بسم الله الرحمن الرحيم
تعاطف العالم الإسلامي كله، مع الإدارة الأمريكية، والشعب الأمريكي، في شجب الكارثة التي حلّت بدياره، وتقاسم مع كل منهما مشاعر الحزن والأسى للموت الذي صنعته الجريمة لآلاف البرآء في لحظات.
فما الجزاء الذي نال العالم الإسلامي من الإدارة الأمريكية، لقاء تعاطفه الصادق النابع من معتقده الديني وقراره الإيماني؟
كان جزاؤه، أن تجاهلت الإدارة الأمريكية زخم المؤشرات والشبهات المتكاثرة والمتلاحقة من حولها ومن داخل العمق الأمريكي، والتي ظلت الاستخبارات الأمريكية غافلة بل نائمة عنها، إن لم تكن ضالعة معها، لسنوات خلت!.. وأصرّت إصرارها العجيب على أن تقفز فوقها في بهلوانية يشمئز منها المنطق وتذهل لها أوليات التحقيق في العالم كله، لتتكهن بأن الجريمة ينبغي أن تكون من صنع الإرهاب الإسلامي الذي يقوده أسامة بن لادن!..
سلسلة من المكر الصهيوني، ظنّنا أن أمريكا (وقد ذاقت الكثير من لطماتها) آن لها أن تسعى سعيها للتحرر من أسرها، وإذا بالعالم كله يقف ذاهلاً لشراسة الأسر الصهيوني الذي ترزح الإدارة الأمريكية تحت أغلاله!..
كل خبراء السياسة في العالم، مشرقين ومغرّبين، يراقبون ويلاحقون الخطط الصهيونية التي تحاك على مسرح الأحداث المتلاحقة التي تسخر لها العنجهية الأمريكية وتُجَرُّ إلى تطبيقها في خنوع مذهل:
يجب أن تلصق الجريمة عاجلاً ببن لادن المقيم في أفغانستان، شاءت الحقيقة ذلك أم أبت.. ويجب على أعقاب ذلك أن تشنّ الحرب العقيم على تلك الجبال والتضاريس والكهوف والأودية عبر باكستان التي إن رفضت وقعت تحت نيران حرب أمريكية، وإن وافقت وقعت تحت نيران حرب داخلية وأفغانية، وفي كلتا الحالتين لابدّ أن يحدق الخطر بوجودها الإسلامي وبمفاعلها النووي، ثم لابد أن يسري لهيب الخطر إلى الوجود الإسلامي أينما كان، لاسيما في أمريكا حيث الانتشار الإسلامي السريع الذي أدخل قدراً كبيراً من الهلع في الأوساط الصهيونية أخيراً ودعا رؤوسها المفكرة إلى سلسلة لقاءات للبحث عن سبيل محكم لإيقاف هذا المدّ!.. ثم لابدّ أن يتهيأ المناخ اللازم لتوجيه الضربات القاضية إلى الفلسطينيين وحقهم في الوطن والحياة.
ولكي يتم هذا كله، كان لابد من وقوع تلك الكارثة حيث وقعت، وأن تُجنَّد لها تلك الجريمة التي نُفِّذت، وأن تلصق سلفاً بالوجود الإسلامي الذي سبق أن طبخت صلته بالإرهاب على نار من التدبيرات الهادئة!..
أما الصهيونية التي رسمت السبيل إلى كل ذلك، فهي في كل الأحوال ليست إلا ملكاً طاهراً منزلاً من السماء، ينجّز الحروب، ويلهب نيران الفتن، ويصنع الكوارث، لا لشيء إلا للقضاء على الإرهاب!..
وبعيداً عن الخوض في الاتهامات ومعالم المسؤوليات، أتساءل: هل للإدارة الأمريكية أن تستقصي عدد اليهود الغائبين في إجازات عن أعمالهم ووظائفهم في البناءين العملاقين، يوم حلّ بهما الدمار؟.. وأظن أن هذا الاستقصاء سهل المنال، لن يزجها في متاهات ولن يحرجها أمام بعض الفئات.
* * *
أما أنتم يا رجال العالم الإسلامي المتفرق المتدابر، فأذكركم بما يقرره إسلامكم من أنه لا يجوز أي تعاون مع الطغاة الظالمين لضرب أي من إخوانكم المسلمين أو الإساءة إليهم، فهل لكم أن تحفظوا البقية الباقية من كرامتكم وماء وجهكم بالانقياد لأمر الله؟؟
محب الورد @mhb_alord
عضو مميز
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
كلامك عين العقل والحكمة ولكن أين من يستجيب ,,,
جزاك الله على هذا الطرح المفيد ونفع بك الإسلام والمسلمين ..
اللهم انصر المسلمين على عدوك وعدوهم يا كريم .