أستقبله الأمير سلمان وكرمه وصحيفة الجزيرة تسخر وتستهزئ بفعله
الشاب فيصل منيزل الشمري من أهالي محافظة الخفجي ولد ونشاء وتعلم فيها ولا يزال يعيش بين أحضانها وعلى ضفاف شواطئها , كان له موعد مع حادثة قل من يجرأ على مقاومتها أو اللعب معها لأنها تعتبر تحديد مصير وحياة أو موت لا يدخل في ذهن الشخص الذي يقدم عليها حينها إلا إحياء نفس لينال اجر إحياء الناس جميعا قال الله جل وعلا «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».
أبعاد الخفجي التقت مع الشاب فيصل لتعرف ما هي قصة هذه الحادثة , وما هي قصة جريدة الجزيرة وتصرفها الغريب في الاستهزاء بمن قام المجتمع أكمل كبيره وصغيره ,رجال أعمال ومسئولين وكبار شخصيات بتكريمه والإشادة به .
نترككم مع هذا اللقاء .
أخوي فيصل ممكن تعرفنا ببطاقتك الشخصية ؟
فيصل منيزل الشمري-مواليد مدينة الخفجي سنة 1406هـ -عشت وتعلمت في الخفجي-حاصل على شهادة الثانوية التجارية-ما زلت أبحث عن عمل ونسأل الله التوفيق , وطبعا أعيش في الخفجي حالياً مع أهلي من سكان حي الشمالية
قصة الحادثة وإنقاذ العائلة
سمعنا بقصة الحادثة التي أنقذت فيها عائلة كاملة أين وكيف وقعت؟
كنت في زيارة لأقاربي في مدينة رفحاء وأثناء خروجي من منزل عمي تذكرت بأنني نسيت شيء في المنزل فعدت مسرعاً , وعندما توقفت لاحظت رجلاً كبير السن يخرج من المنزل القريب مني يركض ويستنجد ويظهر عليه الفزع والخوف . فتوجهت أليه مباشرة فقال لي أن منزلي يحترق بسبب ألتماس كهربائي في أحد الغرف , وعائلتي بأكملها محتجزة في الداخل , ولا أستطيع إنقاذهم .
أخراج العائلة من الحريق ولحظات صعبة
دخلت إلى المنزل مباشرة ولم أفكر في شيء سوا إنقاذ العائلة وكيف أخرجهم نسيت إن الشيء الذي أمامي هو حريق وممكن إن أصاب واحترق ولكن عندما أشاهد استنجاد الرجل كبير السن أنسى هذا كله.
توجهت فوراً إلى طبلون الكهرباء لأفصل التيار عن المنزل , وكسرته بصعوبة كبيره حيث كان الطبلون مغلق بحديد من أربع جهات وعندما حاولت كسره جرحت يدي وبداء الدم ينزف .توجهت بعدها إلى داخل المنزل وطبعا كنت اسمع صراخ النساء بالداخل واستنجادهم , ولكن كثافة الدخان كانت تعيق حركتي والمكان مظلم للغاية ولم أكن املك إلا جوالي حيث أضيء الشاشة واضغط أزرار الجوال كي أرى الطريق .
شاهدت في البداية امرأة كبيره في السن وهي أم البنات الذين في الداخل أخرجتها إلى خارج البيت , ثم عدت إلى احد الغرف التي كان بداخلها فتاة شابه طلبت منها أن تخرجت ولكنها أبت وكانت تصرخ وتبكي ولا تستطيع الحركة فذهبت إليها وحملتها وأخرجتها إلى خارج المنزل الذي اجتمع حوله الناس وتجمهروا بشكل كبير , قمت بتغطية الفتاة بواسطة (الشماغ) ثم عدت مره أخرى ووجدت فتاة تبلغ من العمر 27 سنة رفضت الخروج بسبب وجود اثنتين من بناتها الصغار داخل المنزل محتجزين طلبت منها الخروج هي وأختها وبعد إخراجهم عدت مره أخرى وبحثت في أربع غرف و كان الدخان يملئها تماماً ولم أكن أرى شيئاً .
