سيلفانا @sylfana
محررة ماسية
سياحه...الحسين في رمضان
1/1
يفتح حي الحسين في مصر ذراعيه في أيام رمضان المباركة من كل عام، مستقبلاً زواره من مصريين وعرب وأجانب، حيث عرف هذا الحي بأنه لا ينام طوال أيام الشهر الكريم . وتمتلئ مقاهي الحي العتيق ومطاعمه الشهيرة بآلاف الرواد يومياً، في سهرات رمضانية، تختلط فيها أصوات الباعة والمنشدين، برائحة الشاي والحلوى الشرقية، بينما تتلألأ مآذن المساجد المطلة على المشهد الحسيني تحت أضواء الشهر الفضيل، بعد أن تحول هذا الحي العريق إلى ملتقى للعائلات العربية الباحثة عن نزهة روحية وترفيهية، في ليالي رمضان الساحرة بالقاهرة .
ما أن ينتصف شهر شعبان الفضيل حتى يبدأ حي الحسين العريق في القاهرة استعداداته لاستقبال رواده، فتتزين المقاهي والمطاعم، وتعلق الحوانيت عناقيد الزينة على واجهاتها، وينشط عمالها في عرض بضائعهم حيث يعد هذا الشهر هو أكثر شهور العام رواجاً بالنسبة للتجار في الحي، بدءاً من تجار العطارة وليس انتهاء بتجار بيع الفوانيس التقليدية والعطور .
آثار عريقة
ويكتسب حي الحسين في مصر شهرته العربية والدولية، بما يضمه من آثار إسلامية عريقة، تضرب بجذورها في التاريخ الإسلامي لمصر، حيث يضم الحي وحده ما يقرب من مائتي مسجد، ما بين مسجد جامع مثل المسجد الحسيني والجامع الأزهر، وليس انتهاء بالمساجد والزوايا التاريخية الصغيرة المنتشرة في طرقات الحي وحواريه المتعرجة الممتدة في قلب الجمالية، والتي تندرج جميعها في عداد الآثار، حيث إن أحدثها بناء لا يقل عمره عن مائة وخمسين عاما .
ويضم حي الحسين اثنين من أهم شوارع القاهرة القديمة وأكثرها شهرة، وهما شارع الأزهر الذي يمتد من ميدان العتبة صاعداً باتجاه منطقة الدراسة مخترقاً حي الجمالية، ومتعامداً مع شارع آخر لا يقل شهرة وأهمية عنه، وهو شارع المعز لدين الله الفاطمي .
والشارعان على امتدادهما الرهيف في قلب الجمالية يضمان إلى جانب مئات الحوانيت التي تبيع بضائعها التقليدية، عشرات من البيوت والبنايات الأثرية التي تتراوح ما بين الأسبلة والتكايا والمدارس، الكتاتيب القديمة، التي يرجع تاريخ بنائها إلى العصور الفاطمية والمملوكية والأيوبية والمباني التي أنشئت في العصر العثماني، فضلاً عما يضمه الشارعان من مساجد تاريخية عظيمة، مثل مسجد الحاكم بأمر الله، ومجموعة ومسجد السلطان قلاوون، فضلا عن مساجد الناصر والظاهر برقوق والمؤيد شيخ والغوري وغيرها .
وقد دفعت تلك الآثار الإسلامية المتنوعة في تاريخها وبنائها المعماري الذي يجمع بين مختلف فنون العمارة الإسلامية، الحكومة المصرية خلال السنوات الماضية إلى اعتماد مبالغ مالية ضخمة، لترميم العديد من البيوت الأثرية والأسبلة والتكايا التي يضمها الحي، وتحويل شارع المعز لدين الله الفاطمي إلى شارع مغلق لا تدخله السيارات، وهو الأمر الذي جعل من المنطقة بأسرها متحفاً مفتوحاً .
ومنذ تحولت بعض البيوت الأثرية الموجودة في منطقة الحسين إلى مزارات مفتوحة للرواد والسائحين، وهي تجتذب آلافاً من الزوار طوال أيام الشهر الفضيل، بعد أن تحولت هذه البيوت إلى مراكز إشعاع ثقافي، ومن بينها مجموعة السلطان الغوري وبيتا الهراوي والسحيمي .
ومنذ ثلاث سنوات وبيت الهراوي يقدم لعشاق السير الشعبية ملحمة “أبوزيد الهلالي”، حيث يحرص الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي وفرقة الشاعر الشعبي السيد الضو، على تقديم تلك السيرة الشعبية الشهيرة لرواد البيت، فيما يزحف المئات من الزوار على البيوت التاريخية الأخرى التي تقدم مختلف ألوان الفن الشعبي .
خان الخليلي
وتعد منطقة خان الخليلي القابعة في أحضان حي الحسين من أكبر مراكز الجذب السياحي طوال أيام شهر رمضان، وتضم المنطقة عشرات الحوانيت المتخصصة في بيع الصناعات التقليدية، التي تتراوح ما بين المشغولات الخشبية والنحاسية والفضية، وتشكيلات الزجاج إضافة إلى تركيبات العطور العالمية الشهيرة .
ويرجع تاريخ بناء خان الخليلي إلى أكثر من ستمائة عام مضت، عندما بني في عصر المماليك وتحديداً في عصر جركس ليكون مقراً للتجار القادمين إلى مصر، ويقول المقريزي إن الخان بني في البداية على شكل مجمع كبير مربع الأضلاع مكون من طابقين، حيث كان الطابق الأول يضم حوانيت التجار التي تعرض مختلف البضائع القادمة إلى مصر من خارج حدودها، فيما خصص الطابق الثاني لسكن التجار المغتربين .
مقهى الفيشاوي
وتمتلئ ساحة المشهد الحسيني بعشرات من المقاهي والمطاعم الشهيرة، ومن أشهرها مقهى الفيشاوي الشهير، وهو واحد من عشرات المقاهي المنتشرة بالحي، لكنه اكتسب شهرته من تاريخه الذي يقارب مائتي عام، حيث يقول ضياء الفيشاوي المسؤول عن إدارة المقهى حالياً: يرجع تاريخ ***** المقهى إلى العام ،1797 على يد جدي الكبير فهمي الفيشاوي، وكان عبارة عن بوفيه صغير يقدم فيه جدي المشروبات الساخنة للعابرين من زائري الحي والعاملين في المتاجر القريبة، ومع الوقت توسع المقهى، وزادت شهرته اتساعاً بعد أن أصبح المقهى المفضل للعديد من كبار المفكرين والأدباء والشخصيات العامة في مصر، وفي مقدمتهم الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، الذي كان يحرص في مرحلة شبابه الأولى على ارتياد المقهى، ويتابع بعيني أديب كبير العديد من شخصيات المنطقة، الذين تضمنهم كثير من أعماله الأدبية، وقد شهدت جدران المقهى مسودات العديد من رواياته الخالدة .
ويجذب مقهى الفيشاوي الزوار الذين لا يعرفون تاريخه من المترددين على حي الحسين طوال أيام شهر رمضان، بمعماره الفريد الذي يجمع بين العديد من فنون العمارة الإسلامية، وبخاصة النقش على الخشب وأعمال الأرابيسك والصدف، فضلاً عن الطابع الشرقي لأثاثات المقهى وديكوراته .
وتتجاور عشرات المقاهي المنتشرة في ساحة المشهد الحسيني مع عشرات المطاعم التي تجتذب مع بدايات شهر رمضان آلافاً من الزائرين الذين يحرصون على تناول طعام الإفطار، والاستمتاع بأجواء الحي الروحانية في سهرات تمتد إلى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، بعد تناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر في المسجد الحسيني، ليظل للقاهرة ذلك المذاق الخاص في أيام شهر رمضان ولياليه الساحرة .
18
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زوجة عاقلة
•
سيلفانا لك كل التحية على الموضوع الرائع
سيلفانا
•
زوجه عاقله...الامواج المتكسره....نعيمه
جزاكم الله خيرا علي حلو لسانكم وعلي مروركم الذي زاد موضوعي شرفا واناره بتواجدكم الرائع
فعلا الحسين من احلي الاكاكن في مصر في ليالي رمضان الرائع......
نعيمه.........بجد يا اختي الغاليه الصور موجوده وراءعه بس الجهاز عندي في عظل ومش بيعمل بيست وكوبيا بس ان شاء الله تعالي هنزل لكم رابط الصور
جزاكم الله خيرا علي حلو لسانكم وعلي مروركم الذي زاد موضوعي شرفا واناره بتواجدكم الرائع
فعلا الحسين من احلي الاكاكن في مصر في ليالي رمضان الرائع......
نعيمه.........بجد يا اختي الغاليه الصور موجوده وراءعه بس الجهاز عندي في عظل ومش بيعمل بيست وكوبيا بس ان شاء الله تعالي هنزل لكم رابط الصور
موضوع حلو...يعطيك العافية..
أنا زرت هالأماكن
خان الخليلي
فيه العطورات الزيوت العطرية حلوة
يبيعها لك التولة ب 100جنيه واذا كاسرتي يعطيك اياه ب 10 جنيه...
مقهى الفيشاوي:ـــــ
أخذ شهرة من الأدباء اللي كانوا يجلسون فيه بس هو
صغير يكفي ل 15 او 20 زبون بالكثير وطاولاته صغيرة مرة يا دوب تكفي فجانين قهوة مع الكنكة...
يتردد عليه كافة الجنسيات وبالذات اللي يشربون الشيشة او الاركيلة كما يسمونها...
صورنا فيه هناك ويجيه مشاهير الفن...رغم صغره وضيقه...
مطاعم الحسين بنهاية شارع خان الخليلي أكلهم حلو وشعبي فيه الكوارع والحمام المحشي وغيره
بس ما قدرنا ناكل براحتنا من البياعين اللي يجون يبسطون بضاعتهم على طاولة الأكل حقتنا
ولا يشيلونها الا لو اشترينا منهم ولو حاجة واحدة...لأن المطاعم جلساتها بالصيف على الشارع
قريب من الجامع...وكذلك الشحاتين كثير بالقرب من المطاعم و الجامع...
والشعب المصري أغلبهم مضياف وكريم ويعزمون كثير...
وكل رمضان وانتم بخير وكل سنة وانتم طيبين...
الصفحة الأخيرة