شبكة الإنترنت: ثقافة المرأة .. العالم الإلكتروني .. الصحف الورقية.. من خدم من؟

الملتقى العام

الثقافة والإنترنت 22
شبكة الإنترنت: ثقافة المرأة .. العالم الإلكتروني .. الصحف الورقية.. من خدم من؟




تحقيق - بدر الراشد
دخلت المرأة العالم الافتراضي من أوسع أبوابه، وتمتعت بحريتها في الكتابة وإثبات فاعليتها الثقافية، وتباين الحديث عن الصحافة من ناحية أخرى، التباين بين العالم الإلكتروني والعالم الورقي الصحافي، فكيف نقرأ دخول المرأة للعالم الافتراضي؟ والعلاقة بين الإعلام الورقي والإعلام الإلكتروني؟
بداية تقول القاصة الدكتورة هناء حجازي: المواقع الالكترونية لم تقدم مساحة للمرأة فقط، هي قدمت مساحة للناس، كل الناس كي تمارس دورها في التصريح بآرائها والإعلان عما تريد ، ولم يحدث ذلك هنا فقط، اقصد في بلادنا فقط، بل حدث في كل بلاد العالم، الانترنت فتح للعالم كله مساحات شاسعة أصبح بالإمكان من خلالها التواصل وإبداء الرأي والتحدث بكل حرية في كل ما يمس الإنسان، بدءا من السياسة والواقع الاجتماعي وانتهاء بالثقافة. هنا في بلادنا يصبح الأمر أشد ضرورة نظرا للواقع الاجتماعي الذي تعيشه كثيرا من النساء عندنا، فالمرأة المحصورة في منزل لا تستطيع الخروج منه، اصبحت قادرة على التجول في المواقع الالكترونية، ابداء رأيها، كتابة إبداعها، عرضه على العالم، مناقشة افكارها، كل ذلك بدون عناء الخروج من منزلها أو الاضطرار إلى التصادم مع محظور اجتماعي أو محرم غير متفهم .. نعم بالتأكيد قدمت المواقع الثقافية الالكترونية للمرأة مساحة شاسعة لتمارس دورها الثقافي بشكل أكبر، والمسألة لم تعد مقارنة بين دور الصحف الورقية وبين الانترنت، المسألة اصبحت تكاملاً واستفادة متبادلة، والدليل هو سعي الصحف للتعرف على واستكتاب المثقفين الذين عرفوا عن طريق الانترنت بالإضافة إلى أن أغلبية المثقفين الذين يشرفون على الصفحات الثقافية في الجرائد مطلعون على ما يكتب في الانترنت ويشاركون فيه في أغلب الأحيان، بالإضافة إلى أن جميع الصحف تقريبا أصبحت تعتمد النشر الالكتروني بالإضافة إلى الورقي.

وتضيف حجازي: المواقع الالكترونية أكثر جرأة على الخوض في الأمور الشائكة، ما لا تستطيع الصحف مناقشته أو عرضه في صفحاتها بحكم التعود على عدم الشفافية، أو الخوف من المساءلة الإعلامية، أو المنع أو عدم النشر بعد الكتابة، أصبح العاملون في الصحف لديهم رقيب داخلي يمنعهم من الخوض في أمور معينة. هذه المسألة غير موجودة في النشر الالكتروني، فليس هناك ما يمنع من طرح أي قضية، سوى جرأة الشخص نفسه، أحيانا قد يصل النقاش إلى حد الإسفاف أو غلبة الصوت الأعلى والذي ليس بالضرورة أن يكون عقلانيا أو موضوعيا، لكن هذه هي ضريبة الكتابة بلا رقيب، وهو أمر علينا أن ندفع ثمنه. حتى يتعود الناس على أدبيات الكتابة في المواقع الالكترونية، وهي مسألة في أحيان كثيرة تعتمد على المشرف على الموقع الالكتروني وقدرته على ضبط الأمور.

وتختم الدكتورة هناء بقولها: أثرت - المواقع الإلكترونية- بمقدار جدية المرأة في الاستفادة منها، بمعنى أن المرأة التي تكتب وتقرأ وتتواصل عبر هذه المواقع، إذا كانت تتعاطى مع موهبتها بجدية واهتمام فالتفاعل مع هذه المواقع بالتأكيد.

ومن ناحيتها ترى الكاتبة والقاصة طفول العقبي: منذ أن بدأ تيار (شبكة العنكبوت) يشاغب فضاء ساحة الصحف والمطبوعات الورقية وأنا أتساءل بيني وبيني عن هذه الظاهرة التي صعدت فجأة على السطح كنت أرقب من بعد ، هل ستكون هذه الظاهرة يا ترى كباقي تلك المظاهر الطارئة على مجتمعنا العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، متغيرة ما تلبث أن تطفو على السطح لبعض من الوقت فقط كقطعة (فيلين) لتختفي سريعا وفجأة كبقايا ضباب ، أم تراها ظاهرة ظهرت لتبقى وتترك بصمة عميقة على عالم الأدب والثقافة!!