وبعد البحث دخلت احد الغرف ووجدت فيها الأطفال الصغار وهما فتاة رضيعة وأخرى تبلغ من العمر سنتين حملتهم وتوجهت بهم إلى الخارج وأعطيتهم لأمهم , وطلبت من العائلة كلها التوجه إلى بيت عمي والدخول فيه بسبب تجمهر الناس عليهم , وبالفعل ذهبوا إلى منزل عمي .
تأخر الدفاع المدني وعدم حضور الإسعاف
عدت إلى المنزل مباشرة وكنت اعرف انه لا يوجد به احد , ولكن لإطفاء النار التي اشتعلت في احد الغرف , وكنت استخدم لحاف (بطانية) كبيره أكتم فيها النار ثم ارفعها بسرعة , وقد تأثرت من ذلك بوجود حروق في وجهي , وكانت يدي تنزف منذ كسري لطبلون الكهرباء , ولكن بحمد الله استطعت إطفاء النار وخرجت من البيت بأعجوبة حيث أن الدخان كتم صدري وأصابتني دوخة شديدة وكنت أسير واصطدم في جدران المنزل , حتى استطعت الخروج .
وحينما خرجت شاهدت قدوم الدفاع المدني ويقوم بإنزال خراطيم الماء وقالوا لي هل يوجد احد بداخل قلت لهم لا يوجد احد وكلهم بخير وقد خرجوا , أخذوا أسمي ورقم جوالي , ولم تحضر سيارة الإسعاف وكنت مصاب بحروق ونزيف ودوخه شديدة ,فتوجهت إلى المستشفى بسيارتي الخاصة وقاموا بإسعافي وتضميد جروحي وخرجت بعدها بساعات قليلة.
تكريم الدفاع المدني وتقديم شهادة
اتصل بي المسئولين في الدفاع المدني وطلبوا من الحضور بعد يومين من الحادثة وقاموا بشكري على العمل الذي قمت به وتقديم شهادة شكر .
جريدة الجزيرة وقصة الاستهزاء
طبعاً بعد الحادثة جاءتني العديد من الاتصالات من أناس اعرفهم ومن أناس لا اعرفهم ومن مسئولين ورجال أعمال وشخصيات هامة وكان من أبرزهم (الأمير سلمان بن عبدالعزيز ال سعود امير منطقة الرياض) حيث شكرني على ما قمت به , واتصل بي أحدهم وعرض على تزوجي لأبنته , وكلهم ولله الحمد اثنوا على ما قمت به , وأنا لم انتظر منهم ذلك ولم أفكر فيه وقتها , ولكن اذكر هذا الكلام بسبب ما نشرته جريدة الجزيرة من استهزاء بي وسخرية .
كيف استهزأت بك جريدة الجزيرة؟
بعد الحادث مباشرة أصدرت جريدة الجزيرة خبر عن إنقاذي للعائلة وانتشر الخبر ونشرته كثير من الصحف واتصل بي الكثير كما أسلفت .
اتصلوا بي جريدة الجزيرة بعدها بأيام وقالوا أن لديهم خطاب من احد المؤسسات في مدينة الرياض ويرغبون بتوظيفك بسبب الموقف البطولي الذي قمت به وقدموا لي عرض للتوظيف لديهم وكان خطابهم منمق وعبارات كلها جميله.
وقد طلب مني المسئول في جريدة الجزيرة أن ابلغهم في حال اتفاقي مع المؤسسة , بعد أن ذهبت إلى مؤسسة (اس اس يور) التي عرضت علي الوظيفة براتب 4000 ريال في مدينة الرياض وسيارة لمدة شهرين فقط وبعدها يقومون بسحب السيارة , طبعاً كلنا يعلم بأن راتب مثل هذا لا يعد شي للشخص لديه الكثير من الالتزامات و في مدينة غير مدينتي التي أعيش فيها وطبعا اعتذرت عن قبول الوظيفة لعدم استفادتي منها وتأملت بأن احصل على وظيفة أفضل تكون رسمية تضمن لي حاجتي وتلبي رغبتي .
