يا شباب السعودية أنتم متهمون فما قولكم؟
كان هذا هو السؤال المحور في قضية هذا التحقيق، وكان الهدف هو فتح المجال للشباب لكي يدافع عن نفسه، ويشرح أسبابه ومبرراته في سوء استخدام وسائل التقنية الحديثة، كما يتم طرح السؤال عبر المنتديات:
ويتم تعزيز هذا الطرح (التهمة) بأمثلة كثيرة منها:
@ سوء استخدام الهواتف الجوالة بالكاميرا وتصوير لقطات من الأسواق والحفلات الخاصة والمناسبات العائلية وبثها عبر الانترنت.
@ سوء استخدام الانترنت واستعراض القدرات الهكرزية على المواقع الصديقة قبل العدوة، فكل من لا يعجبه رأي يحتل موقع صاحبه ويبدأ في تحذيره وتهديده.
@ سوء استخدام القنوات الفضائية على الهواء مباشرة فلا يحدث أبداً أن يخرج شاب سعودي للتعليق على برنامج حتى نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من أن يقول أشياء سخيفة أو يبادر بتوجيه النقد والسباب للمذيعة.
@ سوء استخدام السيارات (التفحيط) مما ترتب عليه ارتفاع نسبة حوادث المرور في السعودية أكثر من مثيلاتها في جميع أنحاء العالم (سجلت الإحصاءات المرورية الرسمية أن هناك ما يزيد على 30ألف مصاب وأربعة آلاف حالة وفاة سنوياً، يقعون ضحايا في نحو ربع مليون حادث مروري.. وفقاً لإحصاءات عام 1420ه، واللافت أن عدد الوفيات في ذلك العام، قد سجل زيادة بنسبة 13% عن العام الذي قبله.. مما يعني أن هناك تصاعداً في خطورة حوادث الطرق داخل المملكة.
@ سوء استخدام أجهزة الالتقاط اللاسلكي واستعمالها في التجسس على مكالمات الناس ومن ثم نشرها وإعلانها على الملأ.
@ سوء استخدام المنابر الحرة في الفضائيات والانترنت في التعبير عن الرأي السياسي وانتقاد الأمور التي لا تعجبه.
@ الافراط غير المنطقي في ارسال رسائل الجوال للمشاركة في الفضائيات الغنائية أو برامج النجوم أو برامج المسابقات.
وقد جاء تفاعل الشباب مع القضية رائعاً رغم أن بعض الإجابات كانت مقتضبة أو توجه اللوم للصحافة بدعوى أنها تتسقط أخطاء الشباب، والحقيقة أن هذه كلها تهم موجهة للشباب السعودي من الجنسين لكنها أبداً لا تنفي وجود غالبية مفيدة مستفيدة تقنن استخداماتها وفق ما هو صحيح ومناسب، إلا أن الفئة المنحرفة الصغيرة هي التي يطغى صيتها ويعبر الحدود ويترك صورة سيئة عن المستخدم السعودي لوسائل التقنية الحديثة.
وفي هذا التحقيق نسأل الشباب عن السبب في هذه المظاهر من وجهة نظرهم، كيف يفسرون الأمر، هل يلقون باللوم على الأسرة، على البطالة، على المجتمع، على المدرسة، على المناهج، على التربية، أم على أنفسهم؟ ما سبب الافراط وما هي الطريقة المناسبة للحد منه ليظل في النطاق المقبول والذي لا تخلو منه أمة ولا يخلو منه شعب؟
أنا أبوها!!
