شباب جدة يشاركون المارة لحظة إفطارهم اليومية على الزلاجات قرب إشارات المرور

جدة - حسن الطالعي
زلاجات يسير بها شباب نحو الخير في مشهد يومي لا يخلو من الإرهاق الممتع الذي سرعان ما يتحول إلى ابتسامة تعلو محيا الجميع، حين يقضي أكثر من 30 شاباً وبأعمار مختلفة لحظات إفطارهم الرمضانية اليومية بالقرب من إشارات المرور.

ويوزع هؤلاء الشباب على المارة ماء وبضع تمرات فقط، تعقبُها دعواتُ الصائمين بأن يتقبلَ الله طاعتَهم، يعلق أحد المارة: "ما شاء الله عليهم شباب يفرحوا القلب والله.. وقت الإفطار تاركين أهلهم وبيوتهم، وجايين ما شاء الله يفطروا صايم، فجزاهم الله خير".

وينطلق هؤلاء الشباب حاملين معهم روح رمضان معتمدين على ما تجود به أنفسهم أو ما يقدمه لهم أهل الخير من مؤسسات أو أفراد لتوفير الوجبة اليومية لكل من يصادفُهُم في الطريق.

ويبين هاشم حمدي قائد الفريق أن عدد الشباب يزداد يوماً بعد يوم، وكيف ارتفع العدد من 18 متطوعاً بالأمس، إلى 30 متطوعاً في يوم واحد.

وفي زاوية من الطريق يقف رجل مع ابنته ليكون هو الآخُر أقرب لمن يصادفه لحظة الأذان، فيما تشارك الطفلة عبير مع إخوانها منذ الرابعة عصراً في توزيع الإفطار على المارة، يدفعها عمل الخيرُ من سيارة إلى أخرى، تاركة خلف ظهرها كل برامج الأطفال برسومها المتحركة، لتعيشَ لحظات يرسمها الحب والعطاء حتى يحين موعد الأذان، فتفطر وتعود إلى المنزل.

وبينما كنا نرصد تحركات هؤلاء الشباب ولحظة دخول الأذان, نالنا ما ناله الآخرون من ماء وتمر على قارعة الطريق, إلا أنها بمذاق فرحة صائم, ومع الإشارة الأخيرة لقائدِ الفريق بانتهاء مهمتهم لهذا اليوم عادوا أدراجهم على وعد بالعودة من جديد.
العربيه