذكاء.

كما درس الباحثون الإسهال وهو سبب ونتيجة لسوء التغذية في نفس الوقت. ويحصل الإسهال نتيجة لوجود بكتيريا "جيارديا لامبيا" التي تسبب مرضا معويا.

التدخل المبكر

وأظهرت الاختبارات أن الأطفال الذين أصيبوا بالإسهال مرة أو مرتين في العام، قد أحرزوا 4 درجات أقل في اختبار الذكاء، من الأطفال الذين أصيبوا مرة واحدة أول أقل في العام.

وقد عُدِّلت نتائجُ الاختبارات كي تأخذ في نظر الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والمستوى التعليمي في بيرو.

لكن الباحثين حذروا بأنه من الخطأ عزو كل مشاكل الذكاء إلى ضعف النمو الناجم عن سوء التغذية.

وينصح الباحثون بالتدخل السريع لمنع حصول تأثيرات تراجع النمو على الأطفال، ويقول الباحث روبرت جيلمان إن تراجع النمو ينتشر في البلدان الأقل تقدما.

ويؤكد الباحثون على أهمية التغذية بالنسبة للأطفال خصوصا بين من هم دون الثالثة من العمر.

مخاطر

وتقول الدكتورة سالي جرانثام ماكجروجر، من معهد طب الأطفال في لندن، إن اهتماما عاجلا يجب أن يُعطى لحاجات الأطفال في البلدان النامية.

بينما يقول الدكتور فرانكي روبنسون، من مؤسسة التغذية في بريطانيا، إن سوء التغذية هو خطر يواجهه الأطفال في كل مكان وليس في العالم الثالث فقط، وقد يتعرض له أطفال العائلات الفقيرة.

وأضافت الدكتورة ماكجروجر "لذلك فإن نقص أحماض أوميجا 3، المتواجدة في زيت السمك وحليب الأم، يمكن أن يتسبب في تراجع القدرة العقلية".

ودعت الدكتورة ماكجروجر الآباء الذين لديهم مخاوف من احتمال إصابة أبنائهم بسوء التغذية إلى استشارة الأطباء والخبراء الصحيين.

ويذكر أن نقص الحديد الذي يكثر في اللحوم الحمراء والحبوب والخضروات الورقية يمكن أن يقود إلى سوء التغذية.
0
554

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️