أبو ليلى ( 24عاماً) ويعمل موظفاً بشركة أراد أن يقول رأيه بلا رتوش فقد رأى أن اللوم يقع بشكل عام على الأسرة والتربية ثم المجتمع والمدرسة ثم على البطالة، وشرح وجهة نظره بدءاً من الأسرة فكتب :يأتي هنا دور الأب والجد والأعمام، حيث تجد حديثهم في كل مجلس وكل حوار عن أجدادهم "جدي فلان" عمل كذا وفعل كذا وانه البطل المغوار في أيامه وأن الجميع يخافه ويهابه، ومعروف بأننا نحب ونعجب ونقدر الشجاعة ونميل للشجاع لذلك تجدنا نستمع بشكل كبير إلى المتحدث ومن هو جدنا ومن هو بطلنا، المشكلة هنا أنهم قد زرعوا فينا وبقوة حب الشجاعة والفتوة والسيطرة وكل ما يختص بالشجاعة لكنهم لم يفيدونا كيف نحبها وكيف نستغلها وكيف نصنعها ليس لجهل منهم، بالعكس بل لأنهم لم يتوقعوا أننا سوف نسيء فهمها، ويستشهد أبو ليلى بالمثل "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" ويضيف: بعد ذلك نطمح بشكل كبير إلى أن نكون أبطال زماننا وأننا الأفضل فيه نحاول أن نستغل قوتنا ومعرفتنا لنلفت أنظار الجميع إلينا ليقولوا إن فلاناً قد عمل أو يعرف ما لا يستطيعه أحد ويأتي ذكره على كل لسان وهذا هو حلم الكثير منا فالجميع يحب الظهور والشهرة.
وفي المدرسة: يأتي التنافس بين التلاميذ وشدة التنافس تولد القوة ويتعلم من ليس لديه مجالس تعج بحديث الأبطال مفهوم البطولة ويبدأ التطبيق الذي لا يجد متنفساً له إلا في أشياء قليلة، لذلك يتجه البعض لاستغلال معرفته بالقيادة مثلاً (للتفحيط) للفت الانتباه واظهار شجاعته كما تظهر سلوكيات أخرى مثل السرقة والشجار والمعاكسات والتجسس.
ويختصر أبو ليلى إجابته بهذه العبارة: ان المقصد كله يرجع بالعامية إلى كلمة (أنا أبوها!!) بمعنى أنني استطيع عمل ما لا يعمل واقدر على ما لا يقدر عليه غيري..
غير انه يستثني الهكرز نوعاً ما من السلوك السيئ ويعتبر نشاطاته علماً ومعرفة وفلسفة!!
الكبت هو السبب
ويشاركنا عبدالرحمن الرشيدي ( 36سنة) موظف وحاصل على دبلوم فني بعد الثانوية قائلاً: أعتقد بأن الشباب الذين يقومون بمثل هذه الأعمال "مكبوتون" بمعنى أصح يعانون من مشاكل عدة منها على الأقل الفراغ، وعدم وجود الأماكن التي يلجأون لها وبالتالي يلجأون لاستخدام مثل هذه التقنية للترفيه عن أنفسهم وكذلك شعورهم بالانعزال أو بعدم وجود من يهتم بهم مما يقلص من ادراكهم للعيب فيصبحون غير مبالين بما يفعلون ويقولون لعدم وجود ما يخسرونه فهم بالأصل يعتبرون أنفسهم ضائعين وأعتقد أنها فئة قليلة جداً لكنها للأسف مؤثرة واعطت فكرة مغلوطة عن الشباب السعودي للعالم الخارجي لذا أرى ان يتم توجيه هذه النوعية من الشباب التوجيه السليم وذلك من خلال الإعلام، حيث إنني أعتقد بأنه أصبح الآن الموجه الرئيسي للشباب وكذلك فتح النوادي وتوفير البرامج الصيفية من خلال المدارس والجامعات لملء الفراغ لهؤلاء الشباب وتثقيفهم.
وقال: عبدالعزيز ( 25سنة) موظف تقنية معلومات: بصراحة شديدة لا أريد الإطالة، هي كلمات بسيطة أعتقد بقدرتها على التعبير عن واقع يعيشه شباب محبط لا أمل أمامه. "الفراغ قاتل".. وشبابنا يعاني من فراغ أكاد اسميه "موتاً بطيئاً"..
