حنين المصرى @hnyn_almsr
عضوة مثابرة
سورة الحديد.. بين العتاب والبشارة ( مشاركة في فعالية قصتي مع صورة )
سورة الحديد
قرأتها كثيرا وسمعتها بصوت شيوخ كثيرين وتعايشت معها كثيرا
وقد عرفت بين الأهل بأن لكل سورة عندي قارئ أسمعها فقط منه فأستشعرها بقلبي وتتفاعل معها روحي
فمثلا سورة محمد وسورة آل عمران مرتبطتين معي بصوت الشيخ أبو بكر الشاطري
الكهف بصوت الشيخ مشاري العفاسي
البقرة والفرقان والحديد بصوت الشيخ أحمد العجمي
وباقي القرآن بأصوات الشيوخ عبد الباسط و المنشاوي و الحصري رحمهم الله
ولكن بدايتي كانت مختلفة مع سورة الحديد وقد كانت منذ عهد بعيد وبالتحديد من آية (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)
في مساء بعيد جدا كنت أسمع درسا للشيخ محمود المصري ذو الوجه البشوش والأسلوب المبسط عن التوبة وذكر تلك الآية وتعمق في معناها
وحين فرغت من سماع الدرس هرعت إلى المصحف وراجعت سورة الحديد من جديد فإذا بي أقرؤها وكأني أسمعها لأول مرة
ثم ذهبت إلى شرائط الكاسيت عندي وكانت تلك وسيلتنا وقتئذ للسماع و بحثت عن شريط فيه سورة الحديد فطالعني شريط بصوت الشيخ أحمد العجمي وسمعتها منه فإذا بي أكررها مرات ومرات حتى حفظتها في يوم واحد وقررت وقتها حفظ القرآن الكريم
وكنت فقط أحفظ متفرقات من السور وإن كانت كثيرة لكنها لم تكن بشكل متسلسل
وذلك بحكم دراستي لسنوات في علوم الدين واللغة العربية
حتى توقفت عن الدراسات العليا في اللغة والتحقت بمعهد إعداد الدعاة
ودرست مرة أخري العلوم الشرعية لكنني وجدت حفظ القرآن فيه سور متفرقة أيضا
وعندما تسلمت شهادتي النهائية منه التحقت بمعهد تحفيظ قرآن وحفظت أول ١٠ أجزاء
ثم انتقلت للسعودية فالتحقت بدار تحفيظ القرآن الكريم في جدة وأكملت ١٠ أجزاء أخرى
ثم دخلت في مشاكل صحية كثيرة منعتني من الخروج وألزمتني الفراش فحفظت بمفردي ثلاثة أجزاء فقط
وتوقفت
وإلى الان لم أعد لإكمال بقية حفظي للقرآن الكريم لكنني أحافظ بالمراجعة الدائمة على حفظي القديم
وإلي الآن كلما نشدت الراحة النفسية والاستجمام والهدوء النفسي
أفتح سورة الحديد بصوت الشيخ أحمد العجمي في قراءة معينة من ضمن قراءاته التي اعتدت على سماعها منذ تلك السنوات البعيدة
ودائما ما أتوقف عند أربع آيات :
أولها :
آيه العتاب :
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)
و معناها الميسر :
ألم يحن الوقت للذين صدَّقوا الله ورسوله واتَّبَعوا هديه، أن تلين قلوبهم عند ذكر الله وسماع القرآن، ولا يكونوا في قسوة القلوب كالذين أوتوا الكتاب من قبلهم و الذين طال عليهم الزمان فبدَّلوا كلام الله، فقست قلوبهم، وكثير منهم خارجون عن طاعة الله؟ وفي الآية الحث على الرقة والخشوع لله سبحانه عند سماع ما أنزله من الكتاب والحكمة .
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال : ما كنا بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله إلا أربع سنين .
فأسأل نفسي الآن
ما بال حالنا الآن بعد ١٤٣٩ عام ؟!
ثم الآية الثانية التي تستوقفني كثيرا وهى العظة والحقيقة :
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )
وحقا أدرك عندما أقرؤها وأتدبر معناها وهي تصف حال معظم المسلمين الآن
أن الحياة الدنيا منقضية فلا ينبغي أن يترك أمر لله لكى نحافظ على ما لا يبقى ولا ينفع بعد الموت .
ثم تأتي الآية الثالثة التي تستوقفني وهي الأمر والطلب
بعد العتاب والتذكرة وهى :
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
فيتجدد العزم لدي .
ثم أخيرا اتوقف عند آية البشارة :
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فإذا كان يوم القيامة، وكورت الشمس، وخسف القمر، وصار الناس في الظلمة، ونصب الصراط على متن جهنم، فحينئذ ترى المؤمنين والمؤمنات، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، فيمشون بأيمانهم ونورهم في ذلك الموقف الهائل الصعب، كل على قدر إيمانه، ويبشرون عند ذلك بأعظم بشارة، جزاء لهم حين سمعوا العتاب ووقفوا عند العظة والتوضيح بحقيقة الدنيا واتعظوا ثم شمروا عن ايديهم وسابقوا بالطاعات حتى نالوا البشارة يوم لا ينفع مال ولا بنون .
هذه وقفتي مع هذه السورة الكريمة والمميزة و التي غيرت الكثير في مسار حياتي واشكر الاخت جيل على تلك الفعالية الجميلة التي أتاحت لنا الإبحار بين السور ومعانيها وذكرياتنا معها .
جعلنا الله ممن يستمع للقول ويتبع أحسنه ودمتم أخواتي بخير وطاعة وحب في الله .
15
10K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ماشاء الله حنين مشاركه قيمه وإن شاء الله تكملي حفظ كتاب الله وفعلا سوره الحديد فيها آيات مؤثره وخصوصا كما ذكرتي قوله تعالى
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
شكراً لك حنين الغالية على طرح تجربتك الرائعة والمميزة.. فعلاً حين نسمع بعض الآيات كأننا للمرة الأولى نسمعها وتؤثر فينا كل التأثير ..
.وفقك الله غاليتي وجعلك من أهل القرإن وخاصته
.وفقك الله غاليتي وجعلك من أهل القرإن وخاصته
الصفحة الأخيرة
والآيات التي ذكرتيها لها تأثير مباشر وقوي على المشاعر
أجدت ياغالية الطرح
وفصلت واوفيت ..
فشكراً لسرد تجربتك التي سمحت بأن نشاركك فيها
أتم الله عليك نعمة حفظ القرآن كاملاً
وبورك الجهد الجميل .