السيلوليت او السمنة المائية ، هذا المرض الذي يقلق القسم الاعظم من الآنسات و السيدات ، و يشوّه قوامهن و تناسق أجسامهن و مظهرهن الخارجي ، ليس مرضاً فعلياً او تشويهاً خلقياً ، إنما هو التهاب الانسجة الخلوية في الجسم ، وهو يصيب النساء بشكل خاص و نادراً جداً ما يصيب الرجال .
ما هي السمنه المائيه ؟
إنها كناية عن تجمع كميات زائدة من السوائل ، " الماء " . في امكنة محددة و معينة من جسم الفتاة فيسبب فيها تنفخاً و بدانة مفرطة مما يشوه تناسق قوامها الخارجي ، ويجعلها محطاً للأنظار وعيون النقاد و الفضوليين من الناس .
و الامكنة المحببة لتجمع مثل هذه الكميات الزائدة من السوائل في جسم المرأة هي التالية :
المؤخرة ، منطقة الفخذين ، الوركين ، صفحة البطن الامامية ، اعلى الظهر ، أي المنطقة الخلفية العليا من الرقبة .
و تجمّع الماء في هذه الامكنة يسبب تنفخاً في الجلد فتظهر مسامّه بشكل واضح بحيث يصبح شبيهاً بجلد " البرتقالة " – الليمونة - .
وعندما تقفز الفتاة ، اوتسير او تتحرك بسرعة تشعر بأن " شيئا ًما " يترجرج تحت جلدها و كأنه منفصل عن جسمها ، و ما هذا الشئ سوى اهتزازات التراكمات المائية تحت جلد المؤخرة و الاوراك مما يوّلد شعوراً بأن هناك كميّات من الهلاميات او الجيلي مكدّسة في تلك الامكنة .
ما الفارق بين السمنة المائية و السمنة الدهنية ؟
الفارق كبير جداً بين ظاهرة السيلوليت ، التي هي كناية عن تجمع الماء في الانسجة الخلوية ، و بين السمنة او البدانة ، التي هي كناية عن تجمع و تكدس الدهون و الشحوم في أنسجة الجسم كله و شرايينه و خلاياه . ولهذا السبب ، نوّد في هذا المجال ان نلفت نظر القارئات الى الفارق الهام جداً بين هاتين الظاهرتين حتى لا تختلط عليهن المعالجة و النظرة الواقعية للأمور ، وهذا ما ظهر واضحاً في عرض المشكلتين آنفتي الذكر .
لماذا يظهر السيلوليت غالباً عند الفتيات و النساء ؟
يظهر السيلوليت عند الفتيات و النساء للاسباب التالية :
• تكوين جسم المرأة الفيزيولوجي يختلف عن جسم الرجل ، و خاصة على صعيد الافرازات الهورمونية في الدم .
• دم الرجال لا يحوي هورمونات أنثوية من نوع " الإستروجين " و" البروجيسترون " التي تتأثر بها الشرايين و الخلايا الى حد بعيد .
• سرعة الدورة الدموية و الدورة الليمفاوية عند الانثى مختلفة عنها عند الرجل ، و ظهور البواسير و " الفاريس " – اي تنفخ شرايين الشرج و الساقين و الارجل عند المرأة بنسبة عالية جدا لهو خير دليل على ذلك .
• هناك تبدلات هامة جدا – فيزيولوجية و عصبية و هورمونية – تحدث في جسم الانثى ، فقط ، خلال دورتها الشهرية .
• المرأة اقل حركة من الرحل بكثير و اكثر شراهة منه في تناول الطعام .
كيف تعالج السيلّوليت او السمنة المائية ؟
انطلاقاً من تحديدنا لمفهوم هذه الظاهرة ، تختلف معالجة الاحتقان المائي في الانسجة الخلوية عن معالجة السمنة الناتجة عن تكدّس الدهون ، لقد اجريت في الحقيقة طرقاً عديدة و ادوية كثيرة في معالجة هذا النوع من الاحتقان المائي عند النساء و الفتيات .
وكل المجلات النسائية ، عالجت من قريب او بعيد ، هذا الموضوع الجمالي الذي يهم كل امرأة و فتاة في كل بلد و مجتمع .
بعض الطرق المتبّعة لمعالجة السيوليت :
• التدليك و المساج :
يسبب التدليك في بعض الاحيان رضّات حقيقية للانسجة الجلدية ، وخاصة اذا كان عنيفاً قوياً بقصد تسريع الدورة الدموية ، ولذلك يفضل استخدامه تحت إشراف طبيب .
• الحقن المحلّية :
إن حقن الانسجة الخلوية بمواد من اجل " تنشيف " الاحتقان المائي و إزالته لم تحقق هدفها ، وهي اكثر ما تكون مفيدة في الحد من انتشاء الفاريس و تضخّم شرايين الساقين.
وقد استخدمت ايضاً مستحضرات الهيبارين و الانزيم للغاية نفسها لكن لم تعط النتائج المرجوّة ، و إنما كانت تسبب احيانا ً حساسية شديدية مزعجة .
• السونا ( غرفة البخار الحامي )
يعقتد البعض بأن حمامات الساونا تضعف الجسم ، فتدخل المرأة الى غرفة خشبية صغيرة لا تتسع الا لشخصين ، او اكثر بقليل ، تكون الحرارة فيها جد مرتفعة بحيث إنها لا تطاق إلا لفترة محددة من الزمن ، يبدأ خلالها العرق بالتصبب من الجسم ، فتعتقد المرأة بأن شحمها بدأ يذوب رويداً رويداً ، ولكن هذا ايضاً وجه من اوجه الاعتقاد الخاطئ ، ذلك لأن حمامات السونا لا تُنقص الوزن و لا تذوّب الشحم بالسرعة المطلوبة ، بل تساعد على إفراز كمية من سوائل الجسم ( العرق ) تستعيض عنها المرأة عاجلاً بشرب كمية من ا لماء موازية لما سبق و خسرته .
• الرياضة البدنية
افضل علاج للسمنة المائية ، و كذلك للسمنة الدهنية ، هو الرياضة البدنية المتزنة ، والحركة الدائمة التي من شأنها تنشيط الدورة الليمفاوية وهدر الحريرات الدهنية ، مما يساعد الجسم على التخلص من السمنة الزائدة و استعادة رشاقته و جماله .
هناك نوع من الرياضة البدنية الذائعة الصيت و الواسعة الانتشار في جميع انحاء العالم يطلق عليها اسم ايروبيك ، وهي كناية عن مجموع لا تحصى من الحركات الرياضية تتناول كل عضلة من عضلات الجسم ، تزاولها النساء و البنات بصورة جماعية ، على إيقاع الموسيقى الصاخبة في الاندية الرياضية و في البيوت امام شاشات التلفاز .
كذلك السباحة هي نوع من الرياضة المفيدة جدا لحالات السمنة بجميع انواعها ، فالسباحة تحرك عضلات الجسم كله ، و تنشط الدورتين الدموية و الليمفاوية ، و تزيل الشحوم الزائدة ، كما تقوّي عضلات البطن و الظهر و الردفين .
التفاؤل و النظرة الجمالية
على الفتاة المصابة بداء السمنة المائية – او السيلولايت – الاّ تقع فريسة اليأس و الخيبة و الاحباط ، و نطمأنك سيدتي بأن المقاييس الفنية لجمال المرأة منذ اقدم العصور لا تمانع بوجود قليل من السمنة المتناسقة على مؤخرة المرأة و اوراكها و بطنها .
وفي النهاية ننصح كل فتاة ، كل امرأة ، تعتقد انها بدينة او أن وزنها زائد عن اللزوم ، او ان قوامها مشوّه في منطقة ما من جسمها ، ان تتوجه الى الطبيب الاخصائي لكي يحدد بنفسه سبب السمنة و طريقة معالجتها .
منقول للأمانه العلميه..