المجتمع كله مسؤول
عمرها ( 19سنة) طالبة جامعية ورمزت لنفسها (جغمة) اختصرت إجابتها برأي بسيط يحمل تهمة للمجتمع ككل فكتبت: عدم التوجيه الصحيح لهؤلاء الشباب وتركهم بلا حسيب ولا رقيب ينصحههم ويناقشهم إذا وقع منهم الخطأ ويشعرهم بالمسؤولية يوضع لهم البدائل المفيدة لهم ولمجتمعهم، فالكثير من الشباب المسيئ الاستخدام لهذه التقنيات لا يعلم كيف يستخدمها ولا يجد من يرشده.
المجتمع ككل يقع عليه مسؤولية ما يحدث سواء تربية الأسرة أو المدرسة أو غيرها فلكل دوره وواجبه.
أما محمد بن عبدالله ( 22عاماً) يدرس بالسنة الثالثة الجامعية فقد اعترض على الاتهام بطريقته وبدأ اجابته بقوله: أولاً دعينا نتفق ان سوء استخدام التقنية ليس حكراً على الشباب السعودي؟
وبعد ذلك نبدأ الحوار..
طبعاً الرقابة الذاتية من الشخص لنفسه تعتبر الأهم؟
ومما لا شك فيه أن الوازع الديني شيء مهم جداً ومثال على ذلك حالات شرب الخمر لدى الشباب الأمريكي كبيرة جداً جداً جداً مقارنة بالشباب السعودي!!
وإذا أخذنا عيوب الشاب السعودي مقارنة بغير نجده مثلاً لا يقتل لاتفه الأسباب كما هو ديدن الشباب الغربي في بلاده حينما تكون حوادث القتل لأجل صديقة أو لعبة قمار!!
ولكن للأسف وكما يقال الشر يعم والحسنة تخص هناك وفي كل مجتمع شواذ ولا ينبغي منا أن نأخذهم كتصنيف أو كرأي عام.
لا إفراط ولا تفريط
إيمان عبداللطيف شابة خريجة ثانوية عامة منذ عام 1421ه تنتظر وظيفة قريباً عمرها ( 23سنة) حاولت أن تكون محددة في اجابتها فأوردت مقاطع من الأسئلة ووضعت إجابة عن كل جزء.. فقالت بداية: أرى أن سوء استخدام الأجهزة أو التقنيات الحديثة يرجع لعدة أسباب: الأسرة ولها الشأن الأكبر في ذلك فهي التي أعطت الحرية المطلقة للأبناء في كل ما يرغبون في الحصول عليه وللأسف بحجة ألا يكون الابن أو الابنة أقل من غيرهم من بقية الناس ومن ثم يفرطون في الدلال وتبدأ مراحل التشويه للمجتمع بصور شتى بسبب انحراف الأبناء الذين هم دون رقابة.
مراهقونا ومراهقوهم
ويشاركنا عبدالعزيز ( 35سنة) موظف شركة الحوار قائلاً: أولاً دعينا نحدد العمر الذي تتحدثين عنه اختي الكريمة.. فكلمة شاب فقط يدخل بها كل إنسان يقع ما بين ال 18إلى ال 40عاماً، وأعتقد بل أكاد أجزم أن الاساءة تأتي ممن هم في سن العشرين وأقل، أي في سن المراهقة واستغرب الصاق هذه التهم بالمراهق السعودي فقط، فلو قدر لك اختي الكريمة السفر إلى الخارج ومتابعة ما يحصل ممن عمرهم في عمر مراهقينا لرأيت العجب.
الموضوع وما فيه أن الخطأ إن حصل من شخص لم يكن متوقعاً منه، فهي الطامة الكبرى، وهذا ما يحدث في حالة المراهق السعودي، فهو ابن بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومنطلق الدعوات الشرعية، فلا أحد يتصور أن يصدر من المراهق السعودي أي تصرف غير سوي ولقد قدر الله لي أن أعيش في أمريكا بلد الحضارة والتقدم (زعموا) لمدة سنتين، وكنت أرى تصرفات مراهقيهم التي لم تكن بعيدة عن تصرفات مراهقينا من حيث سوء استخدام التقنيات التي ذكرتِها من جوالات ملحق بها كاميرات إلى الهاكرز مروراً إلى سوء استخدام المركبات (التفحيط) وانتهاء إلى عدم احترام الوالدين أما لماذا يسيء المراهق السعودي للتقنيات المتوافرة فهذا السؤال يوجه لمن يصدر منه هذا التصرف المشين.
