سوء الظن بالله

أحيانا تراودك خواطر لا تعرف إن كان فيها سوء ظن، فكيف تعرف الخواطر التي فيها إساءة ظن بالله؟ حين يشعِرَك الشيطان بالخوف مِن المجهول، أو مِن المَعلوم الذي لا حقيقة له.
فمثلا، تخاف من شيء مجهول فتفكر ماذا سيحصل لأولادي غدا؟ ماذا ستفعل زوجاتهم بي غدا؟! وربما أولادي لم يبلغوا الحلم بعد أثناء هذه الهواجس! ومثل هذه من يكتب مقالة طويلة عما سيحصل في الاقتصاد العالمي في عام 2100، وأولادنا في أَي الدول سيعملون، مع العلم أنه في ذاك العام سيكون في قبره، ولكنه لم يجد ما يتكلم فيه إلا مما أوحاه له الشيطان؛ فتكلم! المستقبَل بيد الله، فتوسّلوا إليه ينزل عليكم البركات، لكن القوم لِجَهلِهم بربهم تعلقوا بأنفسهم وبأفعالهم، وأساؤوا الظن بربهم.
وأحيانا تربط لمعلوم ربطًا وهميًا؛ فتكون في دائرة مِن سوء الظن تشعرك أنه لا يأتي مِن الله إلا سوء، وهذا غالبا ما يكون نتيجة انعكاس لِتَجارب الشخص الماضية!
في تجاربك الماضية فَتِّش في نَفسك، فتش أين كان قلبك؟ وأين علمك عن الله؟ ولماذا تقرأ النقاط التي تَراها أنت سيئة؟ لمَّا يَنضُج الإنسان ووفي قلبه توحيد الله يقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} وانظر للفارق الشاسع بين من أساء الظن بربه وبين شخص يرى أنه لم يأته مما مضى كله إلا الخير، وأنّ الله عامله فيه بحلمهِ، وستر عليه، كان لاهيا وأخذته الدنيا ولم يأخذه الله؛ بل أمهله حتى علمه وفهمه عنه، وحتى جاءته لحظة توبة وانكسار!
مقتبس من درس اسم الله الوكيل
أناهيد السميري