بأي نظرة ينظر المجتمع للمطلقة . . اليست انسانة مثل غيرها من الناس . . لماذا هذه النظرة القاسية للمطلقة وكأنها ارتكبت حراما او جريمة لا تغتفر . . ألا يكفيها ما حل بها من بلاء . . انها حقا مسكينة . .
هذا ما أفضت به هيفــــــــاء لصديقتها وداد وقد أدمى قلبها نظرات النساء ، بل وأيضا الرجال لعموم المطلقات ومن بينهن هـــــــــــي . . فما أن يتقدم لها أحد ويعلم انها مطلقة الا وينسحب ، بل ويفر هاربا . .
أكملت : انني مثل غيري من الفتيات احلم ببيت أسري هادىء . . بأطفال يعيشون في كنفي وحضني . . ولكن ماذا أفعل اذا لــــم يحصل التوافق والتوفيق . . وماذا أفعل اذا؟ . .
استحـالــــــت حياتي جحيما لا يطاق. . لقد بذلت كل جهدي حتى لا يهدم بيتي . . ولكن ما باليد حيلة . . والحمدلله على كل حال. . اني راضية بما يكتبه الله لي ..
في أثناء ذلك شطح تفكيرها وبعـــــــــدت وعــــــــادت عدة سنين الى الوراء . . فتراءت لها صورة الماضي الأليم في بيــــــــــــت مطلقها. . لا تنسى تلك المعاناة التي واجهتها منه ومن أهله . . ثلاث سنوات كانت بالنسبة لها عذاب وظلم وهوان وشقاء. . وكانت تقابل كل ذلك بالصبر . . لعل حالهم يصلح ولكن لا فائدة، بل وصل بهم الامر الى ضربها وهي في شهورها الاولى الأول حمل لها . . فنقلت على اثر ذلك الى المتشفى فقد سبب فعلهم ذاك في سقوط حملها. . كان شبــــــــــح الطـــــــــــلاق يطارد هيفـــــــــــاء في كل مكان . . لم يغب عن مخيلتها ذلك اليوم في حياتهـــــــا عندما طــــــــــردت من قبل زوجها وأهله. . أخرجوها الى قارعة الطريق وفي وقت متاخر من اللــــــــــــيل!! وسبب ذلك انشغالها بكي الملابس عن وجبة العشاء التي كانت على النار مما ادى الى احتراقه ، انها تتحمل أعباء البيت كلها رأسها. . وما أن عملوا بذلك حتى تجمعت عليها الأسرة. . سبا وشتما ، بل وضربا. . وعندما دافعت عن نفسها . طــــــردوهـــا. . عـــــــــــادت هيفــــــــــاء الى منزل أهلها كسيرة الخاطر باكيةالعين . . تعاني الظلم والهم والحزن والارهاق . . ولكن دعوة المظلوم مستجابة ليس بينها وبين الله حجاب ، لقد غفلوا عن مراقبة الله لهم . . ونسوا ان أعيــــــــن اللـــــــــــه لا تنــــــــــــــــــام . . لم يبالوا بحرقة المظلوم وتفتت كبده وصدق دعائه وحقا :
تنــــام عينيك والمضلوم يدعو _ _ _ _ _ _ عليك وعين الله لم تنـــــــم
ياسبحان الله لم يمر على هذه الحادثة معهم الا اسبوعان ويتناقل الناس خبر ان فلانة الابنة الكبيرة للعائلة تتطلق وعندها خمســــــــة أبناء . . عـــــــــادت الى اهلها مهانة ذليلة مطرودة مثلها مثل هيفــــــــــــاء تماما
ولقد جاءت جارتها ام احمد لتزف الخير وكأنها تهدي لها بشارة ، فردت هيفـــــــــاء بعد أن علا محيــــــــاها الكآبة والحزن . . اللهم لا شماتة . . لا حول ولا قوة الا بالله . . كان الله في عونها . . وجبر قلبها على بعدها عن أبنائها. . فقالت الجارة والتي علتها الدهشة : أبعد كل الذي فعلوه معك يكون موقفك هكـــــــــــــذا ؟!!
فقالت: هذا امر كتبه الله علي والحمدلله على كل حال . . وكيف نفرح بمصاب غيرنا ونحن قد تذوقناه . . (( انه الايمان والتسليم واليقين والرضى بقضاء الله وقدره)). .
افاقت هيفــــــــــــاء من أفكارها وهواجسها على صوت صديقتها وداد التي تيقنت ان صديقتها كانت تستعرض شريط ماضيها فتركتها مع نفسها قليلا فاعتذرت هيفـــــــــــاء لصيقتها قائلة : اني أسعى جاهدة لمحو صفحة الماضي من مخيلتي ولكنني لا أستطيع . . اني أدعو الله ان يلهمني الصبر والثبات على دينه . . ومع ذلك فاني راضية بما قسمه الله لي ولكن غيري غير راض . .
وكونــــــــــــــي فشلت في زواجي الأول لا يعني أنني لا اصلح لأن أكون زوجة ناجحة وأمـــــــــــا حنونا . . لماذا لا نمنح فــــــــرصة جديدة . . لماذا لا نخــــــــــــــــوض التـــــــــــــجربة مــرة أخــــــــرى . . لماذا لا تزول النظــــــرة القـــــــــــاصرة للمطلقــــــــــــات . . ؟ ! !
(( الى متــــى . . المطلقة !! تكون في زواية مظلمه .. ومتـــــــــى . . سيسلط عليها الضوء ))
(شذىالروح) @shthalroh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
scson
•
:(
الصفحة الأخيرة