دفاع مفصل!
أما نايف ( 22عاماً) طالب بكالوريوس هندسة فقد كتب: نعم هناك من يسيء استخدامها ولكن هناك آلاف ممن يحسنون الاستخدام، هناك من يصور لقطات شخصية أو خاصة، وهناك مواقع كاملة تعنى بنشر الفضيلة عبر البلوتوث، نحن من عظم شأن هذه الفئة الصغيرة، ومحق فضيلة السواد الأعطم، الفضيلة دوماً في مجتمعنا ولا ينكر ذلك أحد!.
أما عن اتصالات بعض الشباب السعودي بالقنوات الفضائية وتطاولهم على المذيعات فيقول نايف: يدك على الجرح، في أي قناة يظهر هؤلاء الشباب؟ إذن ماذا ترجين من شخص اتصل بقناة همها هدمه أخلاقنا؟ لا يأتي أحد فيقول هناك شباب مهذب، ليس من التهذيب المجاهرة، نعم نسمع الأغاني وندعو الله لأنفسنا بالهداية ولكن، من تتكلمين عنهم نشروا مكنونهم في أماكن تستحق ذلك، هل رأيت أحداً من شباب السعودية احرجنا على قناة جادة؟ لا، لأن من يتصل بهذه القنوات هم الفئة الواعية وهي الغالب.
وعن سوء استخدام السيارات والتفحيط وارتفاع نسبة حوادث المرور في السعودية أكثر من مثيلاتها في جميع أنحاء العالم يقول نايف: من قال إن استخدام السيارات سيئ عندنا؟ التفحيط ظاهرة شاذة جداً جداً في بعض مناطق المملكة وبقليل من الحزم مع المخالفين سيكون مصيرها النسيان، أما ارتفاع نسبة حوادث المرور فإن سببها ثقافتنا المرورية الضحلة، وهي في تطور ورقي مع برامج كثيرة تقوم بها وزارة الداخلية مشكورة ممثلة في إدارات المرور، قارنوا بين إحصائيات الحوادث قبل وبعد التطبيق الالزامي لحزام الأمان.
أما سوء استخدام الوسائل اللاسلكية فقد أجاب نايف عنها بسؤال فكتب: أين نشرت؟ ليست ظاهرة بل شاذ والشاذ لا قياس له، هل ارتقت إلى أن تصبح ظاهرة كالباندا؟ الجواب بكل تأكيد لا.
وحول سوء استخدام الفضائيات والانترنت في التعبير عن الرأي السياسي وانتقاد الأمور التي لا تعجبه.
ما زلنا في خير وان شذ بعضنا، فمصيرهم الرجوع إلى صوابهم، وهل من الممكن تزويدنا بإحصائية عن عدد الذين يستميتون دفاعاً عن المملكة العربية السعودية؟ الكثير الكثير ولا أحد يجهل الحملة الموجهة ضد المملكة من أطراف خارجية على كافة الأصعدة فمن أين لي بتأكيد أن من يسيء استخدام منابرنا هو من أبنائنا؟ لا أحد..
وحول الافراط غير المنطقي في ارسال رسائل الجوال للمشاركة في الفضائيات الغنائية أو برامج النجوم أو برامج المسابقات كتب نايف ساخراً: هل لا زلت تحتفظين بإحصائية عدد المكالمات الواردة إلى برنامج ستار أكاديمي؟ هل كنا أكثر المتصلين؟ وأساساً هل هناك مصداقية لهذه الإحصائيات؟ من جهتي أقبل إحصائية من شركة الاتصالات فقط، لم ولن نعتمد على غيرنا كمصادر نستقي منها معلوماتنا حول أنفسنا، نقطة أخرى اغفلتِها وهي اختلاف نسبة التعداد السكاني من دولة لأخرى، أي نسبة المرسلين إلى العدد السكاني للدول الأخرى ستجديننا الأقل!!
