احلى جودي

احلى جودي @ahl_gody

محررة فضية

شبابنا .. وثقب الإبرة !!

الملتقى العام

محمد البلادي


* المتابع لحال البعض من شبابنا اليوم يجد أن كثيرا من هواياتهم أشبه ما تكون بمهارة إدخال الإبرة في ثقب الإبرة، التي جُلد بسببها ذلك المسكين.. فيكفي أي شاب سعودي امتلاك سيارة، ليجد أمامه سيلا لا ينتهي من الهوايات والمهارات الغريبة والفارغة التي تستنزف وقته وماله وجهده وفكره دون أن تعود عليه أو على مجتمعه بأي فائدة.. واسمحوا لي أن أوغل في المحلية قليلا لأذكر لكم بعضا من مسميات هذه المهارات الغريبة التي تبدأ بـ ( التحجير) ولا تنتهي عند ( التفحيط و التطعيس) مرورا بـ ( الترهيم ) و( التغبير) و( التقطيب ) !!..
* ولمن كان مثلي جاهلا بهذه المصطلحات أقول : اعلم – علمك الله الخير – أن (التحجير) وفي رواية أخرى (التصفيح) مصطلح شبابي محلي يعني رفع السيارة على صفائح من الحجارة لعدة أمتار ، وتعليقها لمدة من الزمن ، وطلاءها بألوان ومواد غريبة وشاذة مثل الرمل المخلوط بالماء وبعض المواد الكيماوية المثبتة.. وهذه العملية رغم مشقتها ودقتها إلا أنها تشغل أذهان كثير من شبابنا، وتستنزف طاقاتهم الكبيرة لأسابيع طويلة، وربما لشهور إجازة الصيف كاملة..وكذلك الحال بالنسبة لبقية الهوايات السابقة .
* لا أظن الترف وحده هو ما يدفع هؤلاء الشباب إلى صرف طاقاتهم في مثل هذه الهوايات الجوفاء.. فالبطالة وغياب البرامج والمهرجانات الثقافية والاجتماعية الجاذبة ، وضعف الوعي بأهمية استغلال أوقات الفراغ وتنمية الذات والقدرات الشخصية ،كلها أسباب أدت إلى شيوع ثقافة متعة مغلوطة في أذهان السواد الأعظم منهم .. ثقافة تهتم بالمظهر على حساب الجوهر والمضمون، وتعنى بثقافة المتعة بدلا عن ثقافة العمل والإنتاج.
* إن إخراج شبابنا من ثقافة مهارات ( ثقب الإبرة) يتطلب دراسة جادة واعية من قبل رجال التربية وعلم النفس والاجتماع لتصويب الرؤية أولا.. وتصحيح المسار باستبدال ثقافة التقدم والإنتاج بثقافة المتعة الجوفاء.. والتعاون بين القطاعين العام والخاص لإيجاد برامج جاذبة تستثمر تلك الطاقات الشابة وتطوعها لتحقيق الإبداع والابتكار.
* رحم الله الرشيد ..فلو كان بيننا اليوم لأشغله جلد أصحاب المهارات التي لا تفيد أحدا، عن أن يحج عاما، ويغزو عاما آخر.!!
1
338

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

احلى جودي
احلى جودي
لا اله الا الله