سيرة الصحابيات .. صفحات مشرقة ••

ملتقى الإيمان





سيرة الصحابيات .. صفحات مشرقة





ذكر الله تعالى في القرآن الكريم بعض النساء

اللاتي كان لهن دور بارز وفعال في تاريخ البشرية

كأم موسى

ومريم بنت عمران

وامرأة فرعون








وذكر الله تعالى أيضاً بعضاً منهن من المبايعات والمهاجرات

كما في سورة الممتحنة

فقد ذكر الله من ثباتهنَّ وإيمانهنَّ

وقد برزت المرأة في الصدر الأول من الإسلام

وفي القرن الأول وهو خير القرون

بالصبر واليقين

وفي وقوفها بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم

في تسكين النفس وتهدئة الروع

وفي ثباتها

ووقوفها في خندق واحد مع زوجها ومع أبيها وأخيها

وضحت بمالها ونفسها

ووقفت كالطوت الشامخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

أمثال

خديـ ج ـة

و

عــائـ ش ـة

و

فـاطـ م ـة

و

أسـ م ـاء

و

أم سلـيـم

وأمثالهن كثير

رضي الله عنهنَّ وأرضاهنَّ جميعاً .






وقد كانت الصحابيات مثالاً فريداً للنساء إلى قيام الساعة

في الدعوة

والدفاع عن الحق ، وعن هذا الدين العظيم ، وفي حمل راية الإسلام .



فإلى المسلمات اللاتي يتخذن من الصحابيات مثالاً لهنَّ

في التضحية والإيمان و التقوى والورع و الفداء

إلى نسائنا الكريمات اللواتي يتخذنَّ من الصحابيات

مثالاً يقتدى بهن في الإيثار ، والصمود .

إليكن جميعاً أيتها الأخوات والأمهات نقدم هذه النماذج الطيبة

من النساء اللاتي كنَّ حول الرسول صلى الله عيله وسلم

وشاركن في إقامة هذا الدين العظيم

وتحملن هذه المسؤولية العظيمة .










ستجد الأخت المسلمة هنا

وقفات كل واحدة منهن على ثغرة من ثغر الإسلام

وستجدين في كل واحدة منهن مثالاً يحتذى بهنَّ

في التقوى والإخلاص والثبات والفداء .

وأذكِّر الأخوات المسلمات أن يقرأن سيرة هؤلاء الصحابيات الكريمات

ليكونوا على علم بهن وبما قمن به في صدر الدعوة

والوقوف على سَير سلفنا الصالح

من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

يكون ذلك سبباً لتثبيت الإيمان في قلب المؤمن

ويكون كذلك دافعاً لهم على زيادة الطاعات ، والتضحيات في سبيل الله تعالى .

لأن المرأة سلاح ذو حدين

فإذا صلحت وأدت وظيفتها الأصلية ، وهدفها المرسوم

كانت لبنة صالحة في بناء مجتمع إسلامي متماسك قوي الأخلاق ، متين الدعائم .

فسنقضي لحظات ممتعة ومؤلمة في نفس الوقت مع هذه الصفحات

ونحن نقرأ حياة الصحابيات الكريمات .



نسأل الله العظيم أن يرزق أخواتنا المسلمات

الاقتداء والسير على نهج الصحابيات الفاضلات

في التضحية ، واليقين ، والثبات ، والصبر ، والتقوى ، والتوكل .









علمًا أن المرجع
كتاب

ماجد بن خنجر الكناني
أبـو أنس العراقي
و
أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم


تمنياتي لكم
بالمتعة + الفائدة
حين القراءة








4
391

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مرة عبدالرحمن



خديجة بنت خويلد



سيدة قريش
الملقبة بالطاهرة
رضـي الله عنها

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية


الطاهرة

سيدة قريش

وسيدة نساء العالمين في زمانها

ضحت بنفسها ومالها لأجل إقامة هذا الدين العظيم

ووقفت جنباً إلى جنب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

وصبرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومع المسلمين عندما أعلنت قريش حصارها ومقاطعتها للمسلمين

في صحيفة علقت في جوف الكعبة

وبعد الحصار مات أبو طالب

وماتت خديجة رضي الله عنها .






قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( ما أبدلني الله خيراً منها

آمنت بي إذ كفر الناس

وصدقتني إذ كذبني الناس

وواستني بمالهـا إذ حرمني الناس

ورزقني أولادها إذ حرمني أولاد النساء )) .



وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :

( ماغِرْتُ على نساء النبي صلى الله عليه وسلم

إلا على خديجة

وإني لم أدركها )

قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول :

(( أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ))

قالت :

فأغضبته يوماً فقلت : خديجة

فقال :

(( إني قد رُزِقْتُ حُبَّها ))
..

وفي رواية عنها أيضاً :

قالت :

( ما غرت على امرأةٍ للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرتُ على خديجة

هلكت قبل أن يتزوجني لما كنتُ أسمعه يذكرها

وأمره الله أن يبشرها ببيتٍ من قصبٍ

وإن كان ليذبح الشاة منها ما يسعهن ) .



وكانت عائشة تقول للنبي صلى الله عليه وسلم إذا أكثر من ذكر خديجة :

كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ؟

فيقول :

( إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد) .



قوله صلى الله عليه وسلم :

( إنها كانت وكانت )

أي : كانت فاضلة وكانت عاقلة ونحو ذلك .



كان أول موقف يوضح نبل خديجة رضي الله عنها ووفائها

وحكمتها وحلمها وحصافة عقلها

يوم نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

عن عائشة رضي الله عنها قالت :

"كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي

الرؤيا الصادقة في النوم

كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح

ثم حبب إليه

فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه

ـ (وهو التعبد الليالي ذوات العدد) ـ

قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك

ثم يرجع إلى خديجة

فيتزود لمثلها



فجاءه الحق وهو في غار حراء

فجاءه الملك فقال : اقرأ

فقال :"ما أنا بقارئ"

قال : فأخذني : فغطني* حتى بلغ مني الجهد*

ثم أرسلني فقال : اقرأ .

فقلت :"ما أنا بقارئ"

فأخذني فغطني الثانية ، حتى بلغ مني الجهد

ثم أرسلني فقال : اقرأ

فقلت : "ما أنا بقارئ" .

فأخذني فغطني الثالثة ، حتى بلغ مني الجهد

ثم أرسلني ، فقال : حتى بلغ .

فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل على خديجة رضي الله عنها

فقال :

" زملوني* ، زملوني "

حتى ذهب عنه الروع

فقال :

" يا خديجة مالي "

فأخبرها الخبر

فقال :

" قد خشيت على نفسي "

فقالت له :

كلا والله لا يخزيك* الله أبداً

إنك لتصِل الرحِم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل

وتكسب المعدوم* وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق*.

فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل ابن عم لها

وقد كان شيخًا كبيراً

وقد تنصر في الجاهلية فقالت له :

أي ابن عم اسمع من ابن أخيك

فقال :

يا ابن أخي ماذا ترى ؟

وأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى

فقال ورقة :

هذا الناموس الذي أنزل على موسى

يا ليتني فيها جذعاً* وأكون حياً حين يخرجك قومك

وأنصرك نصراً مؤزراً .




غطني : الغط أي العصر الشديد .


الجهد : المشقة .


زملوني : لفوني .


يخزيك : يوقعك في أمر يُستحيي منه أو يقهرك .


تكسب المعدوم : تعين الفقير .


نوائب الحق : الحوادث التي هي حق .


جذعاً : شاباً .






مرة عبدالرحمن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

" أتى جبريلُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

(يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك

فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها

بـبيتٍ في الجنة من قصب* لا صخب فيه* ولا نصب* ) .