واعتراف مفصل!!
سحاب الود ( 20عاماً) طالبة جامعية، قامت بدورها بتعليق مفصل على أسئلة التحقيق واتهاماته ولكنها لم تفند التهم كما فعل نايف..
فقد رأت أن سوء استخدام الهواتف الجوالة بالكاميرا وتصوير لقطات من الأسواق والحفلات الخاصة والمناسبات العائلية وبثها عبر الانترنت سببها الرئيسي ضعف الوازع الديني ومائة بالمائة الشباب فاضي، وكثير منهم يأخذ التكنولوجيا بشكل معوج وخاطئ.. وعادت تؤكد الفراغ ثم الفراغ سبب رئيسي.
أما سوء استخدام الانترنت واستعراض القدرات "الهكرزية" ولكن هذه ليست قوة شخصية بل هي ضعف عيني عينك، يريد أن يبين قوته في الانترنت على خلاف حياته الحقيقية!!
وعن سوء استخدام القنوات الفضائية على الهواء تقول سحاب الود أولاً: الشباب الذين يعلقون بشكل (سخيف) نعيد ونكرر (فاضي) ليس لديه ما يملأ حياته، بالإضافة إلى أنه فاهم (ملء الحياة) على انه (حب وكلام فاضي) وغير ذلك مضيعة للوقت في نظره، للأسف شاب ضائع يحتاج إلى التوجيه بشكل صحيح هداهم الله، حتى الذين يسبون ويشتمون للأسف فهمهم للدين خطأ.. وخير الأمور أوسطها، إن كان يريد فعلاً النصح وعمل الخير عليه أن يفهم الآية: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}.
وحول سوء استخدام السيارات تقول سحاب: التهور ثم التهور، لا يعرف هذا الشاب لماذا وضع في الأرض؟ ما هو السبب الرئيسي.. يأخذ الحياة كما يقال بسهولة، الشباب أكيد يجدون المتعة في السرعة ولكن لا بد من تحكيم العقل والتروي في استخدام عبارة (انت رجال) فالرجل في نظرهم هو الذي لا يخاف من هذه الأمور ولا يخاف على نفسه أين العقل يا شبابنا.. هداكم الله.
وعن سوء استخدام المنابر الحرة تقول سحاب: أحب أن أضع رأيي الشخصي في هؤلاء مع احترامي للجميع، المنتديات والفضائيات وأي من الوسائل التي تمكننا من التعبير عن آرائنا وضعت كي نتكلم بحرية، وأن نعبر عن أفكارنا وما إلى ذلك ولكن قد لا نملك القدرة على الاقناع، فهناك من يتهور ويفرض رأيه بقوة، تشعر أن هذا الشاب لديه رأيه الخاص وهو حر ولكن يفتقر للأسلوب الحسن، ربما كان السبب عدم اختلاطه الكبير بالناس وأنا لا أعمم، ولكن قد يكون هذا سبباً من الأسباب، بالنسبة لي أجد فائدة كبيرة من المنتديات كي نعبر عن أنفسنا ولكن لا بد أن نملك أسلوباً حسناً كي نجذب الناس، لا أن ننفرهم منا.
وحول الافراط في ارسال رسائل الجوال إلى برامج المسابقات تعلق سحاب قائلة: هذا من باب البطر ولكن ليس فقط الشباب السعودي بل كل من يملك المال ويصرفه في غير أوجهه.. أي أننا للاسف نفتقد التوعية من الأهل والمجتمع.
صدمة التقنية
شاب رمز لاسمه بأخو فري ستايل عمره ( 31سنة) ويعمل مدير تسويق ومبيعات بالقطاع الخاص بدأ رأيه قائلاً: في البدء لا أريد أن أتحيز وادافع عن بعض التهم كما فعل بعض الاخوة فالخطأ يظل خطأ حتى ولو احطناه بالمبررات وزينا له الأسباب والاعذار.
