تاليا1190

تاليا1190 @talya1190

عضوة نشيطة

سودة بنت زمعة زوجة الرسول الثانية وصاحبة الهجرتين

ملتقى الإيمان

كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها، يثير الأحزان في بيت النبي،
وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب، حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن.
‎وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شؤون البيت والأولاد، وأشفق عليه أصحابة رضوان الله عليهم فبدأو يحثونه على الزواج، فأرسلوا إليه خولة بنت حكيم السلمية ‫-‬ رضي الله عنها تسأله ‫:‬ يا رسول الله ، ألا تتزوج ؟ فقال من؟ ‎قالت إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا قال : من البكر ومن الثيب؟ ‎قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك، فتزوج الرسول السيدة سودة.
وكانت متزوجة من ابن عم لها قبل رسول الله صلي الله عليه وسلم من السكران بن عمرو بن عبد شمس، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية لذلك سميت صاحبة الهجرتين،
ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها. ‎فأمست السيدة سودة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما يزال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج الرسول منها. ‎
وتعدُّ السيدة سودة، أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول بعد خديجة، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله في الخمسين من عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة. ‎
وتُطالعنا سيرة السيدة سودة -رضي الله عنها- بأنها قد جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة تُكْثِر من الصدقات. ‎وقد وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة؛ ففي صحيح مسلم أنها: "لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ". ‎وقد ضمَّتْ إلى تلك الصفات لطافةً في المعشر، ودعابةً في الرُّوح؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي. ‎وتوفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت -رضي الله عنها- سنة 54هـ.
منقول
2
161

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
سيرة مشرقة لإحدى أمهات المؤمنين جزاك الله خيراً 🌷
تاليا1190
تاليا1190
وجزاك الله خير