
وكأنني في سفينة راسية على شاطئ البحر
مربوطة بحبل على الميناء،
تتلاطمها أمواجٌ هادئة، وروحي
تصرخ بلا صوت وتودّع الراحلين..
قلبي ينبض باعتدال وطفلي الرضيع
في حضني هانئ البال، شبعان، نظيف،
نائم بسلام.. وفستاني أبيض طويل من القطن،
وشعري منسدل على كتفاي
ويطير من هبوب الرياح الباردة..
مبتسمة ويدي تلوّح للذين رحلوا، وقلبي
يقول مع السلامة،
سأبقى أنا وطفلي إلى حين أن يكبر
ثم سأزوجه على اليابسة، وأصنع له بيتًا
أساسه حكايتي، وجدرانه جذوري، وأرضه أرضي
يحاكي أرض أجدادي، وأعود أنا
إلى سفينتي لأحيا ما تبقى من حياتي.
بوركت