أما فيما يخص التهم أبدأ بسوء استخدام الانترنت وفي هذه النقطة أحب أن أشير إشارة عامة لقطاع التقنية عموماً، فالتقنية كأي أداة في هذا الكون من الممكن استخدامها الاستخدام الأمثل كما يمكن استخدامها أسوء استخدام، وعملية التصوير واللقطات هي من باب ان كل ممنوع مرغوب، ولنتعامل مع التقنيات التعامل الأمثل لا بد من ترك "صدمة التقنية" حتى تعبر ويتفهمها الناس بدلاً من منعها ولفت النظر لخطورتها دون التمهيد لها، وسوف أوضح ذلك ببعض الأمثلة وماذا حصل لها عند بدئها:
أين الاشباع العاطفي ؟
وتشاركنا الشابة الريم ( 23سنة) طالبة في كلية طب الأسنان الرأي قائلة: من وجهة نظري الشخصية أرى أن سوء استخدام التقنية يعود إلى فقدان حلقة التواصل والاشباع العاطفي لدى الفتيات والشباب، منهم من حرم من أمور كثيرة ومن أهمها الاشباع العاطفي ووفرت لهم المادة لكي يعيشوا فقط بدون تفهم لما تفعل، لا تعلم إلا التقليد أو التباهي بما لديها فقدوا جوهر التواصل الأسري وأصبح تواصلهم مع أهلهم بالمادة فقط، لم يجدوا من يسمع لمشاكلهم، ولم يجدوا من يوجههم أو من يراقبهم ويرشدهم لاستغلال وقت الفراغ بما هو مفيد، الشاب وجد نفسه رجلاً دون أن يعلم معنى الرجولة والفتاة أصبحت كبيرة جسماً فقط ولكن تفكيرها مقصور على توافه الأمور، لم يجدوا أماً وأباً يضمهم ويوجههم لما هو صحيح والسبب الرئيسي في كل ذلك ضعف الوازع الديني ويليه الأهل والأصحاب والسبب الرئيسي في كل ذلك ضعف الوازع الديني ويليه الأهل والأصحاب ومن ثم دور المجتمع الذي أصبح يلوم لمجرد اللوم ولا يغفر للمخطئ ونسي أن الله غفور رحيم، وغير ذلك فالمجتمع السعودي يرى أن الشاب إذا أخطأ فلا حرج عليه أما الفتاة إذا اخطأت فالموت أهون لها من عيشها نسوا أننا سواسية وكلنا غداً سنقف أمام الله ومسؤولون عن أخطائنا سواء بنات أو أولاد، الشباب أصبحوا يستسهلون الأخطاء بحكم أن الرجل هنا متميز وأن العيب ما يلحقه وقليل من أفراد المجتمع إذا رأى المخطئ قام بنصحه أصبح الكل يحيا لنفسه فقط، وتلخص الريم كلامها قائلة: ملخص كلامي أن الخطأ سببه يتلخص في ضعف الوازع الديني والأسرة المفككة التي تضن بلحظات اللقاء مع بعضها وتستثقل كلمات الحب فيما بينها وتستخف بعقول أبنائها دون أن تفهم أن الواجب مخاطبة كل جيل بعقله وأن نحاول أن نشبعهم عاطفياً وأن لا نقول لا حتى نبرر لماذا قلنا لا حتى يبقى التواصل موجوداً ووقت الفراغ الذي أصبح عاملاً مهماً ولكنه مرتبط بغيره من العوامل وأخيراً المدرسة والمجتمع الذي أصبحنا نسمع فيه كلمة عيب من غير أن نفهم المقصود بها. وأخيراً لنعلم أن كل ممنوع مرغوب وبوسعنا أن نمنع عن أبنائنا وبناتنا ما نشاء ولكن بالاقناع وبأن نتحدث معهم عن مشاكلهم بدون أن نستخف بها، ونكسر كل الحواجز بيننا وبينهم.
