شبهات .. وحوار مع العقل

الملتقى العام

بسم الرحمن الرحيم الرحيم

ليس منهجا شرعيا أن يبدأ المرء كلامه بطرح الشبهات , ولكن بسبب كثرة هذه النوعية من الشبهات في العقول واستفحالها وانتشارها رأبت أن ابدأ بها مباشرة مع الرد المقنع والمناقشة العقلية بالدليل الشرعي .

وقد فرح بهذه الشّبه المنافقين واجتهدوا في نشرها في أوساط النساء وللأسف أن جهودهم بدأت تؤتي أُكلها ..



الشبهة الأولى :

- أن الحجاب ليس بالضرورة أن يوضع على الرأس ولكن يكفي أن يكون على الكتف , لأنه أريح في الحركة ولا يوجد دليل على ما تقولون ..

(طبعا هذه الشبهة حصل بسببها فساد كبير وانحراف في شكل الحجاب )


الرد على الشبهة :

أولا : أن الحجاب عبادة اختص الله تعالى بها النساء دون الرجال , كما جعل الله الجهاد عبادة اختص بها الرجال دون النساء

فهي (عبادة الحجاب) كالصيام , والصلاة , وغيرها من العبادات التي فرضها الله تعالى , قد يتقبلها الله إذا أُديت على الوجه المطلوب وقد لا يتقبلها سبحانه وتعالى , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر ) . صححه الألباني

ولكن لماذا لم يتقبل الله هذه العبادة ؟
لأنها لم تؤدى كما أمرهم الله تعالى بها .

والحجاب مثله , فهو عبادة إذا لم يؤدى على الوجه الذي أمرنا الله تعالى به فإن الله لا يقبله .



ثانيا : من قال أن الحجاب شرع للراحة , فالعبادة ليست دائما سهلة ميسرة ,

فالله تعال فرض الصيام ومن الناس من لا يستطيع أن يمسك نفسه عن الطعام ولا الشراب (ليس من علة) ولكنه يصوم طاعة لله حتى ولو كان فيه مشقة عليه .

كذلك أوجب الله الزكاة ومن الناس من يكون خروج ال100 ريال من جيبه صعب على نفسه , ولكنه يؤدي الزكاة طاعة لله ولو كان في أداؤها مشقة عليه .

وكذلك الجهاد فرضه الله سبحانه وقال عنه في كتابه " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " البقرة (216) .
وهكذا ..

فقد يكون في ظاهر الأمر وفي ظننا القاصر أنه شر لنا , ولكن في حقيقته هو خير , والعكس بالعكس فنظن في أمر انه خير لنا وهو في حقيقته شر . والحمدلله



ثالثا : حرم الله تعالى الخمر والمبسر ولو أن فيها بعض المنفعة للناس قال تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " البقرة (219)

الخمر والميسر فيهما منافع لبعض الناس مثل البيع والشراء والتجارة وزيادة المال ولكن لأن اثمهما أكبر من نفعهما حرمها الله تعالى .

- كذلك الحجاب لم يُشرع حتى يكون أريح (وهي المنفعة لبعض الناس), ولكنه شُرع وفُرض وفيه بعض المشقة قد تكون كبيرة على من لم يتعود على لبس الحجاب الصحيح , فتركت المنفعة وهي الراحة لأن اثمها أكبر من نفعها - وهذه الصعوبة لا تكون إلا في البداية فقط , ثم يبدل الله تعالى المشقة باليسر , والتعب بالراحة - والحمد لله



رابعا : قال تعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " الأحزاب (59)

قال بن عباس في تفسير هذه الآية .. أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة يغطين وجوههن من فوق رؤسهن بالجلابيب .

- فكيف يكون ذلك إن لم يكن الجلباب على الراس .

- على عند أهل اللغة من حروف المعني يفيد العلو (عليهن) وأعلى الجسد هو الراس وليس الكتف .



وقال البغوي " الجلباب هو الملاءة التي تشتمل بها المراة فوق الدرع والخمار " أه

- لاحظي فوقه لاتحته .



وقال ابن كثير عن الجلباب " هو الرداء فوق الخمار "أه

- والخمار هو غطاء الرأس والوجه والجلباب مايكون فوقه كما يقول المفسرون .



وقال الكشميري " والجلباب رداء ساتر من القرن إلى القدم " أه

- والقرن أعلى الراس ..


-أليس في هذا دلالة كافية على أن الجلباب هو مايعرف عندنا بعباءة الرأس



فكل هذه أدلة عقلية على وجوب لبس الحجاب من أعلى الرأس , ولولا خشية الإطالة لزدتكم ,,,


ولكن سأتوقف الآن ونكمل الرد على بقية الشبه فيما بعد .


منقوووووول من الراصد
2
390

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور البرق
نور البرق
جزاك الله خيرا
ام ساسي
ام ساسي
نقل رائع جعله الله في ميزان حسناتك...