لا أستطيع أن أحدد إجابتي حتى الآن هذه الظاهرة في نظري لازلت في طور التبلور والتشكل فلا هي يرقة وليست بعد فراشة تستطيع أن تفرد اجنحتها وتطير وحدها.

وتضيف بقولها: فعلى الرغم من أن الكتابة الإلكترونية قد أعطت للكلمة مساحة حرة فلا ترد أو تصطدم بجدران مكاتب التحرير وأسوار الجرائد العاجية إلا أنها بنظري لا تزال تجربة فتية بعد. فلا أستطيع أن أحكم بعد هل يعود نجاحها الآن إلى كونها طازجة وجديدة أم لأنها لا تخضع تماما لسربلة الحصار ومقص الرقيب أم لنجاح حقيقي.

وتختم العقبي بقولها: بالطبع الجازم قد فتحت المواقع الإلكترونية نوافذ مشعة للمرأة خاصة لجيل الشابات ، كما أنها أعطتهن مجالا للنشر ، لممارسة التحرير ، للتعاطي مع الطرف الآخر(الرجل) بندية وحرية سواء أكان القريب داخل نفس المدينة والشارع أحيانا أم هو البعيد والمختلف في قارة أخرى ربما. مما لاشك فيه أن التكنولوجيا قد ساهمت في نقل الثقافة وتبادلها كما أنها فتحت الأبواب لتجربة جديدة على مصراعيها ولكن في نفس الوقت يبقى الحيز الإلكتروني حيزا يتسم بالنخبوية فلم نصل بعد إلى أن تكون خدمات الانترنت خدمات ميسرة لكل مواطن مما قد يحد البعض من القدرة على المواكبة والتعاطي بشكل دائم مع هذا الكائن الجديد.

وهنا أتساءل هل تريد المرأة لنفسها هذه الساحة والمساحة فقط؟! هل تقبل وترضى بحرية في الفضاء المتخيل أو الفضاء الإلكتروني أم انها أيضا تحتاج إلى حرية في الحيز المعاش؟ هل يستطيع الفضاء الإلكتروني وحده أن يحقق ذلك؟

من ناحيتها تقول الكاتبة ضياء يوسف في سؤال عن المواقع الثقافية الإلكترونية كبديل وهروب عن النشر الورقي: الأمر ليس بحدية الهرب وحتمية اختيار البديل الأبدي فأكثر كتاب الصحافة متواجدون على الإنترنت بشكل سلس وتلقائي. أظن أن الصحافة الورقية تتفوق بمردودها المادي أما الصحافة النتية فتتفوق بكونها حرة من مزاحمة الإعلانات و ضرورة الالتزام بمساحات محددة لذلك الثقافة التي تقدمها الصحافة الإلكترونية أكثر دسامة بما لا يقارن مع صحافة الورق. قابلة للإخراج بشكل أجمل وبأدوات أكثر جذبا هذا و الانترنت يعتبر أرشيفا ضخما وفي متناول الجميع ..فبينما ينتهي الموضوع الموجود في الصحيفة بعد أيام من نشره تبقى الصحافة الإلكترونية حية حتى بما سبق نشره بشهور. ولولا أن الكمبيوتر مازال يصعب الوصول إليه للبعض ولولا أن الاستثمار الثقافي على الإنترنت مازال ضعيفا لتفوقت الصحافة الإلكترونية حتما .

وعن أفضلية أو تميز العالم الإلكتروني أو الورقي فتقول ضياء يوسف: العمل الثقافي يسير بشكل موازٍ في كلا العالمين بفارق أن الإنترنت يكسر هيمنة الإقليمية ويقدم فاعلية وسرعة تتجاوب مع قابلية الثقافة للتداول والتطور وتجعل من الفعل الثقافي بيئة تستوعب المرسل والمستقبل ..هذه بالطبع حركة إعلامية متطورة تمنح الجمهور فرصة المشاركة في صنع المادة الإعلامية . لكن ليس الجميع من جمهور الإنترنت . كما أنه ليس الجميع من جمهور الورق .

وتختم بقولها: أظن أن العالم الافتراضي يدعم العالم الورقي، نستطيع ملاحظة هذا من خلال استفادة الصحف الكبرى من نقل موادهم للشبكة ومنح المتلقي إمكانية التفاعل.


--------------------------------------------------------------------------------
http://www.alriyadh.com/2007/11/25/article296872.html
0
392

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️