أين البديل؟
ريم شابة ( 19سنة) وهي طالبة جامعية (تقنية طبية) تقول: أختي الفاضلة غير الأسباب المذكورة اسمحي لي أسألك سؤالاً: ماذا في السعودية من مراكز تسلية وترفيه أو نشاطات للشباب؟ وسأجيبك (صفر) وحتى لو كانت موجودة فهي بأسعار عالية جداً وأبسط مثال بجدة: في محلات سباق السيارات هناك الخمس دقائق بخمسين ريال بالله المواطن السعودي المتوسط أو محدود الدخل كيف يمكن أن يستمتع هناك، من أجل ذلك تخسر هذه المشاريع.. أين نخرج نحن البنات والشباب؟ للأسف لا توجد أي أماكن ننفس فيها عن أنفسنا، لذا اتخذ الشباب السوق والشاليهات محل لهو ومعاكسات بدلاً من كونها أماكن تسوق أو سياحة واستجمام واستخدموا الجوال في غير ما صنع له، عكس ما يحدث في كل دول العالم، وصحيح أن هناك دورات كمبيوتر وإنجليزي لكن بلا تغيير، وهناك نوادٍ للشباب وليس للبنات، لا بد من وجود دورات علمية مثل الرياضيات والكيمياء وبقية العلوم بحيث يكون العلم متعة ولا بد من وجود مسابقات ونشاطات ترفيهية وبهذه المناسبة أشكر كل من نظم وساعد على إقامة المسرحيات في جدة وأتمنى أن تكون أفضل السنة القادمة، وفي النهاية فإن الخطأ في هذه الممارسات يقع بنسب متساوية بين الشباب والمجتمع.
إجابات محددة
اسمي أمل العمر ( 23سنة) المرحلة الدراسية.. طالبة طب بشري سنة خامسة.. هكذا بدأت أمل مشاركتها ثم انطلقت تجيب على أسئلة التحقيق فكتبت: سوء استخدام كاميرات أجهزة الجوال.. ونراها عبر الانترنت سببها: سوء تربية، ممكن يكون تحدياً، نقص وعي، عدم احترام خصوصية الآخرين. أما سوء استخدام الانترنت.. واستخدام القدرات الهكرية.. فأولاً: نوع من التحدي وثانياً إثبات للآخرين أن هذا الشخص قادر بمعنى (يفرد عضلاته) وهو نوع اثبات الذات.. أما ما يحدث على القنوات الفضائية من الشباب دون الشابات فمصدره نفس الشيء التحدي ونقص الوعي وكذلك التفحيط بالسيارات والتجسس على خصوصيات الغير، وارجعت أمل سوء استخدام المنابر الفضائية إلى عدم فهم الحرية بالشكل الصحيح، أما الافراط في ارسال الرسائل من الجوال فسببه عدم تقدير قيمة ما يحملون ووجود الفراغ وعدم وجود هوايات أو اهتمامات خاصة.
ردود سريعة
كما تلقت "الرياض" عدد من الآراء السريعة في موضوع التحقيق منها رأي محمد عبدالله ( 18سنة) طالب جامعي، حيث يعتقد أن الأسرة تتحمل 70% من المسؤولية فيما يتحمل أصدقاء السوء النسبة الباقية منها.
ورأت ستيفني طالبة عمرها ( 16سنة) أن المشكلة لا تخص السعوديين فقط بل تشمل كل شباب الخليج.
والأهم من يقول ان المداخلات في الفضائيات من سعوديين فقط أنتم تعلمون أن باستطاعتي تقليد أي جهة واختار أي جنسية وأقول رأيي وأشتم الآخرين!
الرياض
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
^^^بشوويش^^
•
صح...صح... كل شي ايجابي يحولونه الشباب لشي سلبي وانا اقصد شباب الخليج عامه والشابات بعد... خاصه في البرامج اللي عالهوا لما يشارك احد من الخليج سواء بنت او ولد نشوف السخاااااااافه كلها والتصنع والثقافه للأسف ابداااا...ماننكر في اقليه تشرف بس للأسف ضاعين بهالحوسه...
الصفحة الأخيرة