عن علي رضي الله عنه

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

خطَّ رسول الله في الأرض أربعة خطوط فقال :

(تدرون ما هذا ؟ )

فقالوا : الله ورسوله أعلم


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أفضل نساء أهل الجنَّة خديجةُ بنتُ خويلد

وفاطمة بنتُ محمدٍ

وآسية بنتُ مزاحم امرأة فرعون

ومريمُ ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين ).







عن أنس رضي الله عنه قال :

جاء جبريلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وعنده خديجة فقال :

( إن الله يقرىء خديجة السلام )

فقالت :

( إن الله هو السلام ، وعلى جبريل السلام وعليك السلامُ ورحمةُ الله وبركاته )


عن عائشة رضي الله عنها قالت :

لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت

وبعد أن انقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم

واشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم القلقُ والحُزن

وقفت خديجة رضي الله عنها بجانبه

تشجعه وتقوي فؤاده

وكأنها تقول له :

لا تحزن يا رسول الله

فما شدة إلا وتزول

وما ضيق إلا وبعده فرج ، ولله فيما يصنع إرادة .



"قصب" : يعني قصب اللؤلؤ
"لا صخب فيه" : أي لا اضطراب ولا ضجة ولا صياح
"ولا نصب" : أي لا يكون لها ثم تشاغل يشغلها عن لذائذ الجنة ولا تعب ينغصها




كانت أمنا خديجة رضي الله عنها


أول من أسلم من الناس جميعًا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم


لم يسبقها رجل ولا امرأة .




حالها في الجاهلية :

في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

كانت خديجة رضي الله عنها امرأة ذات مال وتجارة رابحة

فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام

ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر

" محمد بن عبد الله "

كريم الأخلاق

الصادق الأمين

وكان قَلّ أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات

فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام

وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار .



وحينها قبل ذلك منها صلى الله عليه وسلم

وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة حتى قدم الشام

وهناك نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب

فاطلع الراهب إلى ميسرة

وقال :

من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟

قال ميسرة :

هذا الرجل من قريش من أهل الحرم

فقال له الراهب :

ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي .

ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد

ولما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به

فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر .



وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم

وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة

فرغبت في الزواج منه



وتحكي السيدة نفيسة بنت منية قصة هذا الزواج فتقول :

" كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي

امرأة حازمة جلدة شريفة

أوسط قريش نسبًا وأكثرهم مالاً

وكل قومها كان حريصًا على نكاحها

لو قدر على ذلك

قد طلبوها وبذلوا لها الأموال

فأرسلتني دسيسًا إلى محمد



بعد أن رجع من الشام فقلت :

يا محمد ، ما يمنعك أن تزوج ؟

فقال: ما بيدي ما أتزوج به .

قلت:

فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة

ألا تجيب ؟

قال: فمن هي ؟

قلت : خديجة .

قال : وكيف بذلك ؟

قلت : عليّ .

قال : وأنا أفعل .

فذهبت فأخبرتها

فأرسلت إليه أن ائت لساعة كذا وكذا

وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها

- وقيل إن الذي أنكحه إياها أبوها خويلد -

فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته

فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة.



وكان قد قُدَّر لخديجة رضي الله عنها

أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله

وهي وإن كانت تزوجت مرتين

إلا أنها لم تطلَّق مرتين

بل مات عنها زوجاها .



وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الوحي

وعاشت معه خمساً وعشرين سنة ، رُبع قرن ،

فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره ، وكانت هي في الأربعين

وظلا معًا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين

وكان عمره صلى الله عليه وسلم في الخمسين

وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعًا .

وهي وإن كانت في سن أمه صلى الله عليه وسلم

فقد كانت أقرب الزوجات إليه

فلم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها

وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم عليه السلام

فإنه من مارية القبطية

فكان له منها صلى الله عليه وسلم:

القاسم وبه كان يُكنّى

و عبد الله

و زينب

و رُقية

و أم كلثوم

و فاطمة .



{ تابعوا : ) ~





كريستااااال
كريستااااال
راااائع

أكملي جزاك الله خير
مرة عبدالرحمن
شاكره مرورك
دمتي بود