السلام عليكم
لم اتوقع الكتابة فى هذا القسم فى يوم من الايام ولكن اعجبتنى
فكرة المسابقة واحببت المشاركة فيها فهناك شخصيات كثيرة
بحياتى ساندتنى وعلمتنى وشاركتنى لحظات الفرح والالم واتمنى
ان اهديهم هذه الباقة واولهم
أبى رحمه الله
عندى حنين جارف وشوق شديد إليك ياأحب وأغلى وأطهر الناس
فلتأتى لى ياأبى فى منامى ولتأخذنى بين احضانك كما كنت تفعل
انتظربفارغ الصبر زيارة اخى الصغيرفهو اكثرا شبه بك
اقبله فأشعر انى أقبلك وانظر إليه فكأننى أراك اضحكه لارى ضحكتك
حتى كلامه وطريقة نومه وجلوسه فهو قطعة منك ياابى
كنت احس بقرب الرحيل كان قلبى يحدثنى ولكنى لم اصدق نفسى
افتقدك وافتقد برائتك وطيبة قلبك واحساسك بما يعترينى من هموم
ابحث عنك داخل نفسى وفى كل من حولى ولكن هيهات فمثلك لايتكرر
لك من كل قلبى كل الحب والاحترام وادعو من الله ان يسكنك فسيح جناته
وان يغفر لك ذنوبك وما جنيناه نحن فقد كنت نعم الاب والصديق والمعلم
والسند بالدنيا علمتنى كيف اسعد بحب الناس والقرب منهم
اتذكرك ابى واتذكر حكاياتك وضحك وكلامك وشرب الشاى معك ومداعبتك
لاحفادك كل ذكرى لك بمثابة هدية وفرحة وسعادة بحياتى احبك ابى ولن انساك
امى شفاها الله وعافاها
اه ياأمى لو تعلمى ما فى قلبى من هموم اتمنى ان ارتمى باحضانك ان ابكى
ان اصرخ حتى افقد صوتى ولكن اخاف ان احملك همومى وعندك ما يكفيك
اضحك بوجهك ولكن نظرتك الثاقبة تفضحنى تخترقنى ترى مااخفى ولكن احترامك
لصمتى ولعدم بوحى تطلبى من احدى اخواتى ان تهتم لامرى فتعلمك بما فى وتبدء النصائح
بالقصص والمواعظ والرأى السديد وكأنك لاتعنينى فنضحك ملء القلب وتدمع الاعين
ثم يسود الصمت رائعة بكل مافيك عظيمة احبك امى واشكرك من كل قلبى تعلمت منك
كيف اخترق البشركيف اشعر بهم تعلمت منك الصدق وقول الحق والا اخشى لومة لائم
عماتى رحمهم الله
كان لى اربع عمات ثلاث منهن يكبرن ابى بل ان اكبرهن تزوجت وابى طفل صغير وسافرت بعيدا عنا كان ابى يتحدث عنها بأنها امه الثانية ويقفز فرحا عند قدومها لزيارتنا توفت قبل ابى
فانكسر قلبه واعتكفنا ايام ثم خرج علينا بابتسامته المعهودة وقال الان ماتت امى رحمهم الله
عمتى الثانية ايضا كانت بعيدة باحدى مدننا الساحلية كنا نسعد بزيارتها كثيرا فهى تاتى محملة بالهدايا ولها طريقة بسرد القصص لاتضاهى كلامها درروابتسامتها اشراقة
تستيقظ لصلاة القيام ثم تصلى الفجرثم تفتح الشباك لتستنشق نسيم الصباح تعشق الزهور والعطورلاتأكل اللحوم الا نادرتهتم بالفاكهة والخضروات لامثيل لها بالنظافة
عند زواج ابى ولعلمها بضيق ذات اليد ولان امى يتمية باعت اساورها واشترت لامى ما
ينقصها ولفت يدها بمنديل حتى لا تعلم امى بما فعلت وعند حضورها للزفاف توفى ابنها
الرضيع فلم تخبر احد وقالت انه نائم وحضرت الزفاف بكل حب وفرح رحمها الله
عمتى الثالثة انها شيختنا كانت دائما تحدثنا بكتاب الله وسنة نبيه دائما نراها تصلى وتصوم
كريمة لاقصى حد عفيفة اللسان أبية لا اتذكرها الا وهى مبتسمة وتدعو لنا
اتعبتها الحياة كثيرا ولكنها لم تشكو او تتذمركانت تدعو ان تتوفى قبل احبابها فماتت اول
عماتى وقبل زوجها وهى الوحيدة من عماتى التى حلمت بالرسول الكريم فأكرمها الله
بزيارة الكعبة وقبر رسولنا الكريم ولكن للامانة لا اذكر حج ام عمرة
عمتى الرابعة صديقتى وحبيبة قلبى كنت بالصغر اتمنى لو انها امى كانت نبع الحنان وفيض من المشاعر الرقيقة قليلة الكلام عذبة الاحساس هادئة الطبع كانت كنسمة الصيف
العليل والحضن الدافئ بليلل الشتاء الطويل كتومة لانعرف هل هى حزينة ام سعيدة
توءم روح أبى كان لايفترقان الا للضرورة كنا نسكن ببيت واحد فينزل إليها أبى ليلا او نهاريتسامران ويحتسيان الشاى سويا او تطهى له ما يحب من طعام
توفت قبل أبى وفى غيابه وعندما حضربكاها كالطفل الصغير لم يدخل بيتها إلى ان توفى
لم يتحمل زوجها فراقها فمرض مرضا شديدا وتوفى بعدها بثمانية اشهر رحمهم الله جميعا
تمنيت الكتابة عن معلماتى زوجى بناتى ولكنى اكثرت عليكم
الوفاء لمن كانوا يوماً هنا معك ايتها الياسمينة ... وبرحيلهم تركوا الأحزان في أماكنهم الخالية ...
أبدعت غاليتي بإهداءاتكِ ورحم الله موتاكم وموتى المسلمين ...
همسة
تلك العمة التي أخفت عنكم موت رضيعها لا يوجد منها الكثير في هذا العالم .. رحمها الله كم كانت عظيمة..