طبعاً جريدة الجزيرة أتوقع لديها علاقة قوية مع هذه المؤسسة وكانت القصة كلها دعاية لهذه المؤسسة ولجريدة الجزيرة في نفس الوقت , نشرت الجريدة خبر بعنوان(منقذ المسنة يرفض وظيفة بـ 4000ريال) ويا ليتهم اكتفوا بذلك بل قالوا إنني رفضت مميزات كثيرة منها السيارة و زيادة سنوية (1000 ريال) وغيرها من البدلات والمكافئات , و والله لم يعرضوا علي شي منها إلا ما ذكرت في السابق .
زاد الأمر سوء عندما نشرت جريدة الجزيرة رسم (كراكتير) استهزاء بي والموضح في الصورة .
خداع وتدليس
انتشر الخبر في الصحف بالشكل السيئ الذي ذكرته الجريدة ولامني الناس على ما ذكر وقالوا بالحرف الواحد (لماذا تجحد النعمة, ليه تتكبر).غاظتني هذه الردود ,فقمت بالتعقيب على الردود بأسمي وذكرت انه كذب وما نشر خلاف الحقيقة .
تقدم عني احد المحامين بشكوى على الجريدة وطلبت اعتذار رسمي ينشر في الجريدة عن الإساءة التي تعرضت لها , ونصحني المحامي بان اطلب تعويض مبلغ مادي ولكني رفضت وقلت أنا لا أريد منهم إلا الاعتذار على تشويه سمعتي .
أرسلت الجريدة على بريدي الالكتروني خطاب عبارة عن صيغة الاعتذار الذي سوف ينشر وطلبوا مني الموافقة عليه , حينما قرأت نص الاعتذار وجدته مخالف لما أريد وكأنني أنا المخطئ ولم يأتي بصيغة اعتذار بل كأنني أنا الذي أعتذر , طبعاً رفضت هذه الصيغة وأرسلت لهم الصيغة التي أرغبها ولا زلت متابع للموضوع مع الجريدة حتى يردون حقي ويقدمون اعتذارهم عبر جريدتهم.
خيانة للأمانة المهنية
ما وجدته من جريدة الجزيرة جاء عكس ما توقعت وأثار استغرابي , والأغرب من ذلك أن المسئول في جريدة الجزيرة اعرف اسمه قال آن ما تم نشره مجرد فكاهة وأردنا إضحاك الناس , ولكن بالفعل إن العذر أقبح من الذنب , لان أصبح لديهم الناس أضحوكة ولعبة لمجرد السبق الصحفي والنشر , ولم يعلموا أن ما قاموا به يفقد الناس الثقة بهم .:
وفعلهم معي لم يؤثر على رضائي عن ما قمت به , أنا لم ولن اندم لأن واثق تماماً أن الأجر من الله عز وجل وليس منهم , وان ما قمت به هو الصحيح ولا احد يستطيع أن ينال الشهرة على حساب احد أخر مثل ما فعلت الجزيرة والمؤسسة التي زعمت عرض الوظيفة علي.
خاتمة
في الختام نقول أن مدينة الخفجي وأهلها يفخرون بأمثال الشاب فيصل منيزل الشمري الذي أنقذ أرواح أشخاص كانوا على وشك الموت المحقق , ولكن بفضل الله ثم شجاعته ووقفته النادرة أعادة للعائلة الحياة والأمل بالعيش .وكم مقدار الفاجعة التي سوف تصيب المجتمع لو تعرضت العائلة للاحتراق , ووقفت بعض المسئولين والشخصيات الهامة التي اتصلت بفيصل وشكرته على ما قام به تثلج الصدر , وما حدث من جريدة الجزيرة يعتبر فعل شاذ ولا يعبر عن المجتمع السعودي المسلم الذي يجازي الحسنة بالحسنة , وهم بفعلهم هذا يعبرون عن أنفسهم وعن ساستهم ومبادئهم التي يسيرون عليها.
هذي الشهمه ولا بلا
تحياتي :م\ن
الله يخليه لاهله ويسر له الوظيفه
بالنسبه للجريده الله ياخذ حقه منهم ويكفي ان اجره عند الله ما يضيع لانه